الفصل الأول

3.5K 82 40
                                    

تأملت (نشروان) وجه صغيرتها الجميلة (تارا)بحنان ،مدت يدها تملس على وجنتها برقة قائلة:
-نامى بسلام ياصغيرتي،وانعمى بالراحة فمستقبل مملكتنا سيقع يوما بين يديك.

لتتطلع إلى الأمام فى شرود قائلة:
-مهمتك لن تكون سهلة على الإطلاق،فلطالما أراد سحرة الظلام أن يحكموا مملكتنا العظيمة (أستيريا)،ولكن دائما كنا لهم بالمرصاد نحبط محاولاتهم العقيمة للسيطرة على مدينتنا،  طوال حياتنا ونحن نعيش صراعا دمويا بين الخير والشر، بين سحرة النور وسحرة الظلام،وقد كان الفوز دائما حليفا لنا .. فمليكة سحرة النور لطالما كانت الأقوى بين السحرة جميعا،بعقدها السحري الذى لا يمنح قوته لسواها ..لتصبح أقوى مايمكن حين تتحد مع فارسها برباط الزواج المقدس فتستطيع هزيمة كل محاولات سحرة الظلام لإعتلاء العرش ودحضها فى مهدها..لننعم بالسلام إلى الأبد.

ولقد كانت الحياة تبدو رائعة..مستقرة بالفعل فى مملكتنا ( أستيريا).

لتنظر إلى وجهها الملائكي مستطردة:
-خاصة بعد أن أنجبتك حبيبتى ..فتاة رائعة الجمال.. بيضاء ذات وجه مستدير كالبدر وشعر أسود كالليل فأسميتك (تارا)،نجمة أستيريا الجميلة،لتصبحين أمل سكان المملكة فى سنوات عديدة قادمة من الرخاء...ولكن ...

غضنت جبينها وهي تستطرد:
-غيمة سوداء ظللت سلام مملكتنا حين
أطاحت (هيلانة)،إحدى ساحرات الظلام ب(رنوة)ملكتهم،واعتلت عرشهم ليخضع لها الجميع وهم يرون فى عيونها عهد جديد يتسيد فيه السحر الأسود ليعلو شأنه ويزدهر دون رادع..وهذا مايقلقنى حقا..شعور غامض يكتنفني بأن شيئا ما على وشك الحدوث..شيئا بغيضا كريها لا أود حتى التفكير فيه.

لتلمس بيدها هذا العقد الذى يقبع حول عنقها قائلة بحزم:
-ولكن لاتخشى شيئا حبيبتى..طالما أرتدى هذا العقد حول عنقى فلن تستطيع (هيلانة) فعل أي شيئ.

لتميل على جبهتها تقبلها بحنان،ثم تستقيم قائلة:
-نامى حبيبتي بأمان ،فلن أدعها تمسك أو تمس مملكتنا بسوء.

لتلقى نظرة على عيون طفلتها الناعسة برضا قبل أن تغادر الحجرة لتنال بدورها قسطا من الراحة،فعلى غير العادة هي تشعر بدوار ورغبة بالنوم فى هذا الوقت المبكر من اليوم.

         __________

لم تكن الملكة( نشروان) تعلم أن دوارها وراءه (هيلانة ) التى وضعت بالفعل خطة جهنمية بالتعاون مع بعض سحرة النور الطامعين بالسلطة،ليتم تخدير الملكة وفارسها ..لتدلف (هيلانة )إلى القصر تذبح الفارس،وتسرق العقد من رقبة (نشروان)قبل أن تذبحها بدورها بدم بارد وعيون تلمع بالشر.

ثم إتجهت إلى غرفة الصغيرة لتقتل آخر سلالة الملكة(جيلان)،الملكة الأم لكل سحرة النور..ولكنها لم تجدها فى مهدها بل وجدت ذلك المهد فارغا لتصرخ بكل قوة غاضبة،تدرك أن حكمها مازال مهددا طالما تلك الفتاة على قيد الحياة،تنوى أن تبحث عنها هي وأتباعها ،فلن يرتاح لها بال حتى تجدها.
 
         __________

تعويذة حب(تارا..نجمة أستيريا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن