قالت مهيرة فى غضب:
-مازلتى تطعمين المساكين الذين يطرقون بابنا ليلا ونهارا؟ألم أحذرك من فعل ذلك؟قالت تارا بإرتباك:
-نعم..لقد فعلتى ياعمتي، ولكنى لم أستطع أن أرد مسكينا لجأ إلينا وهو يكاد يموت جوعا.قست عينا مهيرة وهي تقول:
-لم تستطيعين أليس كذلك؟حسنا فى كل مرة تطعمين مسكينا سيكون لك عقابا من نوع خاص..وسنبدأ حالا..لا طعام لك اليوم.طالعتها تارا فى صدمة فازدادت القسوة بعيون (مهيرة)وهي تقول:
-أطعمى المساكين يافتاة مجددا من مخزون طعامنا وسينتهى بك الأمر تتضورين جوعا..تماما مثلهم.قالت كلماتها وإلتفتت مغادرة تاركة فى إثرها (تارا )تتعجب من قسوة ذلك القلب الرابض فى صدر عمتها وتحجره.
إلتفتت مطرقة الرأس بألم ،تغالب دموعها وهي تقترب من هذا القفص الذهبي الذى يضم بين جنباته هذا العصفور الجميل الذى وجدته بالغابة وداوته ثم أصبح صديقها الوحيد الذى تفضى له بمكنون صدرها فتشعر براحة غريبة قربه،تأملته قليلا بعيون تلمع بالعبرات قائلة:
-أخبرنى ياصغيري ،كيف أرد سائلا يبحث عن لقمة يسد بها جوعه؟كيف أخبره أن عمتى بلا قلب تحرمه الطعام ولديها منه الكثير؟فلتحرمنى أنا ..لا يهم،ولكن بالله عليها لا تحرم السائل ولا ترده خائبا..صدقنى لن أستطيع أن أفعل ولو كان الثمن حياتى.إتسعت عيناها بصدمة ودمعة حزينة تسقط من عين العصفور..هل تبكى العصافير حزنا؟هل حقا يفهم ماتعانيه؟إنها تشعر فى بعض الأحيان أنه يفعل..تبا ..ماذا دهاها اليوم؟إنها تفكر كالمجانين.
رفعت يدها تمرر أصابعها بين قضبان القفص كي تملس على رأس العصفور بحنان قائلة:
-عذرا ياصغيري،إن كنت تفهمنى حقا،فربما أحملك مالا طاقة لك به وأحزن فؤادك ،ولكن ليس لدي سواك لأخبره بمكنون قلبى..فإصطبر علي قليلا.
عصفوري..بت أشعر أننى غريبة بهذا المكان وأننى لا أنتمى إليه،تنتابنى أحلاما غريبة عن مكان بعيد مليئ بالخيال يجذبنى إليه بقوة،أشعر به ينادينى ،أرى كائنات غريبة لم أر مثلها فى حياتى كلها،والأغرب أنها تتحدث معى وتطيع أوامرى،أرانى أملك قوة تنبعث من بين يدي هاتين.رفعت يدها تنظر إليهما مستطردة:
-أدفعها بإتجاه أناس فيصبحون كالهشيم .لتنظر إلى العصفور مرة أخرى وتراه يتأملها منتبها وكأن ماتقوله يثير إهتمامه بالفعل،لتضحك بخفة قائلة:
- مجنونة أليس كذلك؟ربما أنا بالفعل مجنونة فها أنا ذا أتحدث إليك..أتحدث إلى عصفور عن بلاد غريبة وكائنات أغرب والأدهى أنى أكاد أقسم أنك حقا تفهم وتهتم بما أقول.لتضرب على رأسها بخفة قائلة:
-لقد مر الوقت سريعا،سأتسلل وأحضر لك بعض الطعام فيبدو أنك جائعا ،مثلي تماما،يصيبنا الجوع بالأوهام ..أليس كذلك؟
أنت تقرأ
تعويذة حب(تارا..نجمة أستيريا)
Fantasyكان جل ما تحتاجه هو لقاء صغير بعصفورها الذهبي الرائع لتتحول من فتاة عادية يتيمة الأبوين إلى تعويذة حب لكل شعب مملكتها، فتستحق عن جدارة لقب...تارا (نجمة أستيريا).