كانت تتبعه بينما يتحرك أمامها بخفة ،يزيل تلك الأغصان الشائكة أمامها بسيفه الحاد،تأوهت فجأة،فتوقف (نوار)على الفور ملتفتا إليها،اقترب منها وقد رأى الألم على ملامحها بينما تمسك كتفها بيدها،قال فى لهفة:
-ما الخطب؟طالعته بإضطراب وقد أثار اقترابه الشديد منها وأنفاسه الساخنة التى لفحتها كيانها،وبعثر مشاعرها،طالعها بحزم قائلا:
-لا تخفى عنى شيئا أخبرتك أننى أشعر بألمك وكأنه ألمي،تلك طبيعتنا..فهيا أخبرينى،ما خطبك؟أزالت يدها ببطئ عن كتفها،فظهر جرحها النازف،ليترك (نوار)سيفه يقع أرضا على الفور وهو يخلع عنه وشاحه ،ويقسمه بسرعة قائلا:
-كيف جرحتى؟أشارت لأحد الأغصان قائلة:
-جرحنى هذا الغصن،آسفة ،لم أنتبه له.كان يلف قطعة من القماش على جرحها أثناء حديثها،ثم قام بربطه برقة وإحكام،غافلا عن عيون تعلقت به ،وقلب تسارعت دقاته ،إختفى منه الألم وإستقر به فقط مشاعر جامحة تكنها لهذا الفارس،تتعجب لها فلم يمضى على معرفتها به الكثير وها هي ترغب بكل قوتها أن ترتمي فى أحضانه؟ربما لتجد أمانها بعد لحظات من الخوف عاشتها منذ قليل،حانت منه نظرة إليها فلمح نظرة عيونها التى أربكته للحظة قبل أن تشيح بنظراتها عنه،تجلى صوتها وهي تقول بإرتباك:
-احمم،لقد رأيت كائنا ضخما يطوف فى السماء،لونه أحمر قاني،ولديه جناحان عريضان،لقد كان ينفث نارا من فمه.إستطاعت بكلماتها أن تحول أفكار (نوار)التى كانت تدور حولها،ليعقد حاجبيه قائلا:
-أين رأيته؟قالت فى حيرة:
-ظهر فجأة فى أفكارى وأمام عينى،فأغمضتها وفتحتها لأجده قد إختفى تماما،وقد تسبب هذا فى تشتيت إنتباهى وجرحى.قال بهدوء ،يحاول بكل جهده أن لا يصيبها بالقلق:
-تمتلكين قدراتك سريعا،هذا شيئ جيد،لقد رأيتى وحش (هيلانة)،التنين الأحمر،لابد أنها أرسلته خلفنا.ظهر الخوف فى نبراتها وهي تقول:
-تنين أحمر؟!!أحاط كتفيها بيديه على الفور قائلا:
-لا تخشى شيئا،أنا هنا.طالعته بعيون جعلته نظراتها يخر ساجدا داخل محراب قلبها ،يطالبها بالرحمة،فهو عاشق كما لم يعشق إنسي من قبل،يبغى إرتواء لمشاعر حارقة ،يشعر بلهيبها فى ذرات كيانه..
أزال يديه من على كتفيها وهو يمرر يده فى شعره بتوتر قائلا:
-فقط سنكون أكثر حذرا ،ونسلك الطرق التى تغطيها الأشجار..هيا بنا.أومأت برأسها فى هدوء لينظر (نوار)إلى قرص الشمس الذى أوشك على المغيب قائلا:
-لا أدى لماذا تأخرت العظيمة(سيلين)،كان من المفترض أن تكون معنا منذ البارحة؟ترى إلى أين ذهبت؟ليجيبه صوت تخللته نبرات الراحة وهي تقول:
-أنا هنا أيها الفارس النبيل..خلفك تماما.
أنت تقرأ
تعويذة حب(تارا..نجمة أستيريا)
Fantasyكان جل ما تحتاجه هو لقاء صغير بعصفورها الذهبي الرائع لتتحول من فتاة عادية يتيمة الأبوين إلى تعويذة حب لكل شعب مملكتها، فتستحق عن جدارة لقب...تارا (نجمة أستيريا).