نوفيلا ذنب لا اعرفه
بقلي منى ارام
الفصل الثانيوقف ينظر ناحية الباب المغلق جن جنونه تتحداه نعم تتحداه تقف في وجهه وتعلن ثورتها رغم ما ارتكبته من ذنب هي وامها هاهي تقف بكل جبروت وتصيح انا الاء السمري
انتفض يتجه نحو باب غرفتها يريد اقتلاعه لكنه وقف عاجز عند سماع شهقاتها تعلو اجل انها تبكي وتبكي بحرقة من كانت تتحداه بقوة انهارت باكية خلف الباب
اه فقط لو يستطيع نسيان ما رأه تلك الليلة اه لو يستطيع نسيان فعلة امها الشنيعةعاد الي الخلف وقف امام طاولة الطعام لتلمع في ذهنه فكرة لئيمة
سمعت بعدها باب الشقة يغلق
لم تتحرك وظلت على حالها. لتسمعه يفتح بعد مدة وجيزة
يوسف : تعالى يا روقة يا حبيبتي ولا يهمك وتعالي كلي اهي البت الاء جهزتلنا الاكل اهو
اقعدي يا حبيتي وكلي. لا عاش ولا كان الي يزعلك وانا موجود
كان يقول هذا بصوت عال نسبيا حتى تسمعه الاء من غرفتها وبالفعل. سمعته وادمى كلامه قلبها اكثر لكنها توقفت على البكاء حينها
ثم ذخلت حمام الغرفة وغسلت وجهها. نظرت للمرآة وقالت انت الي بدأت يا ابن السمري
خرجت اليهم بابتسامة صفراء وهي تقول : يا أهلا يا أهلا رقية عندنا الشقة نورت
ثم جلست رفقتهم على الطاولة واخدت وتسكب لرقية الطعام. وهي تقول
الاء : كلي رز معمر يا روقا انا عارفة انك بتحبيه بس يا خسارة مابتعرفيش. تطبخيه وضحكت ساخرة لا هو ولا غيرو
يوسف : وتطبخ ليه وخدامتها موجودة واشار اليها
ابتسامة نصر على ثغر رقية
الاء : هومن امتى عرق السمري بيخدم على الناس يابن عمي انت ناسي اني منك لو دست عليا بتدوس على نفسك قبل مني
اخرسته هكدا فعلت ببساطة
نظر اليها بحدة من أين تأتي بكل هذه القوة اليست من كانت تبكي خلف الباب مند قليل
الاء ماتكلي يا رقية ماتكسفيش. شكل حماتي ما رضيتش تأكلك عندها النهاردة علشان كدا جيالنا
يوسف : لا رقية مش جاية لحد البيت بيتها وتخش هنا وقت ماهي عاوزة
رقية : طبعا يا حبيبي. مش بيت جوزي
الاء تنهض عن طاولة : حيث كدا انا ذاخلة انام وبعد ماتخلصو اكل ابقي لمي السفرة واغسلي الأطباق في بيت جوزك يا ختي
ثم ذخلت وتركتهم يشتعلان غيضا
اشغل يوسف سيجارة واخد ينفخ فيها غضبه من تلك الألاء التي لاتوفر جهدا في الرد عليه بقوة تثير جنونه
نظر الي رقية فوجدها قد بدأت في التهام الطعام بشراهة
اشمأز منها وقال : وليكي نفس تاكلي أكلها بعد الي قالتهولك
رقية : ايه مش انت الي قولت كلي
نهظ يوسف خارج من الشقة وقال : كلي يارقية كلي وابقي اغسلي مواعين زي ما قالتلك .&&&&'&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
توالت الايام
كانت الاء قد شارفت على استمالة حماتها وبافعالها وكلامها المعسولسعاد : ايه دا يا الاء
الاء : هدية يا حماتي عباية اول ما شفتها قولت دي متفصلة لحماتي بزبط
كانت العباية فخمة وباهضة الثمن حقا
سعاد : بس دي بتاعة البنات الصغيرة انا ما ليش في الحجات دي ما راحت علينا بقا
الاء : لا طبعا راحت عليك ازاي دا انت الي يشوفك يقول لسه مقفلة. الثلانين
سعاد : ضحكت سعاد ثلانين يابت يا بكاشة قول اربيعين حتى تتصدق
الاء : لا ثلاثين دانتي لولا يوسف ومريم الي بقولك يا ماما محدش يصدق ان ليكي عيال في السن دا
سعاد : بنفس الضحكة. كماااااان
ألاء : طب ايه رأيك ان زمايلي في الشغل لما جوم يعزوني في ماما الله يرحمها كانو فاكرينك بنت عمي مش مراته
سعاد : بجد يا بت ؟؟!
ألاء : وجد الجد كمان انت بس الي حارمة نفسك ناسية شبابك ومخبياه
سعاد : تفتكري ؟؟! انا بقول راحت عليا وكبرنا خلاص
ألاء : طب اسمعي مني وقومي قسي العباية وانت تشوفي الفرق بنفسك والله وماليكي عليا حلفان انت صبية وفي عز شبابك هو عمي واقع فيكي من شويا يعني
سعاد بفرحة صبية مراهقة : ايه يعني باين على عمك انو بيحبني
ألاء : بيحبك بس دا غرفان لشوشتو انا ماشفتش في حياتي راجل بحب مراتو قد حب عمي ليكي اه والله
ازدادت سعاد غبطة من كلام الاء الذي سر خاطرها
سعاد : طب خلاص هقيس العباية. لو عجبني ابقي هاتلي كام واحدة زيها
ألاء : بس كدا عنيا انت تؤمر يا جميل .
في تلك الاثناء حضرت رقية. ما إن رأت العبائة بهرت وخطفتها من يد سعاد تتأملها في طمع
رقية : اي عباية الحلوة دي يا حماتي جبتيها مين دي
سعاد تسترد العبائة من بين يدي رقية وهي ترى طمعها فيها
سعاد : دي بتاعتي يا ختي الاء جابتها لي هدية
رقية: هو الي في سنك بيلبسو الحجات دي بردو يا حماتي البت دي بتضحك عليكي
الأء : وما تلبسش ليه يعني ناقصة ايد ولا ناقصة رجل ثم العباية الوانها حلوة اهو مناسبة لكل الاعمار ولو ان حماتي لسه في عز شبابها وتلبس الي يعجبها
رقية : عز شبابها. يا بت بطلي كذب فاكرة نفسك بتاكلي بعقلها حلاوة كدا
سعاد : بغضب وبتكذب ليه يارقية هو انت شيفاني كركوبة ماشية على وشي يعني
رقية بالارتباك: لا مش قصدي يا حماتي بسس
سعاد : مابسش عموما العباية عجباني وهلبسها مش هديها لحد ريحي نفسك انت ثم استدارت ألاء وقالت : تسلميلي يا ألاء وتسلملي ما جيبك والله فيكي الخير مش زي ناس الي عمري ما شفت منهم منديل حتي وكلو هات وبس
الاء بنظرة مكر لرقية : العفو يا حماتي, على ايه بس دا انت تستاهلي الخير كلو ولكي عليا لو العباية عجبتلك هجبلك حجات احلامنها ان شاء الله
رقية : شوف البت هي حماتي ناقصة فلوس هتستنى ما جيبك انت .
الاء : لا طبعا بس هدية محبة والنبي قبل الهدية
انا طالعة لشقتي يا حماتي لو مش محتاجة مني حاجة
سعاد : لا روحي ياحبيبتي انت خلصتي كل الشغل هنا
رفعت رقية حاجبها مع تلك الكلمة حبيبتي ونظرت الي الاء المغادرة فهي لم تتوقع هدا الحد من القرب بينها وبين حماتهما
سعاد : وانت يا ختي هتفضلي واقفة متنحة كدا
رقية وهي تجلس لا يا حماتي انا قولت انزل اونسك شويا
سعاد : لو نابرة على غدا هنا انسي. انا والحج معزومين في بيت مريم بنتنا هنتغدى هناك روحي شوفي هتغدي جوزك ايه لما يرجع هفتان مش شغل .
ثم قامت وهي تقول اما اروح اقيس العباية
فتحت رقية فاها وهي ترى ذلك التغير في معاملة حماتها لها
الحقيقة ان سعاد لا طالما كانت حادة اللسان لكنها كانت تصب ذلك على الاء وامها وكانت رقية تتوقع أن كون النصيب الاكبر الان لألاء لكن يبدو ان ماقلته هدى حدث والاء تعمل على سحب البساط من تحتها .لكنها من المستحيل ان تسمح بذلك
رقية : انت الي بتديتي اللعب يا الاء ياويلك مني بقا.