يوسف

2K 23 9
                                    

ياريت لو نقدروا نحبوا غيرك يا يوسف ، ده انا لو نقدروا نخلعوا القلب من مكانه كنت شيلت قلبي ورميته على بابك وقولتلك خد حبك وامشي احنا مش بنشحتوا باتنين جني حب من قلبك ، ده باب الله مفتوح والعطشانين م الحب يرويهم المدد ، ورغم الوجع اللي في قلبي مشوفناش انا وقلبي غيرك مدد .. ⁦❤️⁩ #بلا مأوى #ليليث
...............................................

جلست شام ارضاً خلف الباب بعد أن عم صوت الصمت المكان الا صوت بكائها الخافت
أمسكت بالمشرط الحاد وأخذت تنظر إليه في ذهول ، كان صدرها يعزف سيمفونيه الحزن المألوفة على مسامع الشعراء ، مررت المشرط دون أن تعير الالم اي انتباه حتى شق طريقه الى اوردتها الرقيقه و انفجرت الدماء القاتمه من معصمها حتى زركشت وشاحها الأبيض في غرور ، اهتزت يديها وانزلق المشرط من بين أصابعها ، سقط جسدها ضريح الارض بجانبه و أخذ طنين قلبها يعلو حتى مر على اذانها فحيح الموت ..
أخذت تنادي بصوتها الهزيل : يووووووسف ، الحقني يا يوسف ، شام بتموت وانت مش جنبها ، شام هتمشي وتسيب قلبك مع سمرا ، بحبك اوي يا يوسف ومش قادرة اتحمل وجعي ، مش عارفه اخلص من الالم اللي جوايا ... يووووووسف
اغمضت شام عينيها في لحظات واتسعت بقعه الدماء على الأرض لتعزف معزوفه الخلاص .. لم تكن شام تعرف صدق ما قالوه عن ان كل ما عاشه المرء يمر من بين عينيه في شريط سينيمائي الا في تلك اللحظه ..
طفق قلبها بشده واجتاح المكان السواد القاتم ومرت على انظارها ما عانت منه طوال حياتها ..
...................
في الاسكندرية تحديداً شارع فؤاد جلس يوسف على إحدى المقاهي المعروفه يحتسى قهوته في شغف ، يتطاير شعره الملفوف في حلقات مع نسمات الهواء البارد ، نظر يوسف في ساعته التى دقت تمام السابعه صباحاً ، ثم رفع الفنجان على فمه وبينما يرفع نظره وهو يحتسى قطرات البن الداكن لمح ( سمرا ) في ثوبها الاسود الذي تمسك به باطراف أصابعها من البرد وبينما تعبر صوبه في صبا طفولي علت اغنيه من إحدى السيارات المارة بالجوار .. لتخطف عقل يوسف وهو ينفي الفنجان الى الطاوله وهو يتابعها بينما تسير في الشارع
( شبكت عينيكي عيوني ، وعنيكي قلق الصبايا ، قلت الوداع قال خدوني ، وفاتوني وحدي لشقايا ، ريتك معايا تطوفي ، وسط البشر والزحام تشوفي ، حيرتي عليكي وخوفي ، من دي الآلام ، ومنين اجيبك يا سمرا ياللي عيونك دوايا ، حلمت ياما ببكره وبكره أصبح مسايا ، دي عينيكي شبابيك اغاني ، بَطُلّ منها وبشوف ، خلّت زماني حصاني ، خلتني ع السر ألوف )
تلاشى صوت الاغنيه واقتربت سمرا من يوسف الجالس وهو يحلق فيها ، سمرا ذات الـ ٢٢ ربيعا ، قمحيه البشره ، بيضاء الابتسامه ، قصيرة القامه حيث يبلغ رأسها بجانب قلب يوسف ، الذي هو طويل القامه ، صاحب اللحيه الخفيفه والوجه الرجولي ، يمتلك عينين من اثر خضارهما قد شق قلب شام من الحب ..
اقتربت سمرا من يوسف وارتسمت على وجهها شبح ابتسامه
- صباح الخير
* صباح الفل على عيونك ، ايه يابنتي حد يشوف حد بدري كده ، دي الساعه ٧ ياسمرا
- معلش كنت محتاجه اتكلم معاك شويه يا يوسف
*انتي متعودة تقعدي في المكان ده دايما ؟
- اه بحب المكان ده وبحب شارع فؤاد وبحب نفس الكرسي ده ، بعرف اتابع منه الناس من ورا القزاز ده حتى لو اتشرخ ميت حته لسه الناس بيبانو من وراه
* انتي كويسه ؟
- يوسف ، هو احنا هنفضل سوا ؟
مش هتمشي وتكسرني صح ؟

بلا مأوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن