صعدت سريعاً إليه، ثم دلفت إلي غرفته منصدمة مما رأته عيناها.
الزجاج متناثر بكل مكان، وهو بحالة من الإنهيار، بينما الخدم يحاولون تهدأته عبر الإمساك به.
ليردف صارخاً صرخة انتفض منها جسدها:
-ابتعدوا واللعنة، أنا لست مريض.
تقدمت سريعاً، ثم طلبت منهم تركه.
-لكن سيدتي.
-من فضلكم، فلتتركوه، أنا طبيبته.
نظروا لبعضهم البعض ثم تركوه وهرعوا إلي الخارج بينما هو جثا علي ركبتيه بضعف.
اقتربت منه ثم نزلت إلي مستواه قائلة:
-هل أنت بخير.
نطق في رثاء:
-أنا لست مريض، أنا فقط متعب من كل شئ.
نظرت له بحزن علي حالته قبل أن تمسك بيده بينما تستطرد:
-لقد جرحت يدك، سوف أعالجها لك.
أردفت قبل أن تخرج ضمادة من حقيبتها، ثم شرعت بمعالجة جرح يده تحت سكونه.
تنهدت قائلة:
-أعلم أنك لست مريض، لهذا فقط فلتعتبرني كصديقة لك، لا كطبيبة...
ثم أضافت بعد أن انتهت من معالجة جرح يده:
-هل حدث شئ جعلك تنهار بهذا الشكل!
-لا أعلم، أنا فقط.....
تساقطت دموعه قائلاً بضعف:
-فقط متعب.
اقتربت منه، ثم عانقته ولم تلبس ثواني حتي بكي بصوت يقطع نياط القلب.
ربتت عليه قائلة:
-اهدأ، لن يؤذيك أحد، سوف تتحسن، أعدك، فقط دع الزهر يأخذ وقته بالنمو.
-لقد سلبوا مني كل شئ، حتي بصري.
سكنت حركة يدها قبل أن تردف مبتعدة عنه:
-من الذين سلبوا منك كل شئ!
صمت لبرهة، ثم أردف وقد ظهرت علامات الامتعاض علي وجهه قائلاً:
-من سمح لك بالدخول إلي هنا!، ها!!
-ماذا!!
-فلتذهبي، لا أريد أحد معي!!
تنهدت بضجر، ثم أردفت بداخلها:
-حسناً، لقد اخطأت، إنه يعاني من انفصام بالشخصية، وهذا أصعب.
نظرت له قائلة:
-حسناً سوف أذهب، ولكن عندما أتأكد أنك بخير.
نظر تجاهها بغضب مما تسبب بارتباكها بالرغم من عدم قدرته علي رؤيتها، ثم أردف بحدة:
-فلتذهبي وإلا سأقوم بأذيتك.استقامت غير مهتمة لما يقول، وشرعت بالتقاط الزجاج المتناثر كي لا يجرحه.
-ماذا تفعلين!
-ا...
تأوهت بألم عندما جرحت يدها، ثم وضعتهم جانباً وعادت للجلوس أمامه.
-أريني يدك.
-ماذا!، لم؟
-أريني إياها.
أردف بينما يمد يده لها.
مدت يدها بارتباك قبل أن يمسك بيدها، ويتلمسها ليستطيع معرفة مكان الجرح.
-أعطيني ضمادة.
-لا بأس، سوف أعالجها أنا.
نطق بحدة:
-قلت أعطيها لي.
-ح..حسناً.
فعلت مثلما قال، ثم شرع بمعالجته لها تحت استغرابها من كونه يضمدها بمهارة بالرغم من عدم قدرته علي الرؤية.
-انتهيت.
أردف بابتسامة أرنبية مما تسبب بصدمتها، فمنذ لحظات كان يتحدث بحدة...أما الآن!
-ح..حسناً، دعني أساعدك علي النهوض.
أردفت بينما تمسك بيده ثم ساعدته علي النهوض وجعلته يجلس علي الأريكة، ثم أردفت:
-ماذا حدث كي تحطم كل شئ هكذا، هل فقط ﻷنك متعب أم سبب أخر!
صمت لبرهة قبل أن يردف بشرود:
-لقد حاولوا حقني بالإبر.
-ماذا!!، من فعل!
-الخدم...
ثم أكمل ساخراً:
-بأمر من ما تسمي بوالدتي.
-كيف هذا!!، وهل تلك الإبر باستشارة طبيب!!
-لا أعلم.
-آه، يا إلهي.
نظرت له قائلة بعدما جلست بجانبه:
-حسناً، فقط اعتبرني كصديقة لك، وأخبرني بكل ما يؤلمك، سوف أنصت إليك.
أغمض عينه متنهدا ًبتعب، ثم أردف:
-لن أستطع اخبارك، لن أستطع الوثوق بك!
-لم!
-ﻷن كل ألمي، نتج عن ثقتي بأحدهم، فلتذهبي فقط، إن بقيتي هنا، سوف أقوم بأذيتك.
-أعلم أنك لن تفعل، كما..لا يمكنني تركك قبل أن تصبح بخير، وإلا لما كنت هنا!
-فلتذهبي قلت، وجودك هنا خطر عليكِ.
-لن أستطع تركك!
وضع يده علي رأسه ، وسرعان ما انتفض جسدها من الفزع عندما صرخ بحدة قائلاً:
-فلتذهبي واللعنة!!!
-ا....يج..يجب معالجتك كوك، أرجوك اهدأ.
عصر علي قبضة يده بينما يقترب تجاه مصدر صوتها وهي تبتعد.
-كوك، اهدأ أرجوك، أنا صديقتك!
-كاذبة، أنتِ مجرد محتالة.
نفت برأسها قبل أن تصطدم بالحائط، وسرعان ما كتمت أنفاسها كي لا يشعر بها.
ابتسم بسخرية قائلاً:
-اتظنين أنني لا أعلم مكانك الآن.
اقترب منها بلمح البصر مما تسبب بفزعها، وتبدل خوفها بصدمة عندما وضع مقدمة رأسه علي كتفها وقد سالت دموعه، لينطق في رثاء:
-أنا أعتذر، ليس بإرادتي.
-لا بأس بهذا، سوف تصبح بخير.
-لا تدعيهم يؤذوني، أرجوك.
-لن أفعل....لن أفعل، فقط اهدأ أرجوك.
أردفت بينما تربت عليه، ثم أردفت:
-سوف أتركك الآن لتهدأ، وسأعود لك بعد لحظات، حسناً!اومأ بهدوء قبل أن تجعله يستلقي على سريره، ثم غادرت غرفته متجهة إلي مقصدها.
أوقفت الخادمة قائلة:
-أين سيدة المنزل!
-اوه، السيدة سوزان!، إنها بالخارج الآن.
-حسناً، سوف اطمأن علي كوك وأذهب، أيمكنك إخباري بمجيئها عندما تعود!
-بالطبع آنستي.
ابتسمت بخفة ثم عادت إليه.
. . .
دلفت إلي غرفته، لتجده قد نام أثناء تسطحه علي فراشه.
ابتسمت بخفة قبل أن تقترب وتقوم بوضع الغطاء عليه، ثم نظرت إلي الغرفة قبل أن تذهب، وكيف لا تدخل لها الشمس حتي، وقررت جعله بخير مهما تكلف ذلك.
. . .
دلف تاي إلي مكتبها قائلاً:
-هاي، كيارا.
-أجل تاي.
أردفت بينما تقلب في أوراق عملها.
-ما رأيك بالغداء معي!
نظرت له قائلة بابتسامة:
-بالطبع.
جلس قائلاً:
-ما بك هل حدث شئ!
تنهدت قائلة:
-بالواقع، أجل.
. . .
-كيف يفعلون هذا بمريض!!!، كيارا..عليكِ البقاء بجانبه، سوف يقومون بأذيته.
تنهدت قائلة:
-أعلم.
-ماذا يدعي!
-كوك.
-ماذا!!!!، ك..كوك!
نظرت له متساءلة:
-هل تعرفه؟!
أردف بشرود:
-لا، فقط الإسم مألوف لدي...
ثم أضاف:
-لا تهتمي...هيا كي نذهب، لقد انتهي عملنا.
-هيا.
. . .
-Second day at 10:10 a.m.-
فتحت عينيها ببطئ علي رنين الهاتف قبل أن تلتقط الهاتف وتجيب بصوتها الناعس:
-مرحباً!!
-آنستي، السيدة سوزان تريدك بأمر هام.
-حسنا، قادمة.
. . .
استقامت بضجر ثم فعلت روتينها وارتدت بنطال أسود وقميص أبيض قد أدخلته به، بالإضافة إلي حقيبة باللون الأسود ورفعت شعرها ﻷعلي.
ودعت والدتها ثم اتجهت إلي هناك بصحبة جين الذي كان بطريقة إلي العمل وأصر علي اصطحابها.
. . .
-هل هذا هو المنزل!
أردف جين متساءلاً
-أجل، هذا هو، شكراً لك جين، وداعاً.
أردفت قبل أن تترجل من السيارة متجهة إلي المنزل.
ابتسم بخفة ثم انطلق إلي عمله.
. . .
دلفت إلي ردهة المنزل بعد أن فتحت لها الخادمة، لتقابل السيدة سوزان جالسة ويبدو أنها بالفعل كانت بانتظارها.
تقدمت ثم جلست قائلة:
-ما الأمر الهام سيدتي.
-أريد منك، المكوث هنا، إلي أن يتعافي.
كانت ستخبرها عن ما حدث ولكن فضلت عدم اخبارها الآن، واكتشاف سر هذا المنزل بمفردها.
نظرت لها قائلة باستفهام:
-المكوث هنا!، لكنني أستطيع المجئ إليه كلما احتاج إلي.
-أيتها الطبيبة، إنه يحتاج الي مراقبة طيلة الوقت، لذا أرجوك.
-ولكن عملي!
-لقد طلبت من المدير ذلك ووافق علي تركك له لفترة.
صمتت لبرهة قبل أن تردف:
-حسناً، هل آتي غدا!ً
-أجل بالطبع.
-حسناً، علي الذهاب الآن.
أردفت قبل أن تنحني متجهة إلي الباب للخروج، لولا أن أوقفها صوت صراخه الذي دوي بالمنزل بأكمله.......
يتبع...........
ً
YOU ARE READING
《How you love to hate me!》
Romance"ماذا إن تنكرت فتاة بزي فتى لتحقيق حلمها؟" ~~~~~~~~~~ كنت ماراً من هنا ووجدتك تجلس بمفردك لذا فكرت لما لا أشاركك الجلوس،ربما تسري عنك قصتي قليلاً......أخرج كل ما يحزنك من قلبك، ألق همومك بعمق البحار، وانظر للأمور بشكل آخر، وقل: -سوف يصبح كل شئ بخير...