كابوس من المخاوف (5)

60 14 2
                                    

_سطعت الشمس و مازلت موجودة في الغروب لقد قل أكلي قل كلامي لم أخرج من البيت منذ شهور لم أرى الناس لم أرى إلا أكرم و رامي و الخادمة أمينة مرت شهور و أنا عالقة في الضلام أتساءل كل يوم كيف سأستطيع الخروج من هذا الضلام؟؟ متى سينتهي هذا الكابوس؟؟ أريد أن أخرج من القاع .......

- مثل العادة ليس لدي جواب هناك الكثير من الأسئلة لدرجة أنني أنسى بعضها وتأتي أخرى جديدة...
-اليوم تذكرت حبي الأول أكبر أوجاعي 
(أحببت لأول مرة عندما كنت في سن 17 سنة كان يدرس معي إسمه طارق كان أكبر مني بسنتين لم يعترف بحبه لي أبدا و أنا مثله هذا إذا كان أحبني أصلا لقد أحببت إبتسامته أحببت شخصيته لطالما كان حلمي أن يكون الشخص الذي أحبه يشبه أبي و ضننت أنني وجدت كل الصفات في طارق أحببت عيونه كلما إلتقت عيوننا كانت عيناه تلمعان أحببت طريقة كلامه أحببت مشاجراتنا على أشياء سخيفة لا تستحق الذكر أحببته لمدة 3 سنين وأنا أضن أنه يبادلني نفس الشعور رغم أننا بعد عام من الدراسة كنا بعيدين كل البعد عن بعضنا و لكن لم أفقد الأمل أبدا رأيته مع الكثير من الفتيات ربما صديقاته أو حبيباته  كنت أتألم و رغم ذالك لم أفقد الأمل ظنا مني أنني حبه الأول و الأخير بعدها كانت الصدمة الكبيرة إنه يواعد صديقتي المقربة و هما يحبان بعضهما عندما سمعت الخبر لم تنزل مني ولا دمعة لأنني كنت دائما أعرف أنه سيأتي اليوم الذي يحب فيه فتاة غيري لأن هذا حال الشباب في مجتمعنا لا يكتفي بحب فتاة واحدة يحب التجديد دائما بالأحرى لقد كثرت هذه حوادث كثيرا حتى الفتيات لا يكتفين بحبيب واحد فقط طبعا ليس الكل و لكن الأغلبية كان هذا تفكيرهم..

_ أنا طبعي أنني لا أقع في الحب بسهولة ولا أستطيع النسيان بسهولة أنا من النوع الذي يحب شخص واحد  طوال حياته طبعا لو قلت هذا الكلام لهذا الجيل سيضحكون علي كثيرا و يعتبرونني من الطراز القديم كل ما فعلته هو أنني  إنسحبت بهدوء لا أنكر لقد كان صعبا علي أن أنسى حبه بسهولة او ربما لم أنساه ابدا لكنني إنشغلت با العزف على البيانوا لكي لا أتذكره و لكن ما فاجأني هو بعد الحادث عندما بكيت على كل أيامي بكيت على حبي الأول أيضا أنا لم أنساه كان مدفون فقط و الآن قمت با الإعلان عنه لم أحب أحدا بعدها ليس لأنني كنت مشغولة أنا كنت خائفة دائما أن أتألم مرة أخرى لم أريد أن أحب شخص الخطأ مجددا. ...

- اليوم لدي موعد عند الطبيب سيقرر إذا كان يجب أن أزيل الجبيرة أو لا إذا شفيت أو لا إذا إلتأم جرحي أو لا حتى و إن شفيت هذا لا يعني شيء لأن الجرح و الألم موجود في قلبي العضو الذي يجب أن أعالجه هو قلبي لأنه هو من ينزف من الألم.
- جاء رامي و أكرم للذهاب معي عند الطبيب
-رامي :هل أنت جاهزة؟
-أنا حقا لا أعرف إذا كنت جاهزة أو لا
أكرم :اليوم هو اليوم الموعود لذا لا تخافي ستكونين بخير
رامي :بتأكيد ستكون بخير أنا لدي إحساس مئة بالمئة أنك شفيت.
-حسنا أضن أنني أصبحت جاهزة الآن (-كلامهم و تشجيعهم  حقا يرفع معنوياتي).
الطبيب : سنزيل اليوم الجبيرة و لكنك لا تستطيعين تحريك يديك أو رجلك يجب أن تخضعي للعلاج الفزيائي ..
_هناك أخصائي جيد في العلاج الفزيائي إسمه أحمد لقد عالج الكثير من الحالات الصعبة إذا أردت يمكنني أن أعطيكي رقم هاتفه؟
-أجل من فضلك و شكرا.
-لم أتفاجأ من النتيجة لطالما أخبرتني أمي توقعي الأسوء دائما فإذا حصل شيء جيد فهنيئا لك و إن حصل السيء فأنت مجهزة نفسك لن يدهشك الأمر.
- عندما أزالو الجبيرة رأيت  العديد من الخرائط مرسومة على يدي خرائط من الجروح.
أكرم :كيف تشعرين الآن و يديك حرتين؟
- كيف أشعر و أنا مازلت عاجزة عن تحريك أصابعي حتى رجلي كأنني أحمل حجرا ثقيلا و ليس عضو من أعضاء جسمي،،  الآن أنا أفهم معانات الذين لديهم شلل على الرجلين  أو اليدين أو الجسم كامل سواء كان هذا نتيجة إصابة أو حادث أو شلل خلقي  إنهم يعانون بشدة و يتحملون الكثير إنه حقا أمر مرهق يجب على الكل معاملتهم بشكل جيد و إحترامهم لأنهم يعتبرون مكافحون لأنهم يكافحون و يجاهدون كل يوم  للعيش ،عندما ترى شخص يعاني يجب تقديره لأنه حقا يعمل بجد كل يوم.
- أكرم : لماذا أنت صامتة في ماذا تفكرين؟
-ماذا؟ !
أكرم: أنت لست معي لقد سألتك كيف تشعرين الآن و يديك حرتين و رجلك أيضا؟ و لكنك لم تردي علي أين كنت شاردة؟
-أنا أشعر بشعور جيد لقد شردت في موضوع ما.

-عدت للمنزل ما زال كل شيء على حاله إتجهت مباشرة إلى غرفة الذكريات.

-تسجيل  (أمي مرحبا هناك خبر جيد لليوم لقد أزلت الجبيرة الأن أصبحت أستطيع رأية يدي رغم عدم إستطاعتي على تحريكها أمي أنا حقا بخير لا تقلقي بشأن الجروح التي في يدي ستختفي مع مرور الوقت أمي هناك خبر آخر غدا سأباشر في العلاج الفزيائي تمني لي التوفيق، ....... وداعا أحبك ).

كابوس من المخاوف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن