"اذن...من يريدني...أي حقيقة علي أن أعرف..هه ماهذه التفاهة؟"
"هاهاهاها...أي حقيقة...حقيقة أوتسانا.."
كان الصوت يأتي من ورائها..ببحة حادة
"أنا أعرف هذه البحة.."
استدارت إيفون لتواجه مكلمها...
لم يكن وجهه يبدو جيدا...لكن ظله كان يبرز عجوزا قصير القامة ويحمل عصا بطوله..
"م..من..ممن أنت..وماذا تريد مني.."
اقترب العجوز أكثر..وقال بحدة أكبر "حذرتك بشأنها...أخبرتك أن لا تحاولي كسرها مهما حصل.."
"من أنت بحق السماء.."
"ألا تتذكرينني..كنت صغيرة عندما جئت أنت ووالدك إلى منزلي..واعجبت كثيرا بتلك الشمعة..لم يكن شيئا يعجب الأطفال..لكنك أردتها بشدة..إنه القدر.."
"غير معقول...باركر..ألست مريضا.."
"لقد حذرتك بشأنها..ما فعلته صباحا سيفتح بابا من الصعب اغلاقه.."
"ماالذي تتحدث عنه..؟"
"اتبعيني.."
"إلى أين.؟"
لم يجب واستمر بالمشي...استمرت إيفون باللحاق به..زال خوفها قليلا عندما تعرفت إليه...لم يكن شخصا سيئا بل غريب الأطوار فقط..مثلها..
بعد مدة..وجدت نفسها في غابة أوتسانا..كانت غابة فريدة لم يسبق لها أن رأتها من قبل..على عكس الغابات التي تعرفها..كانت هذه تتكون من أشجار كبيرة وطويلة متراصة..تعلوها مظلة مغلقة..بعضها كان يتكون من عدة مظلات..
"لم نحن هنا.."
"عليك أن تري شيئا.."أضاف
●●●
وصلنا إلى بيت حجري محدب..يقع بابه الصغير عند علية المنحدر الذي يطل على نهر أوتسانا مباشرة...كانت تبدو ليلة ساحرة..تتسلل أشعة القمر بصعوبة بين المظلات..لتخفي بين ثناياها همسات بعض البعوض والحشرات..كان البيت مقفرا...مليئا بشتى أنواع المنحوتات الحجرية،الخشبية،الطينية..اوه وحتى العظمية..أضاء باركر فانوسين صغيرين كانا معلقين عند زاويتي الجدار ليضيء المكان..كانت الجدران تملأها النقوش أيضا...غمغم باركر ثم توجه صوب خزانة عتيقة وأخرج منها مجلدا ضخما ووضعه على الطاولة..."أنت لا تعرفين قصة اوتسانا "
" لا..ما العلاقة؟،"
"تقول الاسطورة أن أوتسانا كانت اميرة جميلة ومحبوبة بين شعبها..طيبة وتحب الخير للجميع...وكان نقاء روحها يضفي على وجهها نورا مباركا..وكان ليديها قدرة مباركة...في أحد فصول الجفاف..عم العطش أهل القرية..وصار الموت يتلقف الجميع وانتشرت المجاعة...كانت اوتسانا وقدرتها هي الأمل الوحيد للشعوب اليائسة...حزنت أوتسانا لمعاناة شعبها..فقامت بمناجاة آلهتها المقدسة التي اخبرتها ان هذه الازمة سببها أفعال الشرير كومسر ولكي تساعد شعبها عليها القضاء عليه أولا...لم يكن أمام اوتسانا سوى حل وحيد وهي رمي تعويذة سحرية..لذلك بقدرتها المباركة عقدت تعويذة لتقييد كومسر..ووضعتها في شمعة طينية ملمعة بخيط الذهب وجعلتها رمز الثروة والخير..في الغد وجد سكان القرية غابة كومسر وقد تحولت إلى نهر واسع..فقامو بتسميته نهر اوتسانا.."
"و الشمعة.."
"الشمعة جعلتها اوتسانا رمزا لجميع سكان القرية..لكنها في ليلة ما اختفت ولم تظهر إلا منذ 35 سنة..وانتقلت إليك مباشرة.."
"وماذا يعني كسرها اذن.."
"اذا كسرت..فستبطل التعويذة.."
●●●
"ماهذه الخرافات التي تهذي بها..؟ ههه إنها مجرد أساطير.."
"هه هذا مانظنه..نظن ان عالم الأساطير مجرد خيال وخرافة لا واقع لها..لكن هذا العالم أقرب بكثير من عالمنا..انظري في هذا المجلد مذكور جميع القصص والاساطير التي تحولت إلى حقيقة.."
"اذا...ماذا يعني هذا؟ أسيخرج كومسر هذا من جديد"
"بكل تاكيد..كومسر سينتقم من الجميع..وأنت ستساعدينه.."
"ماذا ولم اساعده.."
"لأنك أنت من أبطل التعويذة..إنها القوانين..اذا تعديتي على واحدة منها ستخسرين الكثير.."
"مهلا! هذا مضحك..انا لن أساعد أحدا.."
"الغد سيكون مختلفا.."
●●●
لقد كان محقا..اليوم الموالي كان مختلفا..استيقظ الناس على فاجعة..نهر أوتسانا جف بالكامل..
-ياإلهي..كيف سنعيش الآن..كيف نسقي محاصيلنا من أين لنا بالماء..
-كيف يمكنه ان يجف في ليلة واحدة..غير معقول
"إيفون..هل رأيت ماحدث اليوم.."
"لا ولا يهمني.."
"لقد جف نهر اوتسانا بالكامل.."
"ماذا!! يا إلهي..باركر كان محقا.."
●●●
"يجب أن أجد حلا..هل أكتب تعويذة اخرى..لكن كيف ومن اين لي بساحر.."
توجهت إيفون إلى منزل العم جيم لتبحث عن باركر..
"انا اسفة..لم اصدق كلامك البارحة.."
(يسعل)"أخبرتك أن اليوم سيكون مختلفا.."
"أريد حلا..كيف أكفر عن خطإي..أيمكننا القيام بتعويذة جديدة.."
"نعم بالطبع...عليك الذهاب إلى سكينجر..،"
"سكينجر؟؟"
"جدتك ستساعدك في عقد التعويذة"
"جدتي..جدتي انا.."
"هيا لا تضيعي الوقت بالاسئلة"
خرجت إيفون من هناك مذهولة..لكنها كانت مصرة على الذهاب أبعد مايكون..قصدت محطة القطار وانطلقت نحو سكينجر...عليها أن تعود بالتعويذة..لم تفهم علاقة جدتها بالامر لكن ليس ذلك المهم..
في المقابل كومسر كان قد بدأ انتقامه...وأضرم النيران بنواحي غابة اوتسانا..في ذلك الوقت كانت ايفون قد وصلت إلى جدتها..وكانت على وشك انهاء التعويذة..لم تضطر إيفون لتشرح كثيرا..جدتها كانت تعرف كل شيء..
بعد حوالي الساعتين كانت التعويذة جاهزة..
"لكن.."
"ماذا يا جدتي.."
"التعويذات يلزمهن قربانأو تضحية..لا خلاص بلا معاناة.."
"قربان..مثل ماذا.."
"الدم.."ناولتها سكين وطلبت منها أن تخرج اقصى مايمكن من الدماء لتضيفه إلى التعويذة..
"وماهي التضحية.."
"عليك أن تضعيها في منتصف مكان نهر اوتسانا..عليك أن تحفري جيدا.."
"حسن.."
●●●
بعد عودتها إلى المدينة..كان قد بدأ الخراب يعمها...أول ما لمحته هو دخان هائل كان يتصاعد من منزل عائلة ايدموند..لم يكن الوقت مناسبا لتفكر به..عليها أن تسرع..
وصلت إلى المكان وشرعت بالحفر...كومسر سيعود إلى مكانه بعد مدة..
عندما همت إيفون بدفن التعويذة كان كومسر قد وصل..اختبئت إيفون...لم يكن كومسر ضخما جدا كما تخيلته..لكنه لم يرها..بعد ان ابتعد..عادت لتكمل مهمتها..
تحققت التعويذة اختفى كومسر تلك الليلة..لم تستطع إيفون مشاهدة الحادثة فقد سطع نور غريب ومزعج بعد دفن التعويذة..لكنها استطاعت أن تلمح ظلا من بعيدا...كان ذلك باركر
"مافعلته كان شجاعا..."
"كان لاشيء..هه"
" أخبؤتك جدتك بالمقابل..؟"
"المقابل؟؟"
"نعم..التغويذة لا تكون مجانية.."
"يعني..علي أن أقدم شيئا في المقابل.."
"أجل.."
"ماهو؟؟"
"أن تقتلي جدتك...أو سيعود كومسر.."
أنت تقرأ
أوتسانا
Fantasyقصة فانتازيا قصيرة ... تعاني ايفون مشاكل نفسية لكن القدر يقودها الى اكتشاف حقيقة اوتسانا..فكيف سيحدث ذلك؟