٠٩

1.3K 264 109
                                    

يمكنني الشعور بحركة أصابعي و كيف أنها أمامي لكن لا يمكنني رؤيتها فالمكان مُعتم بطريقةٍ موحشة.

هكذا أصبحت أعيش حياتي في إنتظار الشمس المشرقة ، بدأت أتعلم إستعمال العصا أثناء المشي ولعل أمي تود تبني كلب لأجلي أيضًا.

هوشي لم تكف عن زيارتي وقضاء الوقت معي ، حتى أنني أتذكر الليلة التي أرغمتني على الرقص معها وكيف حاولتُ مجاراة خطواتها وما جعلني حائرًا يومها هي تلك الكلمة التي وصفت بها عيناي عند النهاية و كيف صخب أنفاسنا هو ما تبقى.

كيف همست لي " أيمكنك فصل ما بين جفونك ؟ " و لقد أومأت لها ، أنا أتركهما موصدان فبجوار عدم فائدة تركهما مفتوحان فلعلهما يُصابان بالجفاف أو ما شابه لأنني أنسى الرمش أحيانًا.

لم يتغير شيء بعد فتحهما سوى سماعي لتلك الكلمة التي خرجت من ثغرها.. " فاتن " ولم أستطع كبح بسمتي مع إكمالها.. " أتعلم عن إمتلاكك نجمة ذهبية عند زاوية بؤبؤك ؟ " أمي أخبرتني عنها سابقًا فإكتفيت بقول.. " أجل "

إنها الوحيدة التي تعاملني بطبيعية حيث لا تتجنب تلك الكلمات التي تتضمن أنظر أو ما شابهها وكأنني لم أتغير أبدًا ، هذا ما جعلني أشعر بالإرتياح حولها مع تلك المشاعر الضئيلة التي بدأت تنمو في أراضي فؤادي القاحلة.

بالأمس قدماي مغروسان برمل الشاطئ مع لسعات المياه الطفيفة و لهو الرياح على جلدي ، من المفترض أن البحر قِبالي حاليًا لوهلة أحسست بأن عليْ التقدم وكم كان ذلك غريب لولا هوشي التي صاحت خلفي بتوقف لربما أكملت سبيلي لأعماق الأزرق أمامي.

اليوم أنا إستيقظت على خبر إيجاد أحد المتبرعين وبكاء أمي فرحًا أثناء عناقها لي ورغم ذراعيها التي حولي كنت مشوش و الرهبة تملكتني.

- " هل ستبصر الحقيقة أخيرًا ؟ "

نجُوم عيْنَاك ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن