بعد مرور عدة أيام
يخرج امين من غرفته ليجد ساره تنظر نحوه و الدموع تنهمر على خديها
ساره ببحة و صوت خافت : ارجوك
يشد امين قبضته...
امين يمشي بدون مبالاة
ساره ببكاء : ارجووك ... لا تفعل ...
يكمل امين سيره نحو باب المخرج لتندفع ساره نحوه...
و تقوم بدفع الباب ليقترب جسده بجسدها
يبتعد امين عنها بسرعة ...
ساره ببكاء
ساره : ألا تفهم ... أليس لديك مشاااعر
اقول لا اتحمل ... لا استطيع ...
يبعد امين عينيه عنها
امين : ابتعدي يجب أن أذهب
تصرخ ساره بقوة
ساره : هل تفعل هذا لتنتقم مني !!!
انا لم أرد و لم أشئ الزواج منك ...
انا لم افعل لك شيء ....
أجبرت على هذا مثلك تماما...
يغمض امين عينيه لتتغير ملامحه
امين بصراخ
امين : ابتعععدي ألا تفهميييين
تشعر ساره بالخوف ...
تشعر بحدة صوته ... كأن تصرفاته مؤولوفة جدا ....
تشبه إلى حد ما تصرفات والدها ...
ساره : انت ... انت لا تشبهه ...
ينظر نحوها بحده ....
لكنها لا تنظر نحو عينيه أبدا ...
ساره : انت لا تشبهه انت ...كأنك
كأنك لست ... أخاه ...
يمسكها من يدها ليبعدها عن الباب ليخرج من البيت و يقوم بصفعها بكل حده
تنزلق ساره على الحائط لتضم رجليها و تبكي
في المساء ...
يدخل امين إلى البيت ...
يقوم برمي مفاتيح سيارته على الاريكة
ينظر يمينا و شمالا ...
يفك زره الاول من قميصه...
ليستدير ليلمح ساره على الأرض...
امين : سا... سااره
يتجه نحوها ...
يتحسس نبضها...
امين : اوووف.... (يتنهد بعمق )..
امين : نائمة ... نائمة ..
هي فقط نائمة بشكل هادئ...
يحملها بين يديه ...
يدخلها الغرفة ... يضعها على السرير...
ينظر نحو الغرفة يمينا و شمالا ...
يضع عليها غطاءا ..
ثم يخرج من الغرفة...
في صباح اليوم الموالي...
تستيقظ ساره على جرس الباب ...
تفتح عينيها رويدا...
تنظر نحو السقف لدقائق كأنها تائهة....
لتستقظ من شرودها بسبب جرس الباب ...
ساره : من هذا !!... اين انا ...
اوووف يااه لا اتذكر ...
كيف وصلت إلى هنا ...
راسي يؤلمني بشدة ...
جرس الباب لا يتوقف...
ساره : أليس بالبيت لم لا يقوم بفتح الباب
تتجه فورا نحو الباب ...
تقوم بفتحها لتجد صمد بيك و مريم ...
تتفاجئ ...
ساره : خاااالتي ... عمي .... !!!!!
اااسفة ... اسسسفة ...
لم أستيقظ... بعد ...
تضيق مريم عينيها ...
مريم : أنمت هكذا ... يعني بالطرحة ...
تمسك ساره رأسها ...
ساره : ااا...
يقترب امين
امين : كانت مناوبة يا امي و نامت من التعب هكذا ...
اهلا بكما ...
ساره : أجل ... اجل ...
مريم تقترب من ساره لتقبل خدها ...
مريم : حسنا لا نطل زيارة كثيرا اذا يا صمد
الفتاة متعبة ...
ساره : كلا ... ليس...
مريم : اعلم ... اعلم انك متعبة ...
لا تفعلي شيء حسنا ... قمنا بالافطار قبل مجيئنا
جئنا لنتكلم في أمر ما و نذهب
يدخل كل من صمد و مريم ...
تقف ساره بعيدا قليلا ...
صمد : امين ...
امين : أجل يا ابي ...
صمد : حان وقت عودتك لأمريكا ...
امين : لا أريد...
صمد بصراخ : ماذا يعني لا تريد ...
ما بك !!! هل جنننت ...
امين : ألم تكن معارضا بشدة لدراستي في امريكا بشكل عام و طب الاسنان بشكل خاص
ينظر صمد نحو مريم
صمد : أحاول أن لا افقد اعصابي ...
حسنا ...
حقا يا مريم ... احاول ...احاول...
لكنه يتلف أعصابي جدا ....
إنه بارع في ذلك منذ صغره
ينظر نحو امين
صمد :انظر ليس لدي ابناء بدون دراسات عليا ...
انت ستذهب و تكمل اي كانت دراستك تلك
لم يتبقى سوى الامتحان النهائي و التخرج
انت ستذهب و تكمل ذلك الشيء اللعين الذي بدأته و اصريت عليه ... و تعود ...
هذا اخر كلامي ...
ينظر صمد نحو مريم
صمد : هيا لنذهب ...
يقتربان من الباب ...
صمد : و لتأخذ زوجتك معك ...
ينظر امين نحو ساره ثم أبيه
امين و ساره : ..لا يمكن
ينظر صمد نحوهما
صمد : ماذا يعني لا يمكن ...
امين :لا يمكن.. يعني لا يمكن
صمد : انظري يا مريم ابنك هذا سيقتلني يوما ما ... مالذي تقصده بحق الجحيم لا يمكن
و انت يا ساره ما الأمر...
هل انتما متخاصمان
امين : تدرس هي تدرس اذا لا يمكن ...
صمد : سينتهي فصلها الدراسي ...
ستأخذها معك ... ستكون إلى جانبك يوم تخرجك
امين : تأتي معكم ...هكذا ...
صمد بقلق شديد : مريييم
مريم : لا تثر غضب أبيك...
خذها معك ... لديك بيت هناك
امين : يوجد اصدقائي...
صمد : ليجدو لهم مكان آخر اذا ...
و هذا قراري الأخير...
يخرج كل من صمد و مريم من البيت ...
ينظر امين نحو ساره
ثم ليغلق عينييه و يتنهد بقوة ...
ساره : لن اتحرك بدون الذهاب إلى قبر زوجي
امين : انظري يا .... (ينقطع كلامه لمهلة )
زوجة اخي ...
حين اقرر أمرا لا ارجع فيه ابدا
لم تتم ١٥ يوم اذا لن تزوريه...
ساره بقهر : لكنها ستتم و انا في امريكا ...
يتنهد بقوة
امين :الامر ليس بيدي في ذلك ...
اذا تدبري امرك ... انت سبب كل هذا ...
ساره ببكاء: انت بليد بدون مشاعر ...
اكرهك... انا اكرهك يا هذا ...
ليتني مت و لم اضطر يوما للتعامل مع انسان مثلك...
امين : احتفظي بكلامك لنفسك ...
لا احد يريد سماع ما تريدين...
يبتعد عنها ليدخل إلى الغرفة ...
تدخل ساره إلى غرفة امين...
و هي تبكي ...
ساره : اكرهه... حقا اكرهه
انا اكرهه اكثر من اي شيء آخر...
وحش بدون مشاعر ... آلي... حيوان ...
انا ماذا فعلت !!! ... حقا ماذا فعلت لتنتهي حياتي هكذا...
حقا انا لم أرد هذا ... يا ربي
حقا ... لم أكن انتظر هذا الأمر ليحل بي...
يخرج امين من البيت ...
بينما تجلس ساره في الشرفة ...
تتأمل المناظر طبيعية ... و تبكي في هدوء ...
يدق باب البيت ...
تمسح دموعها ...
ليقترب من الباب ...
تتنفس بقوة لتمنع دموعها من سقووط...
تقوم بفتح الباب ...
تدخل إحداهن عنوة ...
تندهش ساره ...
سيلين : اوهووووه... اذا انت ساره هانم...
زوجة ياسيين على ما اظن...
اوووبس لا ... زوجة حبيبي امين للأسف ...
تنظر ساره نحوها بدهشة...
سيلين : لست سيئة ... لكن ...
لست مؤهلة لتأخذي مكاني...
انا لا يمكن استبدالي بك انت ابدا ...
ساره : ع... عذرا ... مالذي تقولينه
سيلين : ما الأمر...
هل أعجبك امر الزواج من أخ زوجك المرحوم
ساره بغضب و صراخ : انت مالذي تقولينه
سيلين : كيف لم تخجلي ... !!
تتزوجين و تراب زوجك لم يجف بعد ...
تسقط دموع ساره لا اراديا
ساره بصراخ : اصمتي يا هاته ...
انت مالذي تعلمينه عن زواجي ...
و اسبابي ...
سيلين : حقا ... لا يهم أسباب ذلك ...
لكن لم اظن يوما ان هنالك امرأة تتنازل و تتزوج من أخ زوجها و خصوووصا انه السبب في موت اخيه ...
يدفع امين باب البيت ليدخل ...
امين يندفع نحو سيلين ليجذبها من ذراعها
سيلين تقوم بدفعه
سيلين : حقا .... حقا هاته ...
هاته تجعلك بعيدا عني ...
لا تشعر ساره بشيء ...
فقط يتردد في عقلها جملة السبب في موت اخيه
امين يدفع سيلين ... و يخرجها خارج البيت
سيلين : انا احبك يا امين ...
لا استطيييع ... انت كل شيء ...
سأستعييدك مهما كلفني الامر
امين بصراخ : يكفييي ... يكفييي...
اذهبي يا سيلين ... اذهبي ...
قبل أن افرغ غضبي عليك ... اذهبي ...
يدخل إلى البيت لتنظر ساره نحوه و عيونها حمررراء من الغضب ...
نظرتها مخيفة نوعا ما ...
بينما وجهها غارق في الدموع ...
يقف امين بكل شموخ ...
و ينظر نحوها ...
ساره : انت ... انت ... حقا ...
انت !!!
أنت تقرأ
هل هو قدري
Historia Cortaالصدف و القدر خطان متقاطعان فهل ينتج عن تقاطعهما قصة حب عظيمة و يولد منه زواج مليء بالحب و المشاعر .. بعض قصصنا تبنى على الصدف و الأخرى على القدر فلما يجتمعان معا فماذا سيحدث !!!