الفصل الثاني عشر

8.5K 431 3
                                    

الفصل الثاني عشر من رواية:صعيدية اقتحمت حياتي
بقلم/رولا هاني

توقف بها الزمن عندما استمعت لما قاله فإستدارت ببطئ غير مهتمة لهمهمات الناس حول ما قاله فمنهم من فرح لذلك الخبر و منهم من ظل يلت حول أكاذيب غريبة عن زواجه بتلك السرية ، نظرت له و الدموع تلتمع بعينيها بينما هو يرمقها بنظراتٍ قوية نارية أحرقتها و أحرقت أمالها التي ظلت تخطط لها خلال سنوات ، ازدردت ريقها بصعوبة و هي تحاول منع دموعها الحارة من التهاوي علي وجنتيها ، و قالت بعدم تصديق و هي تبتسم بمرارة:إنتَ أكيد بتهزر يا "هادي" صح..إنتَ أكيد متجوزتهاش!

هز رأسه نافيًا ليجيبها بثباتٍ و ثقة أثارا دهشة "صباح":لا يا "سهير" "صباح" تبقي مراتي.

أرتجفت شفتي "سهير" و لم تتحرك قيد أنملة من فرط الصدمة و لكن لن تستطع الهدوء تلك المرة لذا إنطلقت نحو "صباح" مسرعة و الشر يتطاير من عينيها ثم أخذت تسبها بسبابٍ لاذعٍ و هي تلتقط حذائها البيتي من قدمها:بقي إنتِ يا بنت ال*** تخطفيه مني انا هوريكي.

ألقت "سهير" بثقل جسدها علي "صباح" فوقعتا الأثنتين ارضًا فلم تهتم الأولي بل إلتقطت كومة من خصلات "صباح" و أخذت تضربها بحذائها ، بينما "صباح" لم تكن قادرة علي التحرك نظرًا لجسد "سهير" الممتلئ بعض الشئ فلم تستطع فعل شئ سوي غزر أظافرها بوجهها لعلها تتوقف عن ضربها بتلك الصورة العنيفة!

إنطلقت والدة "سهير" نحوهما تحاول إبعادهما عن بعض و لكن لم تستطع أمام شراسة أبنتها العجيبة ، أما عن "هادي" فهو فضل عدم التدخل في مشاجرات النساء تلك ، بينما مازال الناس يتابعوا ما يحدث بحماسٍ و فضولٍ شديدين فنظرت لهم والدة "سهير" بغيظٍ قائلة بصراخ و هي تحاول سحب أبنتها من فوق "صباح":بدل ما تتفرجوا تعالوا حوشوا بنتي من فوق البت دي هتموتها و هتروح فداهيا بسببها.

في حين صرخت "صباح" و هي تتأوه بقوة من شدة الضربات لتصبح مقاومتها أعنف أمام "سهير":جومي من فوجي هتفطسيني جومي.

ظلت "سهير" تضربها بعنفٍ شديدٍ حتي ظهرت كدمات علي ذراعي "صباح" اثرًا للضرب و قالت بحقدٍ و نيران الغيرة تشتعل بصدرها:دة انا مش هفطسك دة انا هموتك يا..

و لكن قاطعها هؤلاء النساء الذين سحبوها عنوة من فوق تلك المسكينة فتلوت هي بين يديهم قائلة بإهتياج:اوعوا سيبوني عليها أموتها بنت ال*** دي

و لكن "صباح" لم تتحمل كل تلك الإهانة التي تعرضت لها لذا وبدون تفكير إلتقطت تلك الزهرية الصغيرة الموضوعة علي الطاولة و ألقتها نحو "سهير" التي كانت مشغولة في إبعاد هؤلاء النساء عنها.

حاولت "سهير" ضربهم حتي تبتعد عنهم و لكن توقفت عن المقاومة عندما أرتطمت تلك الزهرية برأسها بتلك الصورة القوية فسال خط دماء عريض علي جبهتها و أصبحت الرؤية مشوشة لديها و أخر ما استمعت له قبل أن تقع فاقدة الوعي صراخ والدتها ب:الحقوا يا نسوان البت فتحت راس بنتي!
__________________________________________
و بعد ما يقارب النصف ساعة أتت الأسعاف لتأخذ "سهير" و قد كان معها والدتها و أحدي النساء الذي لم يتوقف فضولها حتي الأن فأصرت علي معرفة المزيد بينما إنطلق "هادي" خلف سيارة الأسعاف بسيارة الأجري الخاصة به و قد كان معه "صباح".

صعيدية اقتحمت حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن