الفصل السابع عشر

7.8K 445 6
                                    

الفصل السابع عشر من رواية:صعيدية اقتحمت حياتي
بقلم/رولا هاني

خرجت من السيارة و هي تتحاشي نظراتهم المتفحصة الفضولية فكل ذلك يجب عليها عدم الإكتراث به ، كل ما يجب عليها هو حل تلك المصائب التي حلت علي رأسها دون إيذاء ذلك المسكين!

دلفا كلاهما لداخل المبني المتهالك متجهين ناحية شقته و بعد عدة دقائق وصلا فشكرته هي قبل أن تلج لداخل المرحاض:"هادي" اني مش عارفة أشكرك ازاي!

رد عليها بإقتضابٍ و عقله يدور به عدة أسئلة أهمها مِن مَن تهرب تلك السمراء:لا متقوليش كدة.

أغلقت باب المرحاض و أخذت نفسًا عميقًا لتخرجه بتمهلٍ مسلطة نظرها علي إنعكاس صورتها بالمرآة المحطمة تتابع تعابير وجهها بتمعنٍ و كأن هناك شئ ما تشتاق له!

إلتفتت ناحية باب المرحاض ثم إتجهت نحوه بخطواتٍ بطيئة لتعيد إغلاقه بصورة محكمة ، ثم عادت مجددًا لتقف أمام المرآة.

و بعد عدة ثوان كان دموعها الحارة تتراقص بأعينها ، ثم إنهمرت علي وجنتيها لتلهبهما!..أهل تظن إن ذلك الوقت المناسب للإنهيار!؟..أهل تظن إن ذلك الوقت المناسب للإستسلام!؟..و لكن عقلها لم يرحمها من دائرة التفكير التي لا تستطيع الخروج منها!..كم لقت كبدًا من عائلة والدها البغيضة و كم عانت في حياتها بسببهم ، حتي تعليمها لم تكمله بالرغم من رغبتها في ذلك و بالرغم من تفوقها في دراستها و لكن لم تستطع!..بسببهم تدمرت حياتها و مازالت تتدمر و فوق كل ذلك يريدون إعادتها للصعيد و قتلها!..ألم يكتفوا بما فعلوه؟..ألم يكتفوا بسرقتها هي و والدتها في أموال والدها!؟...ماذا يريدون منها!؟

إنتحبت بصوتٍ عالٍ مسموعٍ ، و شهقاتها تتعالي فتورمت عيناها بصورة ملحوظة ، و إحمرت وجنتيها من كثرة البكاء ، إنتفضت بفزعٍ عندما إستمعت لتلك الطرقات التي علي الباب بالإضافة الي صوته الشبه مذعور يقول:"صباح" ، "صباح" إنتِ كويسة!؟

جففت دموعها بكلا كفيها ثم أخذ تغسل وجهها جيدًا قائلة بنبرة مختنقة خرجت بصعوبة شديدة:ك..كويسة خمس دجايج و هخرچ علطول.

أما هو بالخارج فقد إستمع لصوت بكائها و شهقاتها فإنتابه القلق من إصابتها بمكروه ما فتردد كثيرًا ليطمئن عليها و لكن لم يستطع بسبب قلبه الذي تسارعت نبضاته بصورة مفزعة و ما زاد فزعه هي نبرتها الغريبة التي تحدثت بها!

و بعد ما يقارب الدقيقتين خرجت من الداخل و هي تطرق رأسها للأسفل في محاولة فاشلة منها للهروب من نظراته ثم قالت بنبرة شبه عادية بعدما حمحمت بقوة:معلش بجي يا "هادي" اني هنام لأن اليوم كان طويل و متعب.

اومأ لها ثم قال و هو يشير بيده ناحية الغرفة:اة طبعًا روحي انا بس هخرج يجي ساعة كدة و ...

قاطعته بذهولٍ و هي ترفع رأسها بدهشة:خارچ!؟..خارچ علي فين إياك!

كاد أن يجيبها و لكن تعلقت أنظاره علي هيئة وجهها التي تصيب المرء بالإرتعاد لذا سألها و هي يتأمل عينيها العسليتين المتورمتين:"صباح" إنتِ كويسة!؟

صعيدية اقتحمت حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن