هذه لوحة: "مُعاوية يركب البحر"، للرسَّام اللُبناني مُصطفى فرُّوخ (1901 - 1957م)، أتمَّها سنة 1939م.
في هذه اللوحة صُوِّر مُعاوية بن أبي سُفيان، والي الشَّام آنذاك، وهو يشهد إنزال السُفن الإسلاميَّة في بحر مدينة جُبيل (أو بيروت)، استعدادًا لانطلاقها نحو قبرص وجُزر المُتوسِّط القريبة من الساحل الشَّامي، مثل أرواد ورودس. كان مُعاوية صاحب فكرة إبحار المُسلمين وفتح الجُزر القريبة التي اعتصمت فيها بقايا البيزنطيين واتخذتها قاعدةً للوثوب على الثُغُور والمدن الساحليَّة الشاميَّة والمصريَّة، لكنَّ الخليفة عُمر بن الخطَّاب نهاه عن ذلك ومنع المُسلمين من ركوب البحر خوفًا عليهم من المجهول، إذ لم يكن للمُسلمين عهدٌ بركوب البحر قبل ذلك.
ولمَّا استُشهد عُمر وخلفهُ عُثمان بن عفَّان، عاود مُعاوية طرح فكرته وأسبابه على الخليفة الجديد، فأجاز له الإبحار، فأعدَّ الأخير أوَّل أُسطولٍ إسلاميٍّ في التاريخ من أخشاب جبل لُبنان، باستخدام مهارة وحرفيَّة أهل المُدن الساحليَّة كجُبيل وبيروت وصيدا، وأنزله البحر ليُبحر المُسلمين على متنه ويفتتحوا جُزر البحر المُتوسِّط، فيما تُسميه المراجع التاريخيَّة "غزو البحر".
الصورة في النطاق العام بحسب القانون اللُبناني نظرًا لِانقضاء 50 سنة على وفاة مُنتج الرسم..