تعتبر حركة ابن الاشعث احدى اهم و اخطر الحركات التي قام بها أهل العراق ضد الحكم الاموي و يرجع ذلك لسببين مهمين :
اولاً لانها هزت اسس الحكم الاموي و كادت ان تقضي عليه نهائياً و تهدمهالثانية لم تكن على اساس مذهبي كالثورات التي قام بها الخوارج و الحركات العلوية
يعد عبد الرحمن بن الاشعث زعيم قبيلة كندة العربية المشهورة و المعروفة و أحد ابرز زعماء الكوفة كان يرى اوضاع العراقيين الحاقدين حقد دفين عميق للدولة الاموية و كيف كانوا لا يساوون بين اهالي العراق و الشام
و في ذلك الوقت كان الحجاج بن يوسف الثقفي كان بعد ابادته على جميع ثورات الخوارج في العراق يعمل على تحجيم المعارضة السياسية و تشتيت جهودها و يبعثر عناصرها و ذلك بسبب اهتماماته بالامور الخارجية مثل فتوحات ما وراء سجستان ( تقع في افغانستان حالياً )
و كان رتبيل هو اسم ملك كابل قد هزم جيشاً اسلامياً هزيمة ساحقة فأحدثت هذه الكارثة في نفس السلطان الاموي الذي يعد خليفة و مسؤلاً على المسلمين اجمعين حزناً كئيباً عميقاً
فقرر ارسال والي العراق الحجاج بأرسال جيشاً لهزيمته و اعادة هيبة الامويين و لم يقصر الحجاج في تجهيز جيشاً مهيباً ضخماً و عهد إلى عبد الرحمن بن الاشعث في قيادته و عينه حاكماً على سجستان و عليه ان يخضع الملك الكافر رتبيلتقدم ابن الاشعث بالجيش بأتجاه سجستان و هاجمه و اخذ سجستان و انسحب رتبيل الملك الكافر الزنديق الا انه لم يتمكن اخضاعه بسبب طبيعة المنطقة الجبلية القاسية الصعبة و قد وجد نفسه في خيارين محيرين اما الاستمرار في التقدم وراء فلول الترك الكفرة او الاكتفاء بالانتصارات حتى يتاح للجند التأقلم مع طبيعة الجبال الوعرة