~•°|بداية كل شيء |°•~

593 50 10
                                    


°

°
طغت الكآبة على ذلك الجو الماطر ، تلبدت الغيوم السوداء لتسلبَ من السماء زُرقتها الصافية ، رائحة المطر إنتشرت لتخالط التراب بمهارة .

أغلقَ مُذَكراته التي تلونَت بألوان المجرة الخلابة ، خرجَ فتًى لم يبلغ الحادية عشر من عمره ليستنشق ذلك الهواء الذي يشعرهُ بالإرتياح .

سحبَ الهواء لأنفه معلنًا أخذ شهيقٍ كبير ، لتمتلئ رئتاه بالهواء ويَزفُر مخرجًا ما استنشقه كررَّ ذلك عدة مرات حتى شعر براحةٍ حقيقية ، دخل إلى تلك الخيمة البالية التي نصبت في زقاقٍ ضيق بعض الشيء ، لتسقط تلك الأمطار الغزيرة على مخترقًة القماش الأخضر ، ضم نفسه بشدة وحزنٌ دفين ارتسم على وجهه ، دمعة متمردة أبت الانحباس لتخرج من عينه اليسرى .

اقشعرَّ بدنه من البرد لتصطك أسنانه مخرجًة صوتًا عاليًا ليملأ ذلك المكان الهادئ ، حاول أن يشغل نفسه خلال عودة والديه ، فركَ كفيه الصغيريتن لتحتكَا ببعضهما البعض أمسك قلمه الذي بدأ يصغر مؤخرًا وحمل مذكرته الصغيرة عائدًا ليخط كلماته التي حملت الحزن والألم في آن

الرابع من ديسمبر ...

°

انقضت خمسة أيامٍ بالفعل على مغادرتنا القصر أبي يعاني كثيرًا حاول العثور على العمل لكن ذلك لم يسعفه فالجميع كان يغلق بوجهه ولا يسمعون كلمة منه ، هل أبي أذاهم بشيء ؟
هل أخطأ بحقهم يومًا ؟
أما أمي عثرت على مشغلٍ للخياطة ، لقد كانت تأتي متعبة كل لليلة يداها أصبحتا خشنتين إضافة إلى لاصقاتٍ ملأت أصابعها الرقيقة ، أمي لم تعمل مطلقًا لقد عاشت في رفاهٍ دائم لمدة ثلاثون سنة ، أما أنا أخرج في بعض الأحيان و أعمل في مساعدة رجلٍ عجوز على نقل البضائع كل ما أسمعه هو السخرية والإستهزاء لحالنا الذي وصلنا إليه لكن كل ما يهمني هو الأجر كان قليلاً لكني كنتُ أستطيع شراء بعض الطعام و تخزين بعض 'سنتات ' لم نستحم منذ خمسة أيام ثيابي أصبحت متسخة كثيرًا ، البرد قارص لذا لا نستطيع غسل ملابسنا
أشعر أن حياتنا ستسوء كثيرًا ، لا أظن أن الوضع سيتحسن ، غدًا سأذهب للمدرسة الجديدة استطاع والدي أن يدخلني إليها أعلم أن الأمر كان صعبًا ، أبي كان يساعد الجميع لم يكن ليتوانى يومًا على ذلك بمجرد وقوعهم في معضلة كبيرة كان يقف ليكون لهم الساند و الداعم الأول لمَ إذًا قابلوكَ بالرفض يا أبي ؟ لمَ ؟!

°

أغلق مذكرته مجددًا ليمسح دموعه التي تساقطت وأفسدت الصفحة الصفراء ، لعنَ حظه كثيرًا يعلم أن الجميع يحبُ المال ، نهض بخطواتٍ ثقيلة خرج من تلك الخيمة ليجد أن المطر قد توقف ، ما زالت الغيوم السوداء تغطي السماء لينزعج منها كثيرًا
حاول أن يحضر بعض الأغصان الصغيرة التي ساعدته على إشعال نارٍ لتدفئة جسده البارد
ضم نفسه أكثر باحثًا عن الدفء ، انتظر كثيرًا

دقائق ...

ساعة ...

ساعتان...

~•°| لستُ بهذا الضعف |°•~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن