الحارس في حقل الشوفان

1.2K 207 35
                                    


نامجون، هل ندمتَ يومًا على التواجد برفقتي؟
لازلت أتذكر عندما عدتُ للمنزل الفارغ ذاك اليوم وتمنيتُ لو كانت والدتي موجودة، كانت ستعانقني وتُخبرني أن كل شئ بخير، لكنني عُدت للظلام الحالك في منزل لا يمتلك إلا آثاث قديمة تركتها السَّيدة التي تركتني أيضًا مُنذ المدرسة المتوسطة ولقت حتفها.
لم أمتلك أي أحد ليُربت على كتفي ويُخبرني أنه ليس خطأي وظننتُ أنه بالنهاية الجميع سيُغادر يومًا ما.
كما فعلت عائِلتي، السَّيدة التي تبنتني وجميع أصدقائي الذين تركوني خلفهم حين إنتقلت للمشفى بسبب جرعة مُفرِطة من المُخدرات.
حتى الجيران لا يلقون التَّحية مُنذ عودتي مِن مركز إِعادة التأهيل.
إلا أنت نامجون، لقد تناولت الكعك الذي حضرته، سِرنا سويًا للقبور.
أستمعت لي عِندما تحدثتُ عن والدتي، عن وجباتي المُفضلة والنباتات.
تحدثتَ عن عائِلتك أيضًا وذهبنا سويًا للمكتبة ودار الإيتام.
نامجون، أنت حقًا لم تُغلق الباب بوجهي مُنذ اليوم الأول لِذا لا تُغلقه مهما مرَّت السنوات، حتى إن لم يُصبِح جسدي موجودًا ستبقى روحي تبحث عن أبوابِكَ المفتوحة.

أخبرتني والدتي بالتبني أن الوقوع بالحب كالسقوط مِن إرتفاع كبير والهبوط بِسلام، عندما يمر بِجانبك ذاك الشخص وتشعر أنه يُمكنك التَّنفس بِحرية مِن جديد ويتردد شعور النَّشوة بجميع خلايا جسدة.

أعلم أن الجميع يظنون أني شخصٌ بشع.
وأنا لا أُمانع الأن.
لأنني أعلم أنه لا يظن أنني بشعه مِثل الأخرين.
وأنه لن ينظر لي بِشفقة مِثل الأخرين.
هو ليس كالأخرين على أي حال.

mono | مُنفرد → K.NJ. √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن