أستيقظتُ مِن ذاك الكابوس الذي يُراودني يوميًا لأجد نامجون مُستغرِق في النوم بِجانبي بالمكتبة.
كالبطل الخارق بدون أشرار لمواجهتهم، كعيد الميلاد دون هدايا سانتا او القمر بدون نجوم.
أليست جميعها أشياء قيمة لكن تُصبح بِلا معنى إذا غاب بِها شئ بسيط؟ وأنا آرونغ كتلك الأشياء التي فقدت جمالها مع مرور الوقت.
عوضًا عن الإستيقاظ لمُعانقة أُمي والإمساك بيد أبي بينما أعبر الطَّريق أستيقظت بين مِئات الأطفال مِثلي، بِدون عائِلة على الإطلاق.
حتى تبنتني سيدة وحيدة دون أحفاد لتربيتي بعد وفاة زوجها، كطفلة صغيرة جهلت الحب الذي يتلقاه الإنسان من والدته لكن تِلك السَّيدة عوضتني عن أشياء كثيرة أُخرى.
أرسلتني للدراسة، وأعطتني منزل دافئ وكان هذا ما تمنيته بأي حال.
لم أُرِد أن أصبح وحش بَشع بدون ملامِح، فلا يمكن لأحد هزيمة وحش دون أن يصبح واحدًا أيضًا.
"سيدتي المكتبة ستغلق قريبًا لِذا نرجو مِنكِ إيقاظ صديقك والمغادرة"-
كان نامجون يسير بِجانبي بِصمت وأردتُ أن أتحدث معه كالعادة، ليس لأنه صديقي الوحيد، بل لأنني أحببت الحديث إن كان هو من أتحدث إليه.
"لقد راودني كابوس لسنواتٍ عديدة جعلني أخشى النَّوم كثيرًا واليوم عِندما غفونا بالمكتبة راودني الكابوس ذاته لكنني لم أشعر بالخوف قط"
"هل ذاك الكابوس السبب في كونك دائمًا مُرهقة؟"
تنهدت وتوقفت عن السَّير ليتوقف هو أيضًا "أعلم أنك أخبرتني مُسبقًا أنك لم تمكث هنا لوقت طويل لكن إن أخبرتك أنني أتمنى لو تبقى هُنا دائما هل ستبقى؟"
نَظرَ لي بتردد ولم يعطني جواب، هل عَلِم عمّا أُخفيه من الجيران وإشمأزَّ مِن وجودي بجانبه؟ هل يكره وجودي بِجانبه؟ غادرتُ بدون الإستماع للجواب وسُرعان ما بلغتُ منزلي بدأت بالبحث بين الأرفف عن المهدئات خاصتي.
أنا أكذب يوميًا بقولي أنها مُهدئات لا أكثر أو أني سأتوقف عن إستخدامها بأقرب وقت.
عندما أستخدم المخدرات أشعر كأني أرقص فوق حافة القمر وعندما أغمض عيني بلحظات قليلة أجد نفسي أسفل الشمس المُلتهبة بِجانب من تمنيتُ أن يكونوا برفقتي دائمًا، إنه شعور لا يدوم للأبد لكنني أدمنته مع مرور الوقت.
لم أرد أن أُغمِض عيني بتلك المشاعر الثقيلة التي أحملها فوق كتفي يوميًا، أُريد أن أغفو كالطفل حديث الولادة، منقىٰ من المعاصي وغافِل عن بشاعة العالم.
لقد أصبحت ذاك الوحش الذي يهاب الجميع أن يُصبح عليه، لم يتحدث معي أحد مُنذ عودتي من مصحة إعادة التأهيل للمخدرات حتى أتى هو للحي حديثًا.
لم يحمل تِلك التعابير المصطنعة بإبتسامته أو الشفقة بعينيه عندما تقابلنا.
لهذا أردت دوماً أن أبقى برفقتك، أعلم أنني سأموت قريبًا لكن إن مُنحت سنواتٍ أكثر لأعيشها أُريد إمضائها جمعيًا برفقتك.
أنت تقرأ
mono | مُنفرد → K.NJ. √
Fiksi Penggemar-لأن القمر جسدٌ مُعتِم لكنه يُضيء ظُلمه الليل. كيم نامجُون،آرونغ. [قِصة قَصيرة، مُكتملة، تم التَّعديل عليها]/[تحذير محتوى:إعتداء جنسي، سلوك مُضر بالنَّفس، إدمان المخدرت، إضطرابات الإحكام.]