انتقام القلوب
بقلم مي عبدالله
الفصل الأول
في قصر يشبه قصور الاميرات تسكن حياه فريد الغمري ابنه رجل الاعمال المليونير فريد الغمري
حياه ابنه السادسه والعشرون عاما تلك الجميله التي دوما ما ابعدتها الحياه عن مبتغاها زوجه رجل الاعمال الشاب محمود التهامي ذلك الوسيم الذي علمه والده ان لا مكان للمشاعر ف بورصه رجال الاعمال فالدنيا تاتيك بما تشتهي مادمت معك المال اما الحب فلغه الضعفاء وهو ليس بالضعيف ابدا
اليوم مر علي زواجها عامان ومر علي انجابها ابنها الاول( مالك)ثلاثه اشهر
في قصر التهامي الذي تسكنه حياه ومحمود
في صباح يوم جديد يحمل بدايه جديده
استيقظت حياه علي صوت مالك وهو يبكي قامت سريعا لتراه فهو اميرها الصغير ذلك الركن الهادئ في حياتها لتجد اباه يحمله محاولا جعله يهدا
حياه بابتسامه :صباح الخير
محمود :صباح الورد الجميل صحي امتي
حياه بنعاس:لسا حالا صحيت علي صوت مالك
محمود :معلش بقا انا اللي صحيته كنت عايز ابوسه قبل ما اروح الشغل بس هو بقي طلع نومه خفيف وبيصحي بسرعه
حياه بضحكه:ولا يهمك يا بابي انت تصحينا وقت
ما تحب مش كده يا مالك قلبي انت
محمود :ايوا يا عم انت واخد الدلع كله
حياه بضحك:انت بتغير منه والا ايه يا بابي
محمود :وما اغيرش ليه وانا مراتي اجمل ست ف الدنيا
حياه بتعجب:غريبه
محمود:ليه بس
حياه:يعني انت ف العادي بتشوف اني واحده تافهه سطحيه مش عمليه ولا باحب شغلكم واني غلطه علي فريد الغمري
محمود وهو بيقرب منها: انا عارف اني زعلتك الفتره الاخيره دي كتير لكن صدقيني انا نفسي اعوضك انتي ومالك والفتره الجايه هتتاكدي اني اتغيرت . انا لازم امشي دلوقتي عشان اتاخرت ولما ارجع اكيد هنسهر سوا عشان النهارده يوم مميز لينا
حياه بابتسامه:ان شاء الله خد بالك من نفسك
محمود وهو بيبوس ايديها:وانتي كمان . سلام يا روحي
ذهب محمود ليتركها تلاعب صغيرها لتستمتع بضحاته تلك التي تنير حياتها
لتاتيها فتاه ف منتصف العشرينات من عمرها اختارتها حياه بعنايه لتهتم بصغيرها
اخذت الفتاه مالك من حياه لتذهب حياه الي غرفتها
جلست امام مرأتها وان لم تجلس تلك الفاتنه امام مرأتها فمن لها الحق بذلك
هي الجميله التي دوما ما خطفت قلوب الرجال بجمالها الاخاذ بعينيها العسليه اللامعه وبشرتها البيضاء وشعرها البني الطويل
دوما ماكانت محط اعجابهم حتي زوجها ذلك القوي الذي لايعترف بالحب والذي ما كان دوما يخبرها انها مثلها مثل باقي النساء لا تزيدهم جمالا هي تعرف انها سحرته بجمالها منذ اول لقاء لهم ف بيت ابيها ليقسم بداخله انها له حتي الموت ليخوض كثيرا من معارك المال مع ابيها مقدما اعلي ثمن للحصول عليها فهي ليست له ولابيها سوي خاتم الماس ابتاغه ابيها بسعر عالي واشتراها زوجها وهو يعلم انها تستحق
ورغم انها كانت ملكه منذ زواجهم اوامرها تنفذ الا انها لم تشعر يوما بمشاعر تجاه زوجها هو ايضا لايعترف بالحب فلتضرب بقلبها عرض الحائط لا مكان له بصفقه حياتها
فاقت من شرودها علي دمعه فرت من عينيها فهي دوما ما كانت تحلم بفارس ياتيها بحب يذهبها الي السماء لكن هيهات ماكانت الا صفقه بحفنه اموال
اخذت تتنفس الصعداء وهي تنظر لنفسها بمرأتها لتنفض عن راسها كل تلك الافكار فاليوم احد ايامها المميزه لذا من الافضل ان تستمتع به علها يكون بدايه حياه افضل من امس
ف شركه التهامي
محمود :اعلي ما في خيلهم يركبوه
عم محمود (وجيه التهامي):هنعمل ايه
محمود :ولا حاجه احنا متعودين علي كده اهم حاجه نركز ف الصفقه الجايه اما دول لما افوق انا هاتصرف معاهم
وجيه التهامي:وانت ايه اللي مش مخليك فايق
محمود :انا مسافر بكره انا وحياه ومالك
وجيه بتعجب:مسافر .مسافر فين
محمود:مسافرين العين السخنه .النهارده عيد جوازنا وعايز اقضيه مع حياه ف مكان بعيد عن الدوشه دي
وجيه :يا حنين من امتي الحنيه دي يا ابن التهامي اللي يشوفك كده ما يشوفكش ف الشغل
محمود بعصبيه:الشغل حاجه وحياه حاجه تانيه خالص
وبهيام كمل كلامه :انا بحبها وعارف اني عصبي معاها وبازعلها وان كل تصرفاتي بتقول غيركده لكن انا بحبها وما اقدرش استغني عنها وعايز اعيش معاها ومع ابني شويه بعيد عن كل الدوشه دي . ممنوع يعني
وجيه التهامي:لا مش مننوع بس ياريت تعمل كل احتياطاتك احنا مش عارفين هما ممكن يعملوا ايه
محمود:ولا يقدروا يعملوا حاجه الشاطر فيهم يفكر بس يقرب مني وانا افرمه
وجيه :يا محمود بطل عند واسمع الكلام
محمود :المهم ماتنساش اجتماع النهارده الساعه2
وجيه بتعجب:مش كان الساعه 5
محمود :لا ما انا قدمته عايز اروح بدري لحياه
وجيه وهو قايم من علي كرسيه يمشي :يادي حياه اللي معطلانا انا ماشي سلام
محمود: سلام
******
ف فيله فريد الغمري
علي مائده الفطار
فريد :اومال فين مروان
مريم(زوجه مروان ):نزل بدري بيقول عنده اجتماع
فريده:تمام .اومال فين فاتن (ام مروان وحياه )
مريم :ف الجنينه بتقول مالهاش نفس
فريد بغضب :الهانم مش عايزه تتكرم وتيجي تقعد معايا علي الفطار خلاص هي حره انا ماشي
مريم:مع السلامه يا عمو
تركها فريد دون اي اجابه عقله كان شاردا بزوجته
خرج غاضبا ليراها بحديقه قصره شارده حزينه كما اعتادها
ود لو ذهب اليها لو اعتذر لو قال بانه يريدها لكن هيهات ثلاثه وثلاثين عاما من زواجهم لم يكونوا كافيين يوما لجعلها تنسي ما فعله بها وبوالده كي يحصل عليها لن تنسي ابدا زواجهما القصري اجبارها عليه لم يكن هينا علي قلبها هو سلبها منذ سنوات حقها ف الاختيار وهي حرمته علي قلبها حتي الممات
كان يظن ان انجابها ابنهما الاكبر مروان سيفتح سبل الحب بينهم ولكنه وبعدما صار عمر ابنه الاكبر اثنان وثلاثين عاما تاكد من انه لامجال للحب بينهم
وقف حزينا علي نفسه وحبيبته واحلامه معها التي باتت مهب الريح حاول الذهاب اليه لكن كبريائه ابي ان يذهب ان يخضع لمن روضت قلبه من سنوات مقنعا اياه بانها ليس لها سواه بعد وفاه ابيها وامها وستظل حبيسته حتي الموت
ليذهب الي شيارته تاركها لها قصره ذلك السجن الذي
فرضه عليها منذ سنوات واكملت فيه خوفا علي ابنائها
ف شركه الغمري
ف مكتب فريد
فريد :ها يا مروان ايه الاخبار
مروان :كله تمام احنا كسبنا الصفقه خلاص والمصنع الجديد قرب خلاص يتشطب وقريب هيكون الافتتاح
فريد :هايل يا مروان انت كده ماشي كويس
مروان :تمام يا باشا .عن اذنك
وقف مروان ليسير امام باب المكتب لكنه توقف علي صوت ابيه
فريد :مروان استني
مروان :نعم يا باشا
فريد:عايز اتكلم معاك ف موضوع
مروان قعد تاني:اتفضل
فريد بجديه:عجبك تصرفات والدتك معايا
مروان :مالها
فريد:كل ده وبتسال رافضه تتعامل معايا ولا تتكلم معايا ولا حتي تقعد علي السفره معايا هي فاكره نفسها مين ده انا افعصها برجلي
مروان بعصبيه:حاسب وانت بنتكلم علي امي تاني يا فريد بيه مش فاتن هانم الحداد اللي يتقال عليها كده اعتقد حضرتك عارف ايه اللي وصلها لكده احنا حاولنا نتدخل كتير لكن هيا رفضت رفضت وحضرتك كمان رافض انك تقول لنا السبب ف ده واللي هو من سنين ومحدش يعرفه غيركم حياه وحبيبه كلموها كتير لكن مفيش فايده مطلوب مننا نعمل ايه تاني
فريد: انت كده عامل زيها وزي اختك حياه مفيش فيكم فايده ولا بيطمر فيكم كل اللي باعمله ليكم حبيبه اختكم الوحيده اللي فهماني
مروان بغضب :انا عندي شغل كتير ولازم امشي عن اذنك
تركه مروان وغادر محتقنا من ابيه هو يعلم ان هناك خطبا حدث بين ابيه وامه من سنوات لكنها ترفض الحديث عنه وتفضل الصمت الذي يعذبه وهو يراها تذبل كل يوم اكثر من ذي قبل
اما فريد فكان يشعر بالغضب من ابنه وزوجته تلك التي تشعل نيران الغضب بداخله لتجعله يريد ان يدمر كل شيء حتي يخبرها بانها اسيرته له هو
مر اليوم علي الجميع كل بدوامته لياتي الليل سريعا
بقصر حياه ومحمود
كانت حياه ترتدي فستانا باللون الموف يليق ببشرتها البيضاء الناصعه وعيناها اللامعه لتضع بعض مساحيق التجميل التي تبرز جمالها تاركه لشعرها العنان ليزيدها جمالا ويخطف قلب زوجها
نظرت لنفسها باعجاب ف مرأتها لتشعر بالخوف يزداد بقلبها لاتعرف لما دوما ما يخبرها قلبها بان هناك جرحا لن يبرا بطريقها القادم
سمعت صوت سياره زوجها لتتنفس الصعداء،سامحا لعقلها بالتوقف عن تلك الافكار المسمومه التي يبثها لها من حين لاخر
دلف محمود الي غرفتهم ليراها امام مراتها فاتنه بحق
ابتسم لها وهو يقترب منها سامحا لقلبه الداكن بان يسعد بقربها
محمود بهيام ف جمالها:ايه الجمال والشياكه دي هو الجمال ده كله فعلا بتاعي انا
حياه بكسوف:بجد عجبتك يا محمود
محمود بنظره حب :انتي عجباني من اول مره شوفتك فيها يا حياه عجباني وهتفضلي لحد ما اموت الست الوحيده اللي ملكت قلبي
حياه :لا انا كده هاتغر بقي واتدلع عليك
محمود بحب: انتي تعملي اللي انتي عيزاه يا روحي .من النهارده مش هاعمل اي حاجه تزعلك ابدا هنبتدي من جديد
حياه بفرحه :بجد يا محمود
محمود بحب:بجد يا قلب محمود
حياه :طبب يلا بقي عشان نطفي الشمع
محمود :الاول غمضي عنيكي
حياه بمشاكسه :لا اخاف
محمود بضحك:لا لا ما تخافيش يلا غمضي
اغمضت عينيها ليخرج من جيبه علبه قطيفه باللون الازرق لونها المفضل
محمود :فتحي عنيكي بقي
فتحت حياه عنيها لتجد عقدا من السولتير مرصعا بفصوص زرقاء يبدو عليه الرقي
حياه باندهاش:كل ده عشاني انا يا محمود
محمود: دي اقل حاجه اقدمهالك يا روحي يلا بقي عشان البسهولك
بعدشويه
حياه:جميل اوي
محمود: زاد جمال عشان بقي عليكي يا قلبي
حياه بفرحه: انا مبسوطه اوي يا محمود من زمان ما فرحتش كده
محمود:بعد كده مش هتشوفي غير الفرحه وبس يا روحي
باقولك ايه انا واخد بالي ان ف شمعه عند السرير نسينا نطفيها يلا نطفيها سوا
حياه:استني بس هاقولك
شالها محمود ولف بيها الاوضه كلها
حياه بضحكه عاليه :نزلني يا مجنون
محمود بهيام وهو قريب منها اوووي :المجنون اشتاق ليه بجنون تعالي بقي اقولك سر مهم ليذهبوا الي عالمهم الخاص لتحاول به نسيان مخاوفها من الغد
*********
يوم جديد محملا بسحابات الحن للبعض والفرح للبعض الاخر
ف فرنسا
ف شركه من اكبر الشركات ف فرنسا احدي فروع شركات العوان التي يديرها سليم العوان ذلك الشاب الثلاثيني الوسيم صاحب المال والنفود اسمه يكفي لبث الرعب ف نفوس الجميع معروف عنه الجديه والحزم
محط اعجاب الفتيات ف الوسط الراقي لطالما تنافسن علي الحصول عليه ولكن هيهات فقد سبقتهم لقلبه اميره خفيه اقسمت بان تملك هذا القلب حتي الممات وهو اعطاه لها مقسما بانه لن يكون لغيرها تلك الاميره التي خطفت قلبه دون اي عناء،متها ودون معرفتها ليعلنها مالكه لعرش قلبه حتي النهايه حتي ولو لم تكن له
ف مكتب سليم
كان سليم ينظر الي ملف احدي صفقاته الهامه لياتيه اتصال من مصر لم يعيره اي اهتمام لكن الاتصال تكرر مرات حتي انتبه له سليم
مد يده ليري من المتصل ليجده احد رجاله ليجيب بقلق
سليم بجديه:في جديد
بعدشويه
سليم بصوت عالي :لا .حياه مستحيل انا راجع مصر حالا