الفصل الثاني

26 3 11
                                    


كلما أدركت قساوة هذا العالم ، أدركت أنه من الأفضل أن أكون وحيدا .

لم أقتنع أنني في مرحلة ما كنت على قيد الحياة ، كان كل ما يحصل حولي هي تصرفات موتى يائسين .
العابرون في حياتي هم جثث غبية تسعى للحصول على قبر يطل على البحر.
قلبي كان مقبرة ، الأحلام كانت طيور تحلق حول دالية جاري الثمانيني و حصل أنها قتلت.
المقاهي هي مقابر جماعيه تعج بموتى الحرب. الأحاديث المبتذلة عن العمل هي الطريقة الوحيدة  لرثاء أحدهم لأنه أوشك على الموت.

إستيقضت صباح هذا اليوم على صوت رسالة إلى هاتفي ، وطبعا رسالة من عزيزتي ليديا تقول فيها
[ صباح التفاؤل فيلسوفي ، فالتبدأ صباحك بإبتسامة! لنلتقي في المساء بعد إنتهاء عملي]

بعد أن كان ليلي نهاري أصبحت أستيقض كل صباح فقط من أجل هذه الرسالة من عشيقتي، مع أنني لم أعد أضحك أبدا ، كأنني نسيت كيف أقوم بذلك .

أشعلت سبجارتي لأبدأ روتيني الممل.

الليل قد حل و ها أنا أقصد مكاني المفضل ، أدخل الحانة لأطلب زجاجة من الجن كالعادة ، بعثت رساله لليديا أقول فيها أن نلتقي في الحانة إلا أنها رفضت و غضبت ككل مرة ! إتصلت بها لتصرخ

" ألم أخبرك أن تتوقف عن الشرب! هل تريد أن تموت؟ "

فاليخبرها أحد أنني ميت منذ فترة طويلة بالفعل!

أجبتها بفلسفة أعلم أنها لا تحبها 

"أن نموت يا عزيزتي لا يعني أن تتوقف على التنفس، فلو قطعت الأكسجين على سجارة ستنقذينها من الإنتحار."

" توقف عن فلسفتك المزعجة، ألا تستطيع أن تكون بسيطا و واضحا ليوم واحد! أنت تعقد الأمور بشكل كبير"

هذه هي علاقتي بليديا ، هي تكره كل شيء أنا مغرم به و أنا أكره كرهها لهم . أحب بساطتها و أكرهها في الوقت نفسه ، هي لا تجيد قراءة أفكاري ،لا تفهمني و لا تحاول أن تفعل ، كل ماتريده هو علاقة حب بسيطة ، هي تريد مني أن أغمرها بحبي تريد مني إظهاره ، تريد مني تقبيلها و إحتضانها و كل ما تريده أنا لا أجيده !

ماليخوليا [ العالم حيث تولد الشياطين ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن