ماليخوليا [ العالم حيث تولد الشياطين ]

الفصل الخامس

الفشل هواية رائعة تجعلنا أقوياء بشكل  غير متوقع.

بعد سفري لتونس بحجة العمل ، ذهبت للفندق الذي تعمل به إحدى أصدقائي نور ، نور فتاة جميلة و تعشقني بجنون رغم أنها لا تراني دوما. إستقبلتني نور بإبتسامة عريضة تتسائل عن سبب قدومي لتونس لأخبرها ببساطة أنني هنا من أجلها..

اليوم أتت نور لغرفتي معي بعد أن أخذتنني في جولة في تونس الخضراء ، إتفقنا أن نسهر اليوم معا و نشرب للصباح لكن إنتهى بي الأمر معها في نفس السرير ، خنتك مرة أخرى يا ليديا مرة أخرى..

الأشهر  تمر بسرعة ،علاقتي مع نور لازالت علاقة صداقة لكن جنسية بالحد نفسه أنا أشفق على نور ، هي تحبني و أنا أستغلها يا للعار .
أنا لا أتواصل مع ليديا أبدا ، أتجاهل رسائلها و لا أرد على إتصالاتها لكن اليوم صدمت صدمة عمري ، أتتني رسالة من عمر يقول فيها أن ليديا ستتزوج ! كان غضبي كبيرا لدرجة الصراخ بوجه نور المسكينة ، كيف لها أن تخونني! ألا تتذكر أننا إتفقنا على تسمية فتاتنا المستقبلية؟

أتذكر يوم ميلادي يا ليديا ، عندما أخبرتني أن نؤرخ يوما ننتحر فيه لو لم نكن مع بعض! لم تعجبني فكرتك أبدا و رفضت ذلك إلا أن رأسك من الحجر و إخترت اليوم السادس من الشهر الثاني..

أتذكر عندما قلت إن الموسيقي هي سبب سعادة كل حزين على هذه الأرض ، وافقتك الرأي لأنك كنت أغنيتي الجميلة ، فلحنك قادر على أن يراقص قلبي طيلة اليوم .

بعد أن هدأت من روعي دقت نور باب غرفتي لتبقى قربي ، كانت عيناه حمراء مليئة بالدموع ، وضعت كفي على خدها لأسئلها عن سبب بكائها لتقول كل ما في جعبتها

"إيفان عزيزي أرجوك لا تغضب مما سأقوله. أنا لا أستطيع التحمل أكثر، أنت ترهقني كثيرا ، لقد تعبت من كوني لعبتك الجنسية ، تعبت من تكرارك لكلمة ليديا عندما أكون معك ، إستعمالك لي كبديل و كي أنسيك في ليديا شيئ خاطئ ، أطلب منك المغادرة الآن أرجوك فالترحل ولا تريني وجهك بتاتا ، فالتنسى الفتاة التي إسمها نور منذ اليوم"  

قول نور للحقيقة كان شيئا عضيما بالنسبة لشخص يكره مواجهتها مثلي ،نور فتاة رائعة أجدها عند أكون وحيدا لذلك خسارتها كان شيئ متعب لي ..أعلم أنها على حق و أنني أستحق هذا لكن أتمنى أنها لا تكرهني. 

أعود تعبا لفلسطين خائب الأمل ، يائس وحيد ، حسابي البنكي قد فرغ من الأموال لأقرر أن أنشر إحدى كتبي . لم ألتقي بأحد بعد ، الجميع لا يعلم أنني عدت أصلا ، لكن بعد إصدار كتابي إلتقيت بدينيز و عمر في حفلي الذي أقمته للترويج للكتاب. دينيز و عمر مخطوبان رسميا و سيتزوجان قريبا ، أنا حقا أكره الزواج و العلاقات المرتبص بمجرد أوراق تافهة كلها مجرد تفاهات تنتهي بمجرد تمزيق الورقة ، تخيل أنك محاصر في البيت تفعل ما يمليه عليك شريكك، لن تكون حرا بتاتا .

الكثير من الشعراء و المشهورين كانو موجودين في الحفل إلا أن عيناي لم تكف عن البحث عن ليديا بين الحضور لسبب أجهله ، أنا أشتاق لها كثيرا لكن خيبة ضني بها أكبر من شوقي لها ، أخبرتني دينيز أن ليديا حامل و تزوجت و تنتظر طفلتها التي ستأتي بداية الشهر القادم و هو شهر فبراير . لقد إنتبهت أن مكوثي بتونس لعام كامل غير الكثير...

تذكري وعد ليديا يرعبني كثيرا ، ماذا إذ إنتحرت حقا؟ أنا حتما سأموت بعدها ، لن أستطيع بمفردي ..أتسائل عن زوجها  ، هل يعاملها بلطف ؟ هل يكتب أبيات شعر لها ؟ ما هي مهنته ؟  أيحبها بمقدار حبي لها؟ لماذا تزوجته ؟ أهو أفضل مني؟ ربما هو أجمل خلقيا..

عقلي لا يتوقف عن العمل أفكر و أفكر  أشرب و أدخن و أنام طيلة اليوم ، هكذا أقضي أيامي هنا.. اليوم هو الخامس من فبراير قلبي يدق بقوة كبيرة خوفي كبير من جدا من الذي قد يحصل كنت أفكر في أخذ عنوان منزل ليديا من دينيز لأذهب لها أمنعما من الذي سيحصل إلا أن دينيز كانت أسرع ، أجبت على الهاتف لتقول بصوت يرتجف أخافني

" ليديا قد أنجبت البارحة فتاة سمتها ريما لكن..ليديا اليوم.."

سمتها ريما! ريما هو الإسم الذي إتفقنا عليه..لبرهة إبتهجت لكن ما أزال إبتهاجي و أصفر لون وجهي هو ما قالته دينيز..