الفصل الرابع

26 4 21
                                    


إن وصولك لحافة الهاوية لا يعني سقوطك ،ربما يكون الوقت المناسب لتعلم
الطيران .

إستيقضت صباح هذا اليوم في غرفة الملهى التي خنت فيها ليديا مرة أخرى، وجدت فتاة نائمة قربي عارية الجسد نظرت لوجهها لأتذكر أنني رأيتها في الملهى طول الأيام السابقة ، أظن أنها عاملة جديدة . وضعت بعض النقود لأعود للمنزل بألم فتاك في رأسي ألم متعود عليه ، وجدت ليديا أمام الباب تنظر لي بإبتسامة أربكتني ، فهي في العادة عندما لا تجدني في المنزل ستغضب و تعلم بالفعل أنني سهرت في الملهى . لكنها هذه المرة مبتسمة؟

"صباح النور فيلسوفي الجميل ، ألن تودعني؟ إلى متى ستظل واقفا تنظر إلي؟"

كلمة 'وداع' هي أكثر كلمة قد تجرحني و تحزنني و هاهي ليديا قد صدمتني بها

"أودعك؟ أين تذهبين؟ لماذا لم تخبريني أبكر!!!"

"أعلم أنك سترفض لذلك أردت وضعك تحت الأمر الواقع ، ثم أنني لن أبقى كثيرا ربما لأسبوع أو أسبوعين و أعود "

كانت هذه آخر حديث بيننا ، منذ أن ذهبت لم تتصل بي و عندما أفعل لا ترد على الهاتف هي فقط تستمر في إجابة رسائلي بكلمتين جارحتين " أنا مشغولة "

لكن بالرغم من إنقطاع تواصلنا إلا أن حبنا لازال دائم .

اليوم قد إستسلمت بالفعل ، لن أرسل لها أي رسالة و لن أتصل بها ، لن أستطيع تحمل رسائلها الباردة أكثر .. بينما كنت أدخن رفقة عمر وصلتني رسالة من ليديا تقول فيها أن أذهب لها بسرعة لأنها مريضة ! كانت رساتها مؤلمة و مفجعة لقلبي المتيم بها.

الطائرة قد هبطت و ها أنا أسرع في المطار بخوف شديد إلا أنني توقفت بإستغراب عندما شاهدتها واقفة بكل ثبوت و صحة تضحك ، ذهبت لها مستغربا و قلت واضعا يدي على جبينها أتفقد درجة حرارتها

"أنت بخير مالذي أتى بك إلى هنا؟ ألست مريضة!!"

إحتضنتني لتقول

"مجرد مقلب يا إيفان ، أتريد أن نسهر في الملهى الليلة؟ "

عقدت حاجباي لأردف مستغربا

"الملهى ؟ ليديا أنت بخير ؟"

أمسكت يدي لتقول و هي تنظر لعيناي

"إيفان لقد فكرت كثيرا و أظن أنه يجب أن.."

للحظة ضننتها أنها ستنفصل عني لكن ما قالته أعجبني و أظن أننا فكرة جيدة .

"إذا ماهو رأيك؟ هل تريد أن نبدأ من الصفر؟ مثل أول لقاء لنا لكن بطريقة أفضل، مثلا..سأتركك تفعل ما تشاء ، لن أغار مرة أخرى لكنك ستحاول أن تظهر حبك لي، أنت لم تخبرني أبدا أنك تحبني! أنت تهتم بي فقط ، لا تقبلني و لا تحتضنني لا تقول لي كلمات معسولة و لا تريني كتابتك ، لا تتركني أقر أبيات الشعر التي تكتبها لي أريد منك أن تفعل كل هذا ، كل ما لا تستطيع فعله لي أريد أن تفعله، لنبدأ من الآن ."

مرت حوالي خمسة أيام أتصرف فيهم بحرية تامة ، ليديا لم تعد ليديا ، هي تتركني أشرب ، أدخن و أفلسف لكنني لازلت في الصفر ، لم أقل أي شيئ مما طلبته أنا حقا لا أستطيع ..
اليوم ليديا حشرتني في حمام المقهى تطلب مني أن أفعل ما تكلمنا عنه ، تترجاني بعيون دامعة آلامت قلبي لا أعلم لماذا حشرتني هناك كأنها تختبأ من نفسها الحقيقية.

بعد بكائها بين يداي عرفت كم أنني شخص سيئ لها ، لقد قررت  أن أذهب بعيدا جدا ، سأودعها قائلا أن لدي عمل في تونس لكنني سأهرب ، سأحاول أن أبتعد قد الإمكان .

ليديا عزيزتي ، أنت تحتاجين عالما بينما لا أحتاج سواي ، أنا أحبك لن لا أريدك أن تضمحلي في عتمتي أكثر ، إذا أكملت حياكة حبنا سيكون من الصعب أن نتراجع، عندها لن تتوقفي عن كرهي للأبد.

« ثم إني بقايا،و يحدث أنني نسيتني في قصة حب أخرى »

.

أخبرتك أن تتعلم الطيران ، لكن مالذي سيحصل لك لو كانت أجنحتك مقطوعة مثلي ؟

ماليخوليا [ العالم حيث تولد الشياطين ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن