إن وصولك لحافة الهاوية لا يعني سقوطك ،ربما يكون الوقت المناسب لتعلم
الطيران .إستيقضت صباح هذا اليوم في غرفة الملهى التي خنت فيها ليديا مرة أخرى، وجدت فتاة نائمة قربي عارية الجسد نظرت لوجهها لأتذكر أنني رأيتها في الملهى طول الأيام السابقة ، أظن أنها عاملة جديدة . وضعت بعض النقود لأعود للمنزل بألم فتاك في رأسي ألم متعود عليه ، وجدت ليديا أمام الباب تنظر لي بإبتسامة أربكتني ، فهي في العادة عندما لا تجدني في المنزل ستغضب و تعلم بالفعل أنني سهرت في الملهى . لكنها هذه المرة مبتسمة؟
"صباح النور فيلسوفي الجميل ، ألن تودعني؟ إلى متى ستظل واقفا تنظر إلي؟"
كلمة 'وداع' هي أكثر كلمة قد تجرحني و تحزنني و هاهي ليديا قد صدمتني بها
"أودعك؟ أين تذهبين؟ لماذا لم تخبريني أبكر!!!"
"أعلم أنك سترفض لذلك أردت وضعك تحت الأمر الواقع ، ثم أنني لن أبقى كثيرا ربما لأسبوع أو أسبوعين و أعود "
كانت هذه آخر حديث بيننا ، منذ أن ذهبت لم تتصل بي و عندما أفعل لا ترد على الهاتف هي فقط تستمر في إجابة رسائلي بكلمتين جارحتين " أنا مشغولة "
لكن بالرغم من إنقطاع تواصلنا إلا أن حبنا لازال دائم .
اليوم قد إستسلمت بالفعل ، لن أرسل لها أي رسالة و لن أتصل بها ، لن أستطيع تحمل رسائلها الباردة أكثر .. بينما كنت أدخن رفقة عمر وصلتني رسالة من ليديا تقول فيها أن أذهب لها بسرعة لأنها مريضة ! كانت رساتها مؤلمة و مفجعة لقلبي المتيم بها.
الطائرة قد هبطت و ها أنا أسرع في المطار بخوف شديد إلا أنني توقفت بإستغراب عندما شاهدتها واقفة بكل ثبوت و صحة تضحك ، ذهبت لها مستغربا و قلت واضعا يدي على جبينها أتفقد درجة حرارتها
"أنت بخير مالذي أتى بك إلى هنا؟ ألست مريضة!!"
إحتضنتني لتقول
"مجرد مقلب يا إيفان ، أتريد أن نسهر في الملهى الليلة؟ "
عقدت حاجباي لأردف مستغربا
"الملهى ؟ ليديا أنت بخير ؟"
أمسكت يدي لتقول و هي تنظر لعيناي
"إيفان لقد فكرت كثيرا و أظن أنه يجب أن.."
للحظة ضننتها أنها ستنفصل عني لكن ما قالته أعجبني و أظن أننا فكرة جيدة .
"إذا ماهو رأيك؟ هل تريد أن نبدأ من الصفر؟ مثل أول لقاء لنا لكن بطريقة أفضل، مثلا..سأتركك تفعل ما تشاء ، لن أغار مرة أخرى لكنك ستحاول أن تظهر حبك لي، أنت لم تخبرني أبدا أنك تحبني! أنت تهتم بي فقط ، لا تقبلني و لا تحتضنني لا تقول لي كلمات معسولة و لا تريني كتابتك ، لا تتركني أقر أبيات الشعر التي تكتبها لي أريد منك أن تفعل كل هذا ، كل ما لا تستطيع فعله لي أريد أن تفعله، لنبدأ من الآن ."
مرت حوالي خمسة أيام أتصرف فيهم بحرية تامة ، ليديا لم تعد ليديا ، هي تتركني أشرب ، أدخن و أفلسف لكنني لازلت في الصفر ، لم أقل أي شيئ مما طلبته أنا حقا لا أستطيع ..
اليوم ليديا حشرتني في حمام المقهى تطلب مني أن أفعل ما تكلمنا عنه ، تترجاني بعيون دامعة آلامت قلبي لا أعلم لماذا حشرتني هناك كأنها تختبأ من نفسها الحقيقية.بعد بكائها بين يداي عرفت كم أنني شخص سيئ لها ، لقد قررت أن أذهب بعيدا جدا ، سأودعها قائلا أن لدي عمل في تونس لكنني سأهرب ، سأحاول أن أبتعد قد الإمكان .
ليديا عزيزتي ، أنت تحتاجين عالما بينما لا أحتاج سواي ، أنا أحبك لن لا أريدك أن تضمحلي في عتمتي أكثر ، إذا أكملت حياكة حبنا سيكون من الصعب أن نتراجع، عندها لن تتوقفي عن كرهي للأبد.
« ثم إني بقايا،و يحدث أنني نسيتني في قصة حب أخرى »
.
أخبرتك أن تتعلم الطيران ، لكن مالذي سيحصل لك لو كانت أجنحتك مقطوعة مثلي ؟
أنت تقرأ
ماليخوليا [ العالم حيث تولد الشياطين ]
Mistério / Suspenseأتعتقد أنك نبي ؟ ستدرك فيما بعد أنك مثلهم تماما و أن ردائك الأسود ملطخ بالدماء .