صرخات معذبة

2.4K 97 101
                                    




هل شعرت يوما بإنك مختلف؟
هل شعرت يوما أن هذا الإختلاف سيء؟

هل شعرت يوما بكم روحك قذرة لكنها طاهرة في ذات الوقت؟
هل شعرت يوما بقدر كم أنت جيد فأنت سيء أضعافا؟

هل شعرت يوما بهذا التناقض؟
هل شعرت يوما بكم أحلامك تموت؟
هل شعرت يوما بكم أنت تظلم نفسك؟

هل شعرت يوما بحاجة لتغير من نفسك لكن هناك أغلال تقيدك و تمنعك عن ذلك؟
هل شعرت يوما بكم أنت عبئ على من تحب لكنك ترفض التغيير؟

هل شعرت بهذا الألم؟
هل شعرت بقسوة هذا الشعور؟

فتح عينيه بصعوبة و لم يبصر شيئا إذ أن الظلام حالك
و تدريجا بدأ يشعر بما حوله...

هناك شيء قاسي و بارد يصطدم بجلده و ينخر عظامه

يعجز عن تحريك أطرافه ، أقدامه و يديه
و شيء سميك و ناعم حول شفتيه يمنعه من التحدث

مقيد فوق طاولة حديدية و قطعة قماش تكمم فمه...

شد سمعه صوت شيء يغلي و يذوب!
فتوجهت مقلتيه الناعستين ناحية الصوت
و إذ به قدر على النار يغلي لم يستطع إبصار محتواه

أغلق عينيه من جديد يدندن لحن أغنية "إلمعي إلمعي نجمة صغيرة" و تخرج من شفتيه المغلقة على شكل همهمات من خلف قطعة القماش ...

حتى صدى صوت تلك الخطوات تقترب و هناك شيء يجر على الأرض ... عندها توقف عن الهمهمة

و فجأة إشتعل ضوء خافت في المكان
القليل من النور الباهت ... !

و ظهر واضحا جسد الرجل و الشيء الذي يجره...
يمسك بيده قدم خنزير ميت!

و راقبه بعينيه كيف يرفع جثة ذاك الحيوان الميت و يضعه على سطح الطاولة ...

ثم غادر لثوان و قد عاد يحمل دلوا واسعا صدءا
رفعه واضعا إياه قرب الحيوان

في بادئ الأمر كان يتابعه بإهتمام لكن سريعا ما توسعت عينيه بصدمة و هو يرى كيف أنه يفرغ دم الحيوان داخل الدلو ... !

و بعد أن إنتهى توجه ناحية الرف القريب من الطاولة يطال بضع إبر و شفرات و علبة من الملح ...

و أخيرا سحب من جيب بنطاله كفين من المطاط أبيضي اللون يرتديهما بيديه بكل أناقة و ترو ...

ثم إقترب منه عقب إطفاءه الموقد و إبعاد القدر عنه
و بخفة حرك شفتيه يسأله ...

- كيف حالك؟

ثم ابتسم بسخرية و قال

- اعذرني نسيت أن فمك مكمم

ثم أخذ إحدى المشارط و وضعه على حافة قميصه قرب ياقته ، ثبته و حرك نحو الأسفل يمزق له قميصه لنصفين و الآخر يكاد يفقد الوعي لشدة الضغط و التوتر ...

متلازمة ستوكهولم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن