ملون بالإثم

5.6K 166 134
                                    


توقف عن أكل نفسك ستمضي الأمور إلى حيث من المفترض لها أن تمضي

#هاروكي_موراكامي 🖤✨

____________________________________

غمامة الموت في سمانا لا تنجلي تغرقنا في بحر  الدماء إلى الأعماق و تخرجنا أرواحا عارية مشبعة بالقبح  ، من دمائنا باتت ترتوي و ترمينا أشلاء أشلاء
الدموع في العين لا تنضب و يعلو يعلو صوت البكاء
يحرق القلوب لا لا منتهي  ، و يخترق حدود السماء
بألحان جنائزية ترثينا نحن البشر البؤساء ...




~




يديه مرفوعة نحو الأعلى بسلسلة حديدية تحكم الشد على معصميه المجروحين  .....

معصمين جافين متقرحين ترطبهما قطرات الدم الأحمر  ، و جسد يتهاوى ما بين السماء و الأرض
كلما هبت الريح ضاربة السلسلة الحديدية المعلقة بالسقف

شفتيه المتورمة نزفت نبيذا معتقا دمويا سال على طول عنقه المزدان بعلامات الشغف الدامي ذو اللون البني المحترق بنيران الشغف

سعل سعالا محملا ببقايا روحه المهشمة قاذفا معه ما تبقى من أمل بالنجاة

فهاهي النهاية تلوح أمام عينيه المغطاة بغشاء من المياه المالحة مبتسمة ببهاء

و ها هو النور المحمل بالضياء يخترق النوافذ البالية و ينتشر في هذا المخزن المهترء القديم

أنين خافت
و صوت بكاء
دموع تسيل كالمطر
و آهات محملة بالألم

جسد كالفاجعة .... هامد!
و كأنه بلا روح
و كأن الشياطين حضرت من الجحيم لتعاشره و تنثر عليه قبلا ملتهبة بالآثام و الخطايا من ثم ترميه جسدا باليا تهرب الروح منه

على بعد خطوات قليلة يجلس ذلك الغريب
حاملا سكينه التي تلمع بلون أحمر قاني ينظف نصلها بقطعة قماش صغيرة و هو يريح القدم فوق الأخرى جالسا بكبرياء و رخاء ...

بين الفينة و الأخرى يرفع أنظاره للجسد المعلق أمامه  ثم يعود لينهمك بتلميع نصل السكين حتى غدى لونها فضيا لامعا ...

و عندما إنتهى وضع السكين على الطاولة المعدنية بقربه بكل رقة مع باقي أدواته الحادة من مشارط و إبر و شفرات

و أخيرا! وقف بطوله الفارع
و إقترب من الجسد المعلق كالخرقة البالية
حتى إذا تجاوز بقعة الضوء بانت ثيابه السوداء

بدى كشيطان حقيقي رغم معالم وجهه الحسنة و الآسرة!

و بخفة حرك يده و إلتقط مقصا من جيبه رافعا إياه برقة لا مثيل لها كما لو أنه يخاف أن يوقعه فيخدشه

و بيده الأخرى أخرج مفتاح السلسلة و فتح قفلها فتهاوى الجسد المعلق نحو الأسفل مصدرا صوت إرتطام عنيف

بضع آهات خافتة غادرت ثغر الشاب اليافع
و بوهن أسدل رموشه مخفيا عينيه المتورمة من ذرف الدموع

رفع يده ناحية يد الرجل التي تقبض على المقص
و بأصابعه المجروحة لامس نصل المقص و قال بصوت واطئ ضعيف : إقتلع ما تبقى من روحي لا تدعني أفارق قيود الحياة البالية ببطئ

- لا يجب أن تحزن على ما فعلته بك أو على ما سأفعله بك  ، تعلم أن الذنب هو ذنب والدك

- أعلم و أنا أغفر لك

- الطهارة لم تفارقك بعد! أنت لا يجب أن تعيش

- إذا أنهي حياتي لا تدعني أغرق بالآثام أكثر فهي موحلة

- لسانك هذا ثرثر أكثر مما ينبغي ألا يجب أن أقتلعه من حلقك حتى تصمت للأبد

- إقتلع روحي كما إقتلعت أسباب الحياة من داخلي
فلساني حتى لو إختفى لن يجعل روحي تصمت

- ستمضي الأمور إلى حيث من المفترض لها أن تمضي لا تستعجل و اختبر لذة الشعور ببطئ

- مازلت تريد الإنتقام من أبي رغم أنك قتلته  ، تنتقم من خلالي!  من خلال إيذائي رغم أنك تعلم أن هذا الألم و هذه الجروح و الحروق و الندوب تعطيني لذة لا يمكنك تصورها أو تخيلها

- صب الرصاص الذائب على قدميك كان مبتذلا
و حرق عنقك بقطع الجمر الملتهب كذلك مبتذل
و كل هذه الأساليب مبتذلة فما رأيك بتجربة مختلفة؟

هاتين الكلمتين (تجربة مختلفة) شدت سمع الشاب نحوه فأكتسب إنتباهه  ، إبتسامة خبيثة ارتسمت على وجه الرجل الغريب و بدأ الحديث بنبرته العميقة مراقبا إختلاف ملامح الشاب مع كل كلمة ينطقها ما بين ذهول و إعجاب و فضول ....

- سأجعل الشفرات المختلفة ترقص على منحنياتك على لحن أناتك و بكائك  ، و السكاكين تحفر عميقا في لحمك و سأنثر الملح ليطهر جروحك و من دمك سأصنع نبيذا و سأقتلع عينيك الفاتنتين و أحتفظ بهما
و سأحنط جسدك المثالي و أزين به منزلي  ، سأرمي بك في جحيمي 

راقب بعينيه الرمادية ملامح الشاب المنتشية
صدره الذي يعلو و يهبط و أنفاسه المضطربة
رغم الألم الذي يظهر جليا كان طيف المتعة يحفر في ملامح وجهه حتى يشق طريقه للنور و يظهر!

الخطيئة و الأثم

المتعة في الألم

هيا لنرقص في الجحيم





- أنت لوحتي اليوم و سألونك بالأثم

- أمسك يدي و هيا نلعب سويا































يتبع

متلازمة ستوكهولم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن