الفصل الثاني والعشرون

49.1K 2.4K 127
                                    

الفصل الثاني والعشرون

وصلا منزلهم بوقت متأخر فقد تخطت الساعة الواحدة صباحًا، خطت بقدميها نحو الغرفة والصمت والسكون رقيقان لها، أما هو فكان خلفها يجر حقيبتهم و ولج الغرفة من خلفها، تاركًا الحقيبة بأحدي الزوايا متحاشيًا النظر إليها

ترك الحقيبة وأستدار مغادرًا الغرفة مغلقًا الباب بعنف من وراءه
أنتفض جسد(هيام) أثر صوت أرتطام الباب وأغمضت عينيها محاولة بث نفسها الطمأنينة

أتجهت صوب المرحاض وبيديها قطع ملابس للنوم، تنوي أستبدال ملابسها وأخذ حمامًا دافئًا عله يدفء قلبها ويريح جسدها

بعد مرور بعض الوقت خرجت من المرحاض مرتدية قطع الملابس وخصلاتها تحاوط وجهها والمنشفة بين يديها تخفف بها خصلاتها المبللة، جالت عينيها بالغرفة تبحث عنه لكنها لم تجده فقطبت جبينها وتسألت بينها وبين نفسها عن غيابه ذلك فكان من المفترض أن يكون بالغرفة الآن، إذن أين هو الآن؟ 
تركت المنشفة من يديها وفتحت الباب الغرفة تبحث عنه، بحثت عنه بحجرة الصالون، والمطبخ، والمرحاض الثاني، لكنها لم تجده

أرتفع حاجبيها عندما خمنت وجوده بأحدي الغرفة الآخرى المتواجدة بالمنزل فكزت على أسنانها وأندفعت تجاه أحدهم وفتحت الباب دون طرقه لكنها وجدتها مظلمة فارغة، أغلقت الباب وأتجهت صوب الغرفة الآخرى وفعلت فعلتها السابقة دافعة الباب دون أستئذان، وجدته أمامها يعطيها ظهره فقد أنهى أستبدال ملابسه للتو لكن سرعان ما ألتفت ينظر لها بأعين سوداء غاضبة قائلًا بنبرة حاول جعلها هادئة لكنه لم يفلح بذلك

-في إيه بتفتحي الباب كدة ليه!! 

ولجت الغرفة وأغلقت الباب بقوة مقتربة منه صائحة بأنفعال

-أنا اللي في إيه ولا أنت اللي فيه إيه، إيه اللي جايبك هنا يا ثائر هي دي أوضتنا

أجابها وهو يمر من جوارها دون مبالاة

-لا مش أوضتنا، وأنا حابب أنام هنا أنهاردة إيه عندك مانع

أشتعلت من بروده ومن تلك المشاكل التي يفتعلها دون سبب من وجهه نظرها فألتوى فمها بأبتسامة ساخرة وهى تراه يتسطح على الفراش لا يبالي بغضبها فأجابته عاقدة ذراعيها أمام صدرها 

-لا معنديش وأعمل ما بدالك بس أبقى بات هنا علطول ومتقربش من أوضتنا بقى

رفع رأسه قليلًا يطالعها فسعدت ظنًا منها أنه سيغضب وسيزمجر بها لكنه لم يفعل أي من هذا وقال بهدوء شديد ينافي ما يعتريه من مشاعر غاضبة كبحها داخله

-اللي تشوفيه وأطفىء النور وأنتِ خارجة

أختفت أبتسامتها تدريجيًا وأنطفئ بريق الأنتصار من عينيها، فجرت قدميها وخرجت من الغرفة والغيظ والضيق يتربعان بداخلها

هوس مُتيّم "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن