نسيت كيف يكون الحب...!

261 10 2
                                    

ولعل السبب الوحيد الذي يفسر عاطلتي عن الحب هو رؤيتي المختلفة تماما عن الارتباط العاطفي .
كل ما يفعله الآخرون هذه الأيام  (الذين يسمون انفسهم عشاقا)هو التظاهر أمام الناس بأنهم كائنات فارغة من الحب.
عاجزين عن الإفصاح بأنهم غير متوفرين عاطفيا إلا في شبكات التواصل وبأسماء مستعارة.....!

لا أحد لديه الجرأة الكافية ليقول :أنا أحبك فلانة ،إلا في تغريدات ونصوص تكتب في السر ،وتمرر من تحت الطاولة.

لا أريد رجلا يعيشني في الخفاء ،يخجل من الاعتراف بي أمام الآخرين كحبيبة يسعى جاهدا لأسعادها
لا تغريني التغريدات ولا القصائد ،ولن يشعرني بالتمييز إذا كنت ملهمتك السرية، حتى وإن اصدرتني في دواوين غراميه ستذكر فيها كل شيء إلا أسمي 😁

أريد رجلا يفخر بي ويقول :هذه حبيبتي التي ستنجب لي اطفالي. رجل يدوس بقدمه كل عادة جاهلة متوارثة من اجلي. 😙لأنه يؤمن اني امرأة لست (عادية)
رجل عضيم، اكثر ما يثير قلقه هو أن لا ينال استحسان والدي.

كنت مؤمنة أن قصصنا الغرامية مجرد تجارب،كلنا نبحث عن الغرباء حين نفكر بالاستقرار وتأسيس عائلة.

وهذا ما سيتحدث حقا ،بعد سنوات ربما قليلة أو كثيرة ،سأصبح زوجة رجل غريب ،وسيكون المكان الأول الذي يجمعني به هو السرير .
وسأنجب اطفال شقية كالشياطين 👿، وبعد مرور الوقت سأفقد رشاقتي وقدرتي على الكتابة لانني مشغولة بملاحقة الصغار كي ينعم والدهم بنومة هادئة ،
بعد عودته من العمل
سأبكي😭:وانا اعد الطعام ،سأبكي وأنا أقوم بأعمال البيت ،سأبكي إلى جانب زوجي الذي منعه شخيره عن الاحساس بي

وستمضي الايام ويكبر الصغار وينخرطون بمشاغل الحياة ،فيتركون المنزل لي ولوالدهم

كنت ممتلئة بالاسافهامات حد التخمة. مثقلة بالحيرة والكثير من الأسئلة الشائكة التي لا علاقة لها بالعواطف.
حتى صادفني في ليله ،رجل قذر ترك لي تعليقا مقززا على صفحتي مما جعلني اثور غاضبة وأنا في طريقي الى صندوق الرسائل الخاصة:

انا_ممكن تحذف تعليقك القذر؟لوثت صفحتي بتعليقك القذر...

الرجل_يعني لازم اصير حيوان عشان تردين علي؟

انا_عفوا...؟

الرجل_كلمتك قبل عشر مرات وفي كل مرة تجاهلتيني

الرجل_كلماتك من حسابي الثاني الفصيح ،حق الفلسفة والأدب

انا_وهذا حق الصياعة؟

الرجل_هذا حسابي الشخصي ،المهم اعطيني رقمك ما أحب المحادثات الكتابية

لا ادري هل اقول عنه وقح أم صريح.ولا أدري هل أقول عني حمقاء أم غبية وأنا أكتب له رقمي بعد خمس دقائق دون تردد...!

لا زلت اتذكر صوت ارتطام قطرات المطر تلك الليلة على نافذتي وأنا اتحدث معه عبر الهاتف .
كان مسترسلا في الحديث،ينتقل من موضوع الى اخر وانا استمع إليه جيدا ويكبر في داخلي الفضول لمعرفته أكثر
حاولت أن اجادله في بعض الاشياء لكن خجلي منعني، ولو اخبرته أنه أول رجل اتحدث معه صوتيا لضحك مني ساخرا وكذبني

(يوسف) كان رجلا سيئا متصالحا مع ذاته،ناقدا ،لاذعا، ساخرا لا يعرف الحدود والأدب .والاهم من هذا أنه لا يخاف رغم كل التهديدات التي تصله في التعليقات والرسائل بأنه سيقبض عليه وسيرمى وراء الشمس في كل مرة يتجاوز الخطوط الحمراء في نصوصه الطويله ،لم يبالي بشيء ،لم يكترث ،ولم يتوقف عن الكتابة بروح الفولاذ

كان (يوسف)اكثر جاذبية وإثارة .لم أمنع نفسي من مراقبة صفحته يوميا وقراءة نصوصه القديمة التي كتبها قبل سنتين .وفي كل مرة يكتب نصا طويلا جدا ،يصلني رساله تنبيه عبر البريد الالكتروني، كنت انهي اعمالي في المنزل مبكرا ثم اجهز قهوتي وبعض الشوكلاته واجلس على كرسي مريح وأبدأ بالقراءة.

صار مع الأيام السبب اللذيذ الذي يدفعني للاستيقاظ كل يوم. كنت مؤمنة أنه رجل خطر بالغ السوء ،ورغم كل هذا وجدت نفسي ارتبط به ارتباطا مخيفا .افقده حين يغيب واحاول أن اتجاهل قلقي عليه_اللا مبرر له_ بالانشغال بأعمال البيت والموسيقى والكتب.

بدأت تظهر علي اعراض غريبة .كنت لا أنام قبل أن اطمئن عليه ،واتفقد حساباته في اليوم آلاف المرات حتى حفضتها عن ظهر قلب!
كنت استعد لمكالمتنا الهاتفية وكأنها مواعيد غرامية .لا ادري كيف حدث هذا كله ،ومتى ،ولماذا ،كل ما أعرفه هو اني وقعت به.

بكامل قواي العقلية....!

أكثر ما اخافني بعد أن اكتشفت تورطي به هو خسارته.
كان صديقي الوحيد الذي لا أخجل من تعري عواطفي امامه، الوحيد الذي اعطى حزني قيمة في كل مرة يظهر على صوتي الضيق والاختناق كان يسأني ساخرا :
(تعبك الكرف بالبيت؟).

كان يهتم بي بطريقة صحراوية خالية من كلمات الحب ،لم يحاول مره أن يلمس قلبي أو يتجاوز ملابسي عميقا ،ليهز خيوط العنكبوت التي اتخذت الفراغات في قفصي الصدري
مسكنا له .ويستبدلها بأزهار الكرز والقرنفل. على عكس هذا كله،كنت أنا الوحيدة التي لم يتعدى الخطوط الحمراء معها ،رغم اني ارخيتها من اجله.

هذا الأمر دفعني لتمحيص عاطفتي نحوه ،تمنيت أن تكون وهم ،نتيجة فراغ عاطفي ،تمنيت أن تكون سربا كالنهر العذب الذي يرى على بعد آلاف الامتار في قلب صحراء😔.
تمنيت أن تكون كذبة،خدعة،مراهقة متأخرة،لكنها وللأسف حقيقة مؤذية ومتعبة كالأرق.

المحزن في هذه المصيبة هو اني لم استطع أبدا أن اخبره .
كل ما كنت افعله هو ابتلاع غيرتي في كل مرة تسرف احدهن في مديحه😩.ثم تقفز إلى صندوق الرسائل الخاصة الذي كان يسبب لي قلقا وازعاجا لا يحتمل، مما جعلني اقول له على سبيل الظرافة عن امنيتي بالأطلاع على كواليس حساباته،اتذكر لحضة الصمت آلتي تبعت كلامي ،كنت انتظر ضحكة ساخره يتبعها رفض صريح ،لكنه اخبرني أنه ارسل كلمه السر الخاصة به على بريدي الإلكتروني...!،فكاد قلبي أن يتوقف في تلك اللحضة. ..لم اصدق...حتى سمعت صوت تنبيه الرسالة الجديدة،

تلك الليله ،تصفحت حساباته بلا حواجز وهو على الطرف الاخر من السماعة .يجيب على استفهاماتي الفضولية دون تذمر .كنت سعيدة جدا وشعرت بأنه قريب ،وهذا الفراغ الكبير بيننا تقلص ليكون مسافة خطوتين فقط .

رغم كل الأرق والغرق ،لم أكن شجاعة بما يكفي لأفسد ما بيننا بالاعتراف له.أربع حروف فقط وتنتهي كل الاشياء الجميلة ومع محاولاتي الصارمة بالتجاهل والتظاهر بالامبالاة لأحفظ على سلامة العلاقة من شجارات الغيرة والاستياء التي لا تحدث إلا بين العشاق .....اختفى...!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليتني إمرأة عادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن