حزينة جدا....؟!

171 11 1
                                    

ليس لأني كسرت ظفري أو قصصت شعري أكثر من الازم ،حزينة لأني ايقنت أن ابسط احلامي لن تكون حقيقية.

حزينة لاني لن أستطيع الاستيقاظ في يوم ما ،والخروج للجري حول الحي قبل أن يحين موعد العمل
حزينة لأني لن اجرب لذة الوقوع في الحب دون الخوف أو الشعور بالخيانة لتربيتي وعقيدتي،
حزينة لأن كل انجازاتي خارج حدود المطبخ لن تعجب امي
حزينة لأني لن استطيع -لحضه انشغالي- الهروب على متن طائرة لقضاء بعض الوقت وحدي في مكان هادئ
حزينة لأني اكتشفت أن كل السنين التي امضيتها في مسيرتي التعليمية لن تجعلني أحصل على وظيفية رائعة.

حزينة أكثر لأني مجبرة على التعايش مع هذا الحال والرضى بهذا النقص💔😔
فيدي الصغيرة لن تحدث اي تغير امام  كل هذه الحواجز والعقبات
التي تقيدني عن ممارسه الحياة.
ص

رت نسخة مكررة من (نورة) و (حسناء) ،والكثير من الصبيات هنا في قاعة الزواج ،فكرت
كم من واحدة حضرت للسبب ذاته الذي كان يدفعني للحضور ،
السبب هو
الرغبة في الحياة،والحاجة للشعور بالوجود والاعتراف بأني إمرأة مستقلة



لا احد يشعر بوجع الصبية العزباء التي دائما ما يستخف بأحزانها 😔وهمومها ،فقط لأنها لا تتعلق برجل لا يبالي
وأطفال كالشياطين الصغيرة ،ألتي لا تهدأ أبدا.

اتذكر في كل مرة اتعرض فيها بضغط نفسي يجعلني اتغيب عن الدراسة ،كانت المعلمة تسخر مني حين اتعلل
_بالأشغال أو أقول لها اني  (متعبة نفسسا)،تسألني:
_من ماذا ؟من اطفالك؟
حتى زميلاتي في الدراسة ،حين يضهر علي الضيق والكدر
أول ما يتبادر في اذهانهن الصغيرة هو (اكيد حبيبها مزعلها )

دائما هناك (رجل).أنه الركيزة الاساسية لكل شيء يتعلق بك😒
لا اعرف من اعطاه العضمة 😡،ودسه في مجرى خلايا المرأة
جعله يتمدد في عقلها ،حتى استولى عليه تماما😞
اصبح كعامود الخيمة الذي يستقيم به كل شيء .دونه أنتي قطعة قماش مطويه ومركونة في مخزن يكسوه الغبار😐

لذا فقد كان الزواج بوابة حياة المرأة ،ولا يتم الا عن طريق الرجل .هو من يبادر ويأتي ليطرق الباب وما عليكي أنتي
إلا أن تصلي لكي تعجبيه لتبدأ حياتكي فعليا وتكبرين بليله واحدة فقط 😖.
ليله واحد وتصبحين امرأة معترفا بوجودها ،ويكون لأحزانكي كيان وقيمة.

يالعجب!!
(يولد رجالنا للعيش ،وتولد نساؤنا للانتظار إنتظار الفرص ،الحب ،الحياة)...وإذا كانت المرأة قد اشقاها الانتظار وأرادت التحرر من هذا النمط المتوارث من الحياة،
عوقبت بالنبذ والشتائم ،كأن الله خلقنا نحن النساء للعذاب المستمر المتواصل ،وكل محاولة منا للحياة هي خيانة للديانة والقبيلة واقربائنا.

لا احد يعرف كم يكون مرهقا أن تحمل سمعة أشخاص لا تشاركهم في شيء عدا خواتيم الاسماء، أن تضطر أن تتخلص من احلامك البيضاء لتحافظ على هذا الحمل
الثقيل من التشوه .

هذه الاجساد الضعيفة ،التي تتذوق الموت لولادة حياة جديدة ،وتتجرع الالم في كل شهر ،الاجساد آلتي تعصف بها العواصف
وتؤذيها الكلمات البذيهية كالسهام، من أين لها القوة والصبر على تحمل هذا الكم الهائل من التعب...؟
وبينما تحاول إمرأة اربعينية بلف رأسها (بالشيلة )في اول الصباح ،هناك في جهة أخرى من الارض، إمرأة اربعينية شقراء تمشط شعرها استعدادا للهروله حول حديقة الحي

ليس غريب أن نسائنا تشيخ بسرعة....!!

ليتني إمرأة عادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن