اما الآن.....

192 10 0
                                    

اما الان فلا شيء يخيفني اكثر من الارتباط برجل تقليدي بسيط .
ذوقه رديء في الملابس والكلمات ونظرته للحب لا تتجاوز السرير والطعام.
رجل بليد لا مشكله لديه بأن يفوت ولادة طفله الاول، أو ذكرى زواجنا ،من اجل مبارة فريقه المفضل .
لا يقرأ ،لا يكتب ،لا يمارس الرياضة ،ليس لديه ما يفعله في وقت فراغه ،عدا التمدد
وحشو معدته بالدهون .يخجل من مناداتي  (حبيبتي)ويستبدلها بكلمات خاليه من المشاعر
مثل (أم العيال)أو الاهل 😐😐

ممل،تصرفاته متوقعة ،لا يعرف كيف يدهشني حتى في ابسط الاشياء 😑
كالكلمات الغزليه.لا يراني اكثر من إمرأة تطبخ له في النهار ،وتدللة في المساء،
وما بين الاثنين أكون (لا شيء)

رجل كهذا اتمنى أن يكون قد انقرض .

بعد التخرج.

اصبحت كائنا محشوا بالقدرات العضيمة.
اردت ان اكون مصممة أزياء ولكن رفضت والدتي بحجة أن هذه ليست مهنة.
ثم قررت أن اتعلم الانكليزي والحاسب الالي وأيضا تم الرفض لأن لا احد متفرغ ليتكفل بتوصيلي كل يوم إلى المعهد .

ومع مرور الوقت ،ورفض أهلي المتواصل ،انطفأت الشعلة بداخلي واصبحت معطلة .
بدأت اهرب من البكاء والاكتئاب بأعمال المنزل ،حتى تشوهت اظافري وتمزق جلدي من المنظفات .

كنت اعود في نهاية اليوم إلى السرير مرهقة .أرمي نفسي على المخدة وانام فورا من شدة التعب .
استهلك طاقتي بمسح الارضيات وغسيل الاطباق وترتيب الفوضى التي يخلفها أخواني،

اجتاح قلبي حزن كبير ،منعني عن الدخول في شبكات التواصل حيث يكون الناس فيها كلهم سعداء .
سيؤلمني أن أرى صبية بمثل عمري بدأت مشروعا بتشجيع  عائلتها، واخرى التقطت صورة اخيرة للوطن في المطار
قبل أن تغادر لتكمل دراستها في الخارج ،وأخرى أصدرت كتبآ ،والكثير من الاخبار التي تزيد من شعوري بالتعاسة😔.

اكثر آلمني هو اني كنت مؤمنة بقدرتي على النجاح ،وطار هذا الايمان مع الرياح 💔
صار المبرر الوحيد لأستمراري في العيش هو اني مضطرة وليس لأني اريد العيش ،وهذا الامر اشد بؤس من
التشرد والضياع
فكل مشرد وضائع يستيقظ كل يوم من اجل البحث عن لقمة العيش أو لأيجاد هدفه .

وانا استيقظ لأفعل اشياء لا رغبة لي فيها ولم اختارها منذ البداية ،فقط لأستمر في اللا شيء ،الذي يراه الاخرون (حياة)


ليتني إمرأة عادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن