كيف عرفت..

1.2K 101 39
                                    

لم يعمّ غرفة المستشفى سوى الصّمت الغير مريح...

بعضهم خائفين من زيادة الطّين بلّة و الباقون لم يجدوا الكلمات المناسبة لوصف ما حصل..

و لكن، و لحسن حظنا، هناك دائما ناروتو لكسر الصّمت و تخفيف الجو سواء عن طريق إلقاء نكتة تافهة أو التّذمّر عن كيفية كون جيرايا و كاكاشي أكبر منحرفين في العالم...

أما في الوقت الحالي، هو نفسه لم يجد سؤالا آخر، فطرح واحدا كان متأكّدا أنّه يدور في خاطر جميع من لم يكن هنا في السّنين ال4 الماضية..

كانت تسنونادي تستند على الحائط تنقر  ذقنها في تفكير و تقرب أيديها كأنها تقوم بختم يد الثّعبان، بجانبها شيزوني التّي قرّبت تونتون إلى صدرها..

من الواضح أنها كانت تتوقّع أن يسألها عاجلا أم آجلا، و كم كانت تفضّل أن يسألها الآن...

و أخيرا نطق بعد أن إختار كلماته بحذر شديد كأنها طفل رضيع مازال حديث الولادة و أمه شديدة الحذر على أن لا تسقطه..

"نيه، با-تشان...؟" سأل بصوت خافت؛شجاعته التي إستجمعها قبل قليل إختفت في لحظات، و لكنه تكلّم عندما رآها تومئ برأسها في إشارة 'أكمل'

تنهّد قليلا و أكمل سؤاله.

"...هل لي أن أعرف كيف سمحتي لساكرا بالدّخول للأنبو و أنت تعرفين حقيقتها..كلا، كيف عرفتي من الأساس..؟"

و الآن جميع الأعين في الغرفة كانت عليها؛ حتّى ساسكي الّذي قد غير مهتم بما يحصل حوله، رفع حاجبا كإشارة واضحة بأنه مهتم..

..و الآن جاء دور تسونادي كي تتنهد.

'قصّتين في يوم واحد...عظيم..' فكّرت بسخرية.

"لقد بدأ كل شيء في يوم من الأيام.. ليس ببعيد عن وقت رحيلكم".

Flashback

كانت ساكرا هي و تسونادي وسط إستراحة من التّدريب.

حتّى فجأة، كانت ساكرا تجري نحو النّهر القريب؛ تحت نظرات القلق الّتي تسرلها تسونادي تجاهها.

..قرّبت رأسها أكثر إلى و الماء و بدأّت تسعل بعنف شديد؛ تسونادي بجانبها تربّت على ظهرها.

..بعد لحظات من السّعال، نظرت ساكرا إلى كفّ يدها كي تجدها مغطّاةً بشيء أحمر غامق عرفته على الفور؛ دم.

و فجأة بدأت ترى ذكرياتٍ لها و هي تذبح عائلتها؛ كان الدّم في كلّ مكان. كانوا مغطّين في دمهم..

و هي من فعل هذا

هي من قتلهم من أجل شرف العشيرة

لقد أرادت أن تنتقم..

لكن من من ستفعل؟

و لكن فجأةسحبها الّصوت من أفكارها.

"فلتهدئي قليلا و إلا ستنتهين بقتل نفسك!"
قال بغضب و حقد شديدين و الّذي سبّب هدوءها..

أمّا من الخارج فتسونادي كانت تنظر إلى الدّم في رعب..

لقد تذكّرت دمّ دان على
كفّيها.

كيف لم تكن قادرة على إنقاذه.

لقد أخبرها أنّه أراد أن يصبح هوكاغي.

و كيف لم يكن يريد الموت قبل
تحقيق حلمه السّخيف.

تذكّرت كفن ناواكي..

لقد مات صغيرا جدا..

مات و لم يحقّق حلمه..

و الأسوء من هذا أنها لم
تستطع إنقاذه..

تذكّرت كيف أنه هو أيضا
لم يستطيع تحقيق
حلمه السخيف.

الهوكاغي..

حرّكت رأسها يمينا و شمالا لتتخلّص من الأفكار السّلبية، فهي، بعد كل شيء، لديها شيء مهم للتّعامل معه الآن..

..ركّزت فقط  على الكلمات الّتي كانت تخرج من فم ساكرا لا تلقائيّا..

"قليلا..و..ستن-..قتل..نفسك...تبّا عرفت أنّ هذا سيحصل قريبا!" لعنت ساكرا تحت نَفَسِهَا..

تحوّل إنتباه تسونادي كلّه إلى وجه ساكرا..

لقد كانت تنزف من مقلتي عينيها، أنفها و فمها..

"ساكرا ما ه-..؟"

تنهّدت ساكرا قليلا و قالت.

"سرطان الدّم..."
----

فصل بسيط كعودة من السحبة..

"تائهة في الظلام"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن