الفصل التاسع

19 5 0
                                    

عاد جون مُجدداً لتلك الحديقة .. سار مبتعداً قدر الإمكان فقط ليذهب لمكانٍ يُحبه
نظر حوله ليُدرك أنه كان بجانب مكانٍ مُريح للأعين بِ تناسقه و تنظيمهُ .. لعله يُدرك الآن أنه كان فقط مُنهمك بالعمل و لم يعي لنفسه التي تطالب ببعض حقوقها و رؤية العالم الخارجي بعيداً عن وظيفته و عن كونه أبناً لعائلة ثرية لم يرغب بها قط ..

لعلك تدرك الآن يا جون كم أنت وحيد ، لقد عدت مُجدداً كما كنت
لا تملك شخصاً و لا ملجئاً يُمكنهُ أحتواء حريق قلبك
فلتحترق وحدك الآن ....

أغلق جون عينيه بعد أن شعر ببعض الراحة لكونه يُؤنب نفسهُ علي ما يفعلهُ
تُري هل سأشهد علي إكتمال أمنية واحدة لي ؟
أمن الغريب أن يتحقق شئ أُحبهُ ؟
.

مرحبا !! هل أنت نفس الشاب مُنذ الأمس ؟ هل أنت بخير ؟
مازالت ملابسك كما هي ..

صوت أنثوي جعله يفتح عينيه مُجدداً بضيق
قد ظن أنه سيحصل علي إزعاج آخر .. ربما تكن إحدي اللواتي تعملن معهُ
لا بأس جون هناك من سَيُخمد نار قلبك الآن ..
و ربما سَيحترق معك بالنهاية
.

ماذا ؟ هل تعرفينني ؟

مُنذ أن وقعت عيناه علي بُندقيتاها و قد عَلِمَ بكل تأكيد من هي
ألا يميز القلب من يُحبه ؟ هل هذا أعتراف الآن بالوقوع في الحب ؟
لكن بالطبع لن يستقيم و يُعرف عن نفسه قائلاً مرحباً أنا جون و بالطبع أعلم من تكونين و أنني آتي يومياً للمقهي من أجلكِ !!!!
كما أجل إنه أنا من كان هنا بالأمس مُغشي عليه بسبب الحزن و أنتِ آخر من فكرت به لأجدك بجانبي بعدها و من ثم أنقطعت الرؤية و أعتقد أنني نمتُ بعدها ؟؟
سيكون سخيفاً جداً .. بغض النظر عن كونه مُريب في تصرفاته أمام ميلينيا
كالآن مثلاً وهو يحدق بها دون أي حديث ؟؟
.

حسناً .. لقد كنت بطريقي للمنزل بالأمس لكنني رأيتك هُنا
ربما كان معك أربع زجاجات أو أكثر لا أدري حقاً .. لكنك كُنت ثمل و بشدة
إبتسمت بخفة نهاية كلماتها و هي تحاول إزالة أجواء التوتر من المكان
.

نعم إنه أنا .. ممتن لمساعدتك في تدفئتي بالأمس

قال جون ساخراً
.

هل .. هل أنت بخير ؟
أعني لربما تود قول شيئا ما لشخصٍ غريب مثلي قد لا تصادفهُ مُجدداً
.
و لِمَ ؟
.
همهمت ميلينيا بعدم فهم
لِمَ ؟ لم أفهم مقصدك !
.
لِمَ لن أُصادفكِ مُجدداً ؟
صدقينني .. إنني شخص جيد
.
لا.. لم أقصد هذا
بالطبع يمكننا أن نتصادف مُجدداً و نصبح أصدقاء
أبتسمت ميلينيا بتوتر و هي تحاول التفكير في رد مُناسب لعلها تتخلص مما أقحمت نفسها به !
.
لا أود أن أكون صديقكِ ميلينيا !
لقد وقعت لمجرتيك و ها أنا مسحور بجمالهم الآن كما كل مرةٍ أراكِ بها
و لا أدري سوي أنني أُحببتكِ ..
أود أن أصادفكِ كثيراً فلا تقطعي بأمنية رجلٍ قد شعر بالدفئ إثر قُربك فقط
لربما رأيتيني ثملاً و تظننيني أكثر ثمالةٍ اليوم .. لكنني واعي الآن ميلينيا
ثمالتي تذهب بقربك فقط فلا تدعيني أغرق ثملا بحزني و وحدتي !

 "مُكتملة" Cherry Blossoms | أزْهَارٌ الكَرَزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن