الفصل الحادي عشر

21 5 0
                                    

تجلس كايلي بجانب ميلينيا تستمع لها و لمَ حدث قبل وصولها للمقهي
.

ميلي عزيزتي .. أحقاً لا تُحبيه ؟
أعني ربما أضطربتِ لأنها أول مرة تتلقين إعتراف كهذا
.
لا لم أحبهُ و لم أضطرب بسبب كلماته
لم أراه سوي مرةٍ واحدة فقط كايلي و قد كان سكيرٍ بها
.
تبدين مُحقة .. لكنه أيضا كان مغشي عليه يومها لذا لم يراكٍ أو حتي لم يتكلم معكِ إذا كيف أحبك ؟
.
لا أعلم
قالت ميلينيا بعدم إهتمام و هي تشرب من كوب قهوتها
.
لربما كان يفعل من فترةٍ .. أمتأكدة أنك لم ترينه قبلاً ؟
تنهدت كايلي بيأس و هي تحاول التفكير بشئ ما
.
لِمَ أنتِ مهتمة به هكذا ؟ أنتهي الأمر ليس سوي أعتراف بسيطٍ لا يجب أن نولي له كل هذا الأهتمام و التفكير
إنه حتي ليس شخص مقرب مني !!
.
أعلم .. لكنني شعرت من كلماته أنه صادق
ربما كان يريد منكِ أن تتقبليه كصديق حتي ، يا فتاة أنتِ قمتِ بصده علي الفور !

أدارت ميلينيا عيناها بملل و هي تستمع لها

حسناً كما تودين !! الآن ماذا ستفعلين مع ألبرت ؟
.
ماذا أفعل ؟ أُهناك شيئُاً ما ؟
.
دور الجاهلة ذاك لا يليق بكِ بتاتاً ميلي .. أود صفعك
.
لست جاهلة بشئ و لكن أيضاً ليس هناك شئ تنتظرين مني أن أفعله لألبرت !
رفعت ميلينيا كتفيها بأستنكار لِم تحاول كايلي الوصول إليه
.

أنتِ تعلمين جيداً أنه يُحبك ، كفي عن تصرفات الفتاة المراهقة تلك
نظراته واضحة تماماً أتظنين أنني وحدي من أُلاحظها ؟ ربما فقط ألبرت لا يجعلهم يتكلمون أمامك لكن الجميع يعلم
لذا لا تكوني هكذا .. لم تعطي فرصة لا لذاك و لا للآخر !
علي الأقل أحظي بحديثٍ آخر لتقرري بالرفض او الموافقة لكن ما تفعليه الآن هو أنكِ كسرتِ قلب ذاك الرجل و ألبرت مُعلق بأمل زائف قد يزول بأي وقت إن فقدتِ أنتِ إهتمامك لهُ
و لا تكرري كلمة سكيرٍ سكيرٍ تلك ، ما الخطئ إن أكثر مرةٍ في الشرب ! ألم تفعليها قبلاً ؟
يجب أن تُحادثيه ميلي .. و كوني ودودة قليلاً
.
همهمت ميلينيا برأسها موافقةٍ بعض الشئ لكلام صديقتها ..
.
لا أعلم لِمَ و لكنني شعرت أنكِ مُحقة
حتي و إن لم أكن أُحبه لم يكن علي أن أغادر هكذا ..
أشعر و كأنني أذيته بالفعل ..
أعني .. لقد كان جدياً جداً
لقد تغيرت لمعة عينيه تماماً حينما صمت

بالأخير هي شعرت و كأنها كسرت بخاطر جون .. ربما لم تسمع منه سوي بضع كلمات لكن قد إستشعرت منها الصدق الآن ..
و عن إهتمامها تجاه ألبرت ؟
أهو لأنه صديق ودود ؟ أم مدير لطيف مع الجميع ..
أم معاملته الخاصة تلك قد أسرت قلبها و جعلت الفراشات تطير به
أم أنه لا شئ و أنها فقط تتعامل علي طبيعتها مثلما علمها أخاها ؟
ويلٍ لكِ ميلينا إن كنت ستؤذي كلاهما !
________

صباح اليوم التالي أستيقظ الأثنين ليحضروا ملابسهم للعمل
لم تكن بمسافة بعيدة ف علي كُل حال ميلينيا تسير يومياً من بيتها للمقهي
و ربما تخطيهم باب المقهي كان جلب شعوراً سيئاً لميلينيا .. ربما الهالة المحيطة بها
ربما نظرات العاملين المتوترة
.
أعتقد أنه قام بكسر طاولةٍ أخري
لنستعد لنوبة غضب

قالت كايلي بهمسٍ لصديقتها لتميل بعدها علي إحداهن لتسألها ماذا حدث بهم
.
لا أعلم .. نحن جئنا و كان المقهي مفتوح و السيد ألبرت بمكتبه
طلب عدم الدخول من أي شخص و قد كان هادئا جداً لكنه فقط غضب فجأة و سمعنا صوت تكسير قادم من المكتب
حاول المدير الدخول له لكنه صرخ علي الجميع
خرج منذ دقائق فقط قبل قدومكم و بدا مظهره مبعثر و كأنه أتي منذ وقتٍ طويل ..
لا أعلم لكنني لم آراه هكذا مسبقا
لو رأيتِ شحوب وجهه لأردتي مساعدته بأي شكل .. لكن تعلمين طباعه كيف هي

تمتمت ديالا بخفوتٍ و قد بدا العاملون حقا مُشفقين علي ما حدث
كانت ستُكمل حديثها لكن أوقفها صوت مديرهم العالٍ

هيي أنتم .. فليأتِ أحدكم هنا المكان مُبعثر و قد يأتي السيد ألبرت مُجدداً
قصد بكلامه كايلي و ميلينيا و ديالا
توجهت الفتاتان بعد ترك ديالا لبقية عملها فمن سيغطي مكانها.. عوضاً عن ذلك سينتهون من ترتيب المكتب سريعاً

بمكتب ألبرت كان منظراً محبط لهما .. الغرفة مبعثرة حد اللعنة
ناهيك عن الزجاج المنكسر و الأوراق المقطعة أشلاء !
خزانته التي دوماً مرتبة و لا يترُكها مفتوحة
مفتوحةٍ علي مصرعيها و فارغةٍ تماماً ..
فكل محتوياتها تتواجد أرضاً
.

أكان يخوض حرباً هُنا ؟ لِمَ يفعل ذلك حقاً

تنهدت ميلينيا بملل و هي تلقي بالأوراق المُقطعة بحقيبة نفايات
.
لا أعلم .. ربما ضغط العمل
ليس وكأنه يهتم بذاك المقهي فقط ، أعتقد أنه ...

كان وسط كومة الورق هاتف ألبرت مُلقي علي الأرض بإهمالٍ
ما قد جذب أنتباه كايلي ليس الهاتف .. بل صورةٍ ألتقطت من هاتفه
أتخذت كايلي جانباً بعيداً عن ميلينيا لِتُمسك بالهاتف
لم تكن واحدة فقط بمحض الصدفة مثلا..
كان هناك العديد منها
و بجانب الهاتف كومة من الورق .. ورق يظهر عليه أنه ذي خط يدوي و لا يخص العمل
فضولها أثارها لفتح الورق ..
و مُجددا لم تكن مرة واحدة أو صدفة
الهاتف ملئ بصور لميلينيا
و الورق أيضا عن ميلينيا
__

ميلي عزيزتي ..
.

لا تستمعي له بعد الآن
أنا أمامك
.

ألستُ محقاً ؟ إنه سكير مجنون !
إنه لم يراكِ مثلي أنا
أنا أحببتكِ أكثر
.

ألم تعني كلماتِ أنا شيئاً لكِ ميلي؟
.

كايلي مخطئة .. هو لا يحبك
لا تقابليه مُجدداً
.

أنتِ لم تعترضي ؟
هل أحببتيني ميلي ؟
أم كانت بُندقيتاك تكذبان علي ..

.

ألم يسعكِ عناقي لكِ أم كان مُقيتاً
.

بكل حرب أقاتل بها أخرج مُنتصراً
قد رفعت اليوم راية إستسلام ..
أولي ممتلكاتي لم تعد ملكي
لقد خرجت مُنهزماً اليوم ميلي ..
.

ألا تقبلين قلبٍ يُحبك بصدق و قد فُتن بلمعة عينيكِ
ألكِ بأن تحتضني قلبي فهو يشتاق لمالكتهُ

____

 "مُكتملة" Cherry Blossoms | أزْهَارٌ الكَرَزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن