الفصل الاول

9.4K 229 11
                                    

1
لم أكن أهلاً لها..
(ساكورا)
✍بقلم✍
أسما السيد
--------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

هل عايشتم شعور اليتم، الوحده، والألم
الكسرة والخذلان
أن تولد وحيداً وتحيا وحيداً، لا أهل تحنو، ولا أصدقاء، ولا حتى أشقاء تشد عضدك وتتحمل عنك بؤس الأيام
أن تتجرع الحزن كاسات مجبراً، ويا للحسرة تجد من يحسدك وكأنك تحتسي الشربات، فتبتسم ساخراً، داعياً الله أن يتذوقوا لو بضعاً قليلاً مما تلقاه
ليس حقداً منك، ولكن لتتحقق عدالة السماء ووعد الخالق الجبار
هل تذوق أحدكم مرارة الظلم يوماً؟
أن تعاقب على ما لا ذنب لك فيه، أن يكون أقصى أمانيك فقط
ذراعين تحتمي بهم، حينما يشتد عليك تعب الأيام
هل حدث وأن نظرتم بعين التمني لأحدهم؟
تمنيت لو كنت أنت مكانه وشعرت مثله بالأمان، فتسيلخ دموعك بصمت، وتسرع لتمحيها بيديك، خوفاً من نظرات كل الشفقة وشماتة الأعداء
وليقينك أنك لو ذرفت مئات الدمعات، لن تجد إلا يدك أنت فقط تحنو عليك
هل حدث
أن مرضت يوماً ليلاً ولم تجد من يجلس بجوارك ويمد لك يد العون .. أن تضطر لتخبئة مرضك من أقرب الناس إليك...حتى لا تلمح نظرة الشفقة بعيونهم، وخصيصاً مِمَن لم يكن يوماً أهلاً لك

ــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول
--------------------
بتذكر آخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقتا آخر كلمة قلتا
وما عدت شفتك
وهلّق شفتك
كيفك أنت..

تتمايل ببراءه مع نسيم الصباح العليل، الخضره تحاوط المكان من حولها..

كم تعشق هنا..والمكوث هنا..بجانب من تهواه الروح..

لكن الدنيا لا تأتي علي هوانا ابداً..

لمحها من الاعلي فهبط، وصوت فيروز يشق سكون المكان بهذا الوقت المبكر..
لا يصدق انها أخيراً هنا..

يا الله كم اشتقاها..

قطع الدرجات الفاصله بينهم بقفزات متتاليه..قلبه يقفز معه..لرؤيتها والبقاء بقربها لمده أطول..

ففرصه هذه لن تتكرر..

وقف خلفها قلبه يخفق كشخص ركض لأميال بلا توقف..

زفر بعشق..هامساً بصوت متحشرج..

ـ ما هذا الصباح الفاخر يا ساكورا؟

انتفضت من مكانها، ووضعت يدها علي صدرها حيث ذاك الذي يدق بعنف بحركه تلقائيه..

أغلقت الهاتف سريعاً، متمتمه بخجل تشبه زقزقه العصافير..ااه كم تثيره ببراءتها

ـ صباح الخير يابلال

رمقها بلال...بحنو

وعينيه تمشط هيئتها وحمرة خديها..ضحكتها وحركات يديها المتوتره..من قربه..كحاله تماماً...

مردفاً بعشق لا ينكر احد قراءته بعيونه ابداً..
ـ ساكورا..

رفعت وجهها سريعاً حينما وصلها نداءه الهامس عليها..
بذاك اللقب الذي لا ينفك يناديها به..

نوفيلا لم اكن أهلاً  لهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن