الخاتمه..
بعد شهر..
دلفت علياء لغرفة والداتها التي تجلس أمام باب الشرفة، تنظر للبعيد بصمت مجبرة علية..فهي لم تعد قادرة حتي علي النطق..
وجلست أسفل أقدامها، تبكِ..وتتوسل لها..ـ سامحيني يا أمي..أقسم هو من تلاعب بي..
أدمعت عين والدتها التي لا تستطيع حتي تحريك عنقها بصمت....
إيهاب بسخرية من خلفهم..ـ ألم ننتهي من تلك الأسطوانه الرخيصه بعد..هيا قفي وأعد لي شيئاً لآكله..أعملي بلقمتك هنا، أنتِ وهي
وألا قذفتكم خارجاً، هيا..رمقته علياء بحزن علي حالها، وما اوصلت نفسها ووالدتها له..لقد تزوجها إيهاب جبراً تحت ضغط من بيلسان علي بلال ليعفو عنه، ويتستر علي شقيقتها، ففعل بلال مجبراً، عقدوا مجلساً عرفياً له...
وحُكم علية بالزواج من علياء، وبقاء والدتها معهم..إنتفضت من مكانها علي صراخة عليها..
ـ تحركِ يا حقيرة..أنا جائع هيا..
هرولت للمطبخ وشهقاتها تعلو أكثر..
إقترب إيهاب من خالتة ووقف أمامها، هاتفاً بسخرية..
وهو يدفع بعنف كرسيها المتحرك للخلف..
ـ أنرتِ بيتِ يا خالتي الغاليه..لا شفاكِ الله أبداً يا خبيثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــما أجمل أن يمر العمر وأنت بجوار من تحب..تستيقظ علي صرخاته، وتأففاته…
وتنام بعمق علي حكاياته..
ما أجمل العوض الجميل بعد الصبر الطويل..
بقاعة مزينه بالورود الطبيعية، وزهور الساكورا الصناعية التي وصي علي صنعها خصيصاً لذاك اليوم..
تهبط الدرج متأبطة ذراع خالها حسان الذي ينظر لولده بتلاعب، قبل أن يقف أمامه، ويقترب من إبنة شقيقته ويحتضنها ويقبلها من جبينها مكادة بإبنه حقيقية له..ـ مبارك لك يا حبيبة خالك..
جذبها بلال من يد والدة بغيظ..هامساً بأذنها..
ـ ألم أخبرك يا ساكورتي..ألا تسمحي لوالدي بتقبيلك مرة أخري..
بيلسان بتأفف باتت تجيده مؤخراً…
ـ هذا خالي الحبيب..ما دخلك أنت..
ـ بيلسان..؟
بيلسان بهمس ونعومه..وهي تمد يدها تعانق كف يده..ـ نعم، ياقلب بيلسان..
زفر بغلب..
ـ تجيدين التلاعب بي، ولا تلعبين بنزاهة يا ساكورا..
دارت بعينها بالقاعه..وهتفت برعب..
ـ أين أبي..يا بلال، هل حدث له شيء..
بلال بحب، وهو يشير بيده عليه..
ـ هاااك..يا قلب بلال..لا تقلقِ، لم يمت بعد..
رمقته بغيظ، قبل أن تحمل طرف فستانها وتهرول بإتجاهه.
هاتفة بشوق..ـ خفت ألا تأتِ..
والدها بوهن وصوت يخرج بصعوبه متقطعاً..
ـ كيف لا آتي لعرسك يا بيلسان..ولو كنت أزحف لأتيت لك، لأراكِ وأشبع عيني منك بفستان زفافك هذا..
ـ مبارك لكِ يا حبيبة القلب..
ـ أحبك ياأبي..
ـ وأنا أحبك يا قلب أبيكِ..أحبك منذ البداية، ولكنِ كنت معمي القلب..بعد نصف ساعه
ينظرلها شمس مبتسماً، وهو يراها تدور بسعادة لم يراها علي وجهها من قبل مع ذاك الذي أختطفها منه..
الندم يأكل قلبة علي ما فعلة بها..وألف سؤال ب لو.. خطر بعقلة..ولكن بماذا سينفع الندم الآن..ليحمد الله في السراء والضراء..
بعد دقائق،قضاها يشبع عينيه منها..إبنته الجميله التي تشبة حبيبتة المظلومه وزوجته الوفية الراحلة..
أغمض عينية وهو يحمد الله بأنه أتم رسالتة، وسيرحل نظيفاً، لا ظالماً، ولا مظلوماً.
لا تعلم لما توقفت فجأه عن الدوران، وهي تبحث بعينها عن أبيها، وقعت عينها علية، وهو مغمض العين، فتركت الجميع وهرولت لة، وهي تهتف بإسمة بلوعه..
ـ أبي...أبي..
فتح عينيه لها ورمقها بإبتسامه، متمتاً بإعتذار أخير لها
ـ سامحيني يا إبنتي..
(لم أكن أهلاً لكِ..)
هتفت ببكاء..
ـ أبي..لا تتركني وحيدة..
أغمض عينية مبتسماً برضا، متمتاً بالشهادة..
أن أشهد أن لا إلة إلا الله..محمداً رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد سنتين..
يجلس أمامها بفخر، ويحمل علي يدية طفلتهما التي تحاربه لتبعد يديه التي يحتجزها بها عنها.. لتصعد لها..
وهي تقف علي المنصة، كمحاضرة تحفيذية، وملهمه للكثير ممن هم بمثلها، ولا يجدون أهلاً محفذون لهم..
تخبرهم بقصتها، وكيف تخطت حاجز المرض، وتقف الآن هنا أمامهم بفخر، بيديها وقدميها التي غزاها البهاق..وكلما وقعت عينها علية، غمز لها بالخفاء، فتبتسم بخجل، وتكمل حديثها..
ألي أن أنتهت من محاضرتها..وهبطت سريعاً، لتحمل طفلتها..
ـ يا حبيبتي أنتِ..إشتقتُ لكِبلال بحنق..
ـ لقد بتِ تتجاهليني كثيراً يا ساكورا..وأشم رائحة أبي بذاك الأمر.
بيلسان بضحك علي غيرتة الفاضحة من والده..
ـ لقد جننت تماماً..أقسم لك..
رمقها بعتاب..
فأقتربت منة، وهمست بأذنة..
ـ أحبك يا بلالي..
همس بعشق وهو يعطي لها شيئاً بيديها..ـ وأنا أعشقك يا ساكورتي..
ـ ما هذا يابلال..
ـ ألا تريدين رؤية الساكورا عن قرب..
هتفت بفرحة..
ـ حقاً سنذهب..
ـ بالطبع..
ــــــــــــــــ
تمت..
(لم أكن أهلاً لها)
(ساكورا)
✍️ أسما السيد✍️
أنت تقرأ
نوفيلا لم اكن أهلاً لها
Romanceطفلة صغيره ماتت والدتها اثناء. ولادتها تخلي عنها والدها من اجل شيء لا ذنب لها به.. تركها لاهل والدها فرباها هو.. نشأت علي عشقة وكبرت علي يديه.. عشقها حد الهوس فتخلي عن الغالي والنفيس بسبيل هواها.. ولكن شاءت الاقدار ووضعت يد الخسه النهايه فكانت لغير...