الجزء الأول

4.6K 163 10
                                    

فى صباح يوم جديد اعلنت الشمس عن ظهورها من أول لحظات الصباح لتثبت للجميع حضورها بقوة بعد غياب قد طال فبعد غياب بنهار شتاء و خريف عادت تتربع على عرش السماء فلن يكون اى شئ بعد تلك اللحظة فى الخفاء فلا كسوف لها يبعدها و لا غيوم تخفى عنها ماهو آت .

وكعادة الحارة المصرية الكل يبتسم لإستقبال شمس النهار وكأن البسمة هى مفتاح باب الرزق والفرج الذى طال له الانتظار . يملأ وجوههم التفاؤل . يبادرون بالمحبة لتخرجهم من اى صعاب .

كان يبقف هناك بعيدا وحيدا فى ركن هناك يطالع احدى المبانى بالحى و التى من النظرة الاولى توحى بإزدحامها بالسكان . كان يعلم ان ما يفعله سيعود عليه بالخطر فهو الغريب الذى دخل الحارة وكل الانظار ما بين لحظة و اخر تنظر إليه . إلا انه رفض الابتعاد و ظل بمكانه فلن يتراجع عن قرار اتخذه بثبات و لن يبالى بما سيحدث حتى لو انهالت عليه اللكمات .

المعلم صبحى .. يا فتاح ياعليم . يا رزاق يا كريم . يا رب اهدينا و اهدى عبادك اجمعين .
استاذ ابراهيم .. صباح الخير يا معلم مالك على الصبح متعصب ليه .
المعلم صبحى .. والله الأفندى ده مجننى و مش عارف اعمل معاه ايه .
استاذ ابراهيم .. تقصد الجدع ده . كنت لسه حسألك حكايته ايه .
المعلم صبحى .. علمى علمك .
ناصح .. يمكن يا معلمى عايز كيلو لحمة بس مكسوف عشان كده بيبص علينا من بعيد .
المعلم صبحى .. ناصح اسم على مسمى . يعنى تقصد انه واقف يتغزل فى جمال اللحمة اللى عندنا فحياكلها بعينه من بعيد لبعيد . اللهم لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه . ناصح يا ابنى انت مش امبارح عزمت عليه ياخد اللحمة اللى عايزها و هو مرضيش . و بعدين شكله و مظهره كده ميوحيش .
ناصح .. يعنى ايه يا معلم هو قاصد يعاكسنا احنا .
المعلم صبحى .. صبرنى يا رب . ليه يا ابنى حيتغزل فى جمالك و لا سحنتك و لا اقوامك اللى ملهوش مثيل .
ناصح .. تقصد ايه يا معلم انه طلع شمال .
المعلم صبحى .. تعرف يا ناصح لولا ابوك صاحبى موصينى عليك انا كنت علقتك مكان الدبيحة دى و اللى رايح واللى جاى يتفرج عليك . اقولك روح نضف المحل .
استاذ ابراهيم .. هههههههههه . فيه ايه بس يامعلم مالك ما تخليك حليم .
المعلم صبحى .. و الله ما انا عارف الواد ده طالع لمين الله يسامحه اللى سماه ناصح أكيد كان قصده يضحك عليه . هو الشهادة لله واد مجدع و مخلص و نضيف بس لو شغل عقله قول يا رحمن يا رحيم .
استاذ ابراهيم .. طب يرجع مرجوعنا للى واقف هناك هو مين .
المعلم صبحى .. بص يا استاذنا . ده لا شكله حرامى ولا ناوى على الشر ده واضح انه عينه من حد فى عمارتنا و نفسى اعرف عينه على مين . مش عايزين نظلم حد ولا نظلمه بس نعرف الحكاية ايه . انا مش جديد فى السوق و الشعر الابيض ده بيقول انى شوفت كتير . ده كده واحد بيحب و فى الزمن ده مفيش كتير . و بعدين شكله و لبسه بيقول ابن ناس محترم يعنى لا هو غنى ولا فقير . الطيبة و السماحة  على وشه و عنده جراءة كبيرة انه يدخل الحارة و هو عارف ممكن يحصله ايه .
استاذ ابراهيم .. يعنى مش حتسأله عن حكايته .
المعلم صبحى .. أكيد بس مش دلوأت يمكن اعرف يقصد مين .
استاذ ابراهيم .. ألحق انا بقى شغلى و لو عرفت حاجة لما ارجع احكيلى .
المعلم صبحى .. ان شاء رب العالمين . سلام يا استاذ ابراهيم .

يا ترى ازاى المعلم صبحى حيحاول يعرف هو يقصد مين . استنونى بعد شوية بالجزء التانى ❤

نوفيلا غريب فالحارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن