ذَهَبَ لَكِنْ عَادْ وَ لَمْ يَعُدْ قَلْبَهُ مَعَهْ

133 8 4
                                        

نعم إنه حادث سير تم نقل هاتاكي إلى المشفى بسرعة لقد كان في وعيه الكامل فاستطاع إعطاء الاسعاف رقم هاتف والدة آسا فأخبروها عما جرى له و ضرورة حضورها للمشفى ، و بالفعل اتت مع آسا و كيزوهي ، كانت آسا فاقدة صوابها و منهارة من البكاء فانتظروه في الصالة ، و بعد عملية دامت ثلاث ساعات خرج هاتاكي من غرفة العمليات محملا على سرير متحرك مع الممرضين ، أخذوه إلى غرفته ركضت ورائهم آسا و رأت هاتاكي لقد كان وجهه شاحباً و جسده مضمدا و مليء بالجروح جلست على كرسي أمام سريره بينما كانت والدتها و كيزوهي يقفان خلفها و انهارت بالبكاء بينما كيزوهي كان يكلم أهل هاتاكي " ايضا هم اقرباء كيزوهي "
و ضعت آسا يدها على سرير هاتاكي فقام هاتاكي بإمساك يدها و شد عليها رغم الالم ، كادت آسا أن تفقد وعيها فأخرجتها والدتها من الغرفة و قامت بإحتضانها .
في تلك الليلة نام كيزوهي على سرير مجاور لسرير هاتاكي و والدة آسا نامت على كرسي أما آسا فبقيت مستيقظة تراقب هاتاكي خوفا عليه إذ حل به مكروه حتى حل الصباح و استيقظ كيزوهي اقترب من آسا و قال لها : لا مشكلة يا اختي كل شيء سيكون على ما يرام .
آسا : لا شيء سيكون على ما يرام كل شيء سيتغير . " و هي تتذكر وعدها لهاتاكي بأن تبقى معه إلى الأبد "
كيزوهي :ربما يتغير للأفضل .
آسا: لو تعلم ما يجري لما قلت ذلك احساسي لا يخذلني يا كيزوهي و انت تعلم هذا .
كيزوهي : اتظنين أنني لا اعلم ما يجري بينك و بين هاتاكي !
شهقت آسا و اضطربت دقات قلبها ..
كيزوهي : لكنني قلت في نفسي قريب العائلة احسن من الغريب على الأقل انتم أمام عيناي .
أمسكت آسا شعرها و أبعدته عن وجهها و بدأت بالبكاء .
في ظهر ذلك اليوم اتصل أهل هاتاكي بالمشفى و اخبروهم ان هاتاكي سيسافر خارج البلاد من أجل العلاج فاخبروا كيزوهي و
اخبر والدته بسفر هاتاكي لكنه لم يخبر آسا و قال لامه أن تذهب مع آسا إلى المنزل حين ينقل هاتاكي إلى المطار بسيارة الإسعاف .
و بالفعل بعد ثلاث ساعات أصبح هاتاكي مستلقيا في الطائرة .
لبست آسا ثيابها للعودة للمشفى و عند خروجها من الباب أوقفها كيزوهي و اخبرها بسفر هاتاكي
لم تصدق في البداية و من ثم بكيت و ناحت بحزن و الم احتضنها كيزوهي  و لكنه لم يستطع أن يهدأها فمن كثرة البكاء وقعت على الأرض و حاول رفعها لكنها لم تستطع الوقوف على قدميها .
مرت لحظات صعبة على آسا و بقيت لمدة شهر في السرير وهي منهارة عصبيا كانت تدخل غرفة هاتاكي و ترى كتبه و أغراضه و صوره و من ثم تذهب الى شرفتها لترى العصافير الذي احضرهم لها هاتاكي لتبدأ بتذكر اللحظات الجميلة و السعيدة و بعد تلك الفترة اخذت تتكلم مع هاتاكي على الهاتف من و كان يخبرها بأنه سيعود .
مرت السنين و انقطعت الاخبار عن هاتاكي و لم تعد تتصل به و لكنها واثقة بأنه سيعود حتما سيعود و مع ذلك مر الزمن و تخرجت آسا من الجامعة و اصبحت ممرضة تعمل في مشفى و أخاها كيزوهي يعمل في شركة كبيرة ، لقد أصبحوا أغنياء و لديهم خدم .
في ظهر أحد الأيام كانت آسا تجلس على شرفة غرفتها تنظر إلى عصافير العاشق و المعشوق و الزهر المزروع و كان على شرفة الطابق المقابل لطابق آسا شابا يبدو معروفا بالنسبة لها ، خرج إلى الشرفة لقد كان هو !
آسا و هي تقف باستغراب: هاتاكي !
ملامحه لم تتغير لكن اضيف لها بعض النضج .
هاتاكي : اهلا آسا لقد كبرتي .
لقد كانت اجمل بكثير ملامحها الناضجة شعرها الطويل عيناها الكبيرتين أظافرها الطويلة الملونة .
فقد لو ....
أرادت آسا أن تتحدث مع هاتاكي لكن عندها رأت شخصا وراءه فاستغربت
هاتاكي : اوه اهلا روز اعرفك آسا زوجتي روز و ابنتي.
آسا في عقلها : ماذا زوجته لقد تخلّا عني و انا انتظرته لما ؟
آسا بحزن عميق : مبارك لك زواجك لقد انقطعت اخبارك و لم نعرف عنك شيء لماذا لا تاتي لزيارتنا ؟
هاتاكي : أجل لكن كيزوهي يعرف بقدومي للبلاد .
آسا : حسنا لا مشكلة تعالو الان .
و بالفعل أتى هاتاكي مع زوجته روز و ابنته ميمي و تحدثا مع كيزوهي و والدة آسا و لكن آسا كانت شاردة الذهن حزينة على نفسها لأنها انتظرت شخصا و عاد لكنه لم يعد مع قلبه .
عند رجوع هاتاكي إلى المنزل مع عائلته عرفت زوجته بقصته مع آسا و من وقتها بدأت المشاكل و لم يكن لآسا اي دخل فهي سعيدة
لاجل هاتاكي و زوجته عرفت بفرحها لكنها بقيت تشك في هاتاكي و كان هاتاكي سعيد مع عائلته بالرغم أنه لم يحب زوجته بل كان زواجا بالرغم عنه من قبل والدته إلى أن حل ذلك اليوم المشؤوم ...
بقلم لينا جبيلي

الجوهرة القاتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن