~7~

383 24 68
                                    

لا أحد في هذا العالم قادرٌ على تَفسير شُعورك الهَزيل، ولا تَشويش أفكارَك، ولا حيرَتك المُفرطة عِندما تَكون في حاجه لِلثبات والأرض تَهتزُ بك...

مغموراً في حوض الإستحمام كان، كاتماً لأنفاسه أسفل المياه، مغمضاً لعينيه يفكر بعمق، وصورة سيهون لا تغيب، تدفعه تجاه هاوية لا قاع لها، تحرمه النوم والراحة، وتسلب منه أبسط معاني الحياة.

وكما قال كيونغسو -الذي أصبح صديقه في اليومين المنصرمين- حاول جاهداً كسر ذلك التابوت الحجري، كما كسره عزيزه مسبقاً، محاولاً رؤية الأمور من منظور مختلف كلياً عن السابق، ليشعر بمدى غبائه، وكم كان غافلاً، وكم أهان نفسه كمحقق.

بدأ الأكسجين في رئتيه ينفذ، لكنه قاوم حتى يرى مشاهد أكثر، ويستعرض الدلائل مراراً وتكراراً لعله يحصل على شيء أخر، قبل أن ينتصب واقفاً بعدما فوجِئَ بلحظة مريبة مرعبة، ليديّ امرأة ملطختين بالدماء، تنزلقان عن الستائر المعدنية المموجة.

لم يكن قد رأى هذا المشهد من قبل، لا الأيدي ولا المكان، لكنه بطريقة ما بدا مألوفاً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم يكن قد رأى هذا المشهد من قبل، لا الأيدي ولا المكان، لكنه بطريقة ما بدا مألوفاً.

خرج من الماء وجفف جسده ببرود، وما زال ذلك المشهد يتكرر في ذهنة، يحاول تذكر التفاصيل وإسقاطها على الواقع، يفكر أين شاهد تلك الستائر من قبل، فهذا النوع من الستائر ليس شائع في أماكن كثيرة.

ارتدى ما تبقى من ملابسه وخرج مسرعاً صوب قاعة طعام المرضى، ليحجز مكاناً بجانب كيونغسو، ويتمكن من محادثته لمدة أطول، أتى الثاني متمهلاً، وقد بدت علامات الإنهاك واضحة في مشيته، وعندما رأى كاي ينتظره، تنهد بتعب ومشى ببطء أكبر، ثم جلس بجانبه صامتاً.

-كيونغ ما بك؟
تساءل كاي مستفسراً عن سبب عقدة الحاجبين الكبيرة تلك، فأجابه كيونغسو بحدة دون النظر إليه حتى: فقط تناول طعامك.
ففهم كاي أنه لا يريد الكلام الآن وهنا، لذا التزم الصمت وشرع يتناول طعامه بملامح منزعجة، وفعل كيونغسو المثل.

انتهى وقت الطعام الممل ببطء شديد، وكأن الثواني تصارع كاي لتنقضي، مشى كيونغسو للخارج بهدوء واضعاً كلتا يديه في جيوب لباسه الموحد، وتبعه كاي بهدوء أكبر، تاركاً بينهما مسافة كي لا يشك بهما أحد.

تايتان||Taitanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن