168 0 0
                                    

ناداها أحدث العاملين واصغرهم "الريس يريدك يا آنسه داروين" وهو يطل برأسه عبر الحاجر "اخبرني بأن تذهبي إليه مباشرة"
وضعت اليكس الزجاجه التي بيدها وهي تتنهد وتطوح بخصلة من شعرها ألاحمر الذهبي خلف عنقها وسألته "هل اخبرك ماذا يريد بلضبط؟"
كان السؤال قد فات اوانه؛ وازاحت أليكس مقعدها للخلف ووقفت، وهي متأكدة أن "بن" رئيس تحريرها سيكلفها بمهمه جديدة، وعموما أي شيء سيكون افضل من الموضوع الذي تكتبه الآن
كان الطابق الذي به مكتبها ومكاتب باقي المحررين التي يفصلها حواجز يضج بالنشاط كخليه النحل، فلقد أزف موعد صدور المجلة الشهرية؛ وتحقيق كلاً من مستوى التجويد المهني الراقي والتغطيه الدوليه الشامله ليس بلأمر الهين؛ ومهما كانت خطه العدد يحدث دائما في اللحظات الاخيرة حذف بعضها وإضافه موضوعات عاجلة، ففي الاسبوع الثالث من الشهر يصبح القلق إسلوبا للحياة، ومكتب رئيس التحرير واحد من المكاتب القليلة المغلقه دائما، ولقد وعدت اليكس نفسها بان تصل لهذه القمه ذات يوم، وعندما دخلت مكتبه كان يتحدث في التليفون وأشار اليها بيده لتجلس وواصل حديثه "لا يهمني كيف تحصل عليه، فقط إحصل عليه!" وضع السماعه منهيا حديثه؛ وسألته اليكس "مشاكل جديدة؟" واجابها "لا يمكن تجنبها طالما نفتقر التعاون"؛ هو في الخمسين من عمره، جذاب الملامح ونظراته ثاقبة، ولحيته تغطي نصف وجهه وذقنه، وعندما قابلته اليكس منذ سته اشهر لم تتخيل انه رئيس تحريرها، ولكنها تأكدت الان أنه ليس فقط رئيس تحرير جيد بل افضل رئيس تحرير.
سألها  " ماذا يمكنني عمله لك؟ "
"انت الذي طلبت مقابلتي؟!"
وهو يتفحصها "هذا صحيح، ماذا تعرفين عن اليابان؟"
"ليس كثيرا، لماذا؟"
اجابها بن رينولدز "نخطط لنشر قصة صحفيه خاصه في عدد ديسمبر، أريد اظهار التناقض بين اليابان الحقيقية وتلك التي يراها السائحون، أيمكنك اعداد هذا التحقيق الصحفي؟"
وعيناها تلمعان "متى سأسافر؟"
وهو يبتسم "ليس بهذه السرعه، كما تعرفين سيكون الجو حارا هناك في اغسطس؟"
"من يهتم بحرارة الجو؟ سأشتري لنفسي مظلة عندما اصل اليابان. وكما قلت متى سأسافر؟"
"هذا ما اريده التشوق واللهفة! هل يوم الاثنين مناسب؟"
فكرت أن ثلاثه ايام كافيه للأستعداد "من سيسافر معي؟"
"الن؟"
هز رأسه "نحن لا نستخدم مصوري الصحف، وستحتاجين شخص ملم بالبلد التي ستكتبين عنها، شخص سافر اليابان كثيراً ويعرف تقاليدهم وسلوكياتهم، وقواعدها التي يواليها اليابانيون أهميه فائقة، هل سمعت عن جريج وايلد، أظن ذلك؟"
لم تتحرك اليكس وتجمد وجهها، وعندما تحدثت كان صوتها أجشأ "سمعت عنه"
"حسنا، لقد وافق على أن يصحبك في الرحله، وفوق ذلك يمكنه أرشادك للرؤى التي نريد الكتابه عنها من اعماق المجتمع الياباني، فهو زائر منتظم لليابان منذ سنين،وحتى لفتهم يتحدث بها"وهو ينظر اليها مستغرباً  "هل حدث خطأ؟"
حاولت جاهدة أن تبتسم، وتستعيد ثباتها "هل يعرف من الصحفي الذي سيكتب التحقيق؟"
"يعرف انها امرأة ان كان هذا ما يشغلك"   كانت لهجته ساخرة "بمثل ما يهمني،فهو ليس لديه أي تحفظ ضد المرأة".
حقيقي جدا،قالت لنفسها وهي تسخر، فهي لم تقصد هذا، بدلا من ذلك"توني جاكمان عادة يتفوق في اختيار كل الصحفيين"
"لقد كانت قرعه بينكما وفزت أنت؛ هل ستعيدين التفكير؟".

  يتبع....

لن اخون حبــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن