أنتهى عرض الازياء بتصفيق الجمهور وكانت الازياء كلها للموسم القادم، والمصمم سيحقق نجاحا مبهراً.. وقد تنشر مجلتها عنه موضوعاً في الأشهر القادمه، عندما ينتزع أعجاب الشارع.
وقف الجمهور تأهباً للأنصراف، ووضعت أليكس مفكرتها في حقيبة يدها وشقت طريقها نحو باب الخروج وفي نهاية الممر وجدت المصور الصحفي قد أغلقه بأدواته؛ سواء كان مقصوداً او مصادفه؛ إلا انها وجدته يحدق فيها بعينيه الزرقاوين معتذراً "لن أستغرق سوى دقيقه واحده هل يمكنك أن تمسكي هذه لي" وقدم لها عدسات الكاميرا "بينما أبحث أنا عن الغطاء؟".
تقبلت أليكس امر التأخير، فعدم رجوعها الى المكتب ليس بالأمر الجسيم، طالما اصبحت الساعه الخامسه آلان واعتدل هو بعد أن وجد غطاء العدسه" أعطه لي.. وشكراً؛ هل كنت تتابعين العرض أليس كذلك؟".
"نعم لكن كيف عرفت؟".
أجاب مبتسماً "لقد سألت عنك"
"لماذا؟"
ضحك "أظن أن هذا واضح،تعرفين أنني كنت أتابعك".
إبتسمت "کان انتبهاهي مركزاً على العرض، وهذا سبب وجودي هنا".
"انا ايضاً، فقط ظللت مركزاً عدساتي عليك، المشكله أنني استخدم عدسات مداها بعيد..أظن يمكننا تناول العشاء معاً"
"لا اظن....".
قاطعها بلطف"أسمي جريج وايلد، غير مرتبط موسر،محترم ، لو كنت بحاجه لشهاده عني ربما....".
ضحكت وهي تهز رأسها نفياً"لا أظن ان هذا ضروري، إسم يعلن عن نفسه".
"هذا مريح..ماذا آذن؟".
"الوقت مبكر جدا على العشاء ومتأخر جدا على الغداء أو الشاي!".
"أذن نتناول كأسين حتى نتيح الفرصة لتبادل الحديث".
"حديث عن ماذا؟".
"عنا، لقد تركت سيارتي بعد شارعين من هنا سأحضرها أمام البوابه بينما تقفي بجوار متاعي هنا...بهذه الطريقة أضمن بقائك حتى أعود".
رضخت أليكس لخياره فلقد إجتذبها جريج وايلد وإستدرجها ايضاً فهي لا تؤمن بالتواضع المصطنع وتثق في جمالها
ليس بالمعنى الشائع عن الجمال الأنثوي بل الجمال الطبيعي ودائما كان شعرها محط انظار الجميع..تلك الجدائل الذهبيه التي تطوق عنقها وتتدلى فوق كتفيها وظهرها وربما هذا ما اجتذب نظراته المحترفه واياً ما كان سبب سؤاله عنها فستذهب معه ماذا ستخسر لو فعلت...لا شيء!!؟
إنتظرته خارج البهو وتحت قدميها حقيبه الكاميرا كانت اضواء المساء تلمع وبعد ربع ساعه عاد بسيارته الجاغوار الداكنه الزرقه."آسف للتأخير،، ففي هذا الوقت من النهار لا يفسح لك الطريق أحد"
جلست على مقعدها بينما أستدار هو ليجلس خلف عجلة القيادة ونظرت في المرأه لتتأكد من مكياجها كانت ترتدي جاكت بنقوش سوداء وخلفيه كتانيه صفراء وفستان اسود فاتح وشعرها الطويل يطوق وجهها بنفس اللون ويسترسل مستريحاً فوق ظهرها وهي تقوم بتصفيفه مرة واحده كل ثلاثه اشهر في صالون راقي ولكنها تغسله بنفسها لأنها لا تستطيع ملاحقه أجور التصفيف والغسل بالشامبو أسبوعيا وألا ضاع كل راتبها...!!
سألها "حسنا في الواقع..ألن اضايقك لو عرجنا في طريقنا لترك أدوات التصوير قبل ذهابنا لتناول المشروب؟ لو سرقت سيارتي يمكن تعويضها لكن أدواتي واقلامي صعب تعويضها".
لم تعترض"أليس أسهل لك إستخدام التاكسي؟ معظم الناس تفعل ذلك"
"أنا لست أي واحد"
هذا صحيح فعلا..كما اعتقدت هي أنه رجل متفرد..وسرقت نظره على جانب وجهه ورأت انه ليس أول رجل يجذبها جسديا بل شعرت بأحساس غير مسبوق وبأن شيئاً ما شيئاً جميلاً قد يحدث في بدايه الليله
توقعت أن يذهبا إلى الاستوديو لكنه اتجه الى شقته
في ويست كيسنجتون "أظنني يجب أن أستحم وأحلق وأغير ملابسي فأنا بالخارج منذ العاشرة صباحاً يمكنك البقاء هنا في السيارة وإنتظاري لو أردت!".
"يمكنني مقابلتك فيما بعد طالما الآمر هكذا..".
"لكن هذا لن يتيح لي فرصة الإستزادة من مصاحبتك...عموماً.،أعرف مكانا قريبا من هنا يقدم طعاما رائعا..فهل ستأتين معي أم لا..".
"لما لا؟"
كان المنزل يضم ثلاثه شقق فقط تقع شقه جريج في الطابق الاول..أدخلها غرفة المعيشة الواسعه المريحه قائلا لها..إعتبري نفسك في بيتك..وأختفى ناحيه غرفه نومه وبعد ربع ساعه عاد..على جانبي المدفأة كانت أرفف محملة بالكتب،طبعا عن التصوير..بالأضافه لتنويعات واسعه تكشف عن ذاته كانت جالسه على احد جانبي الأريكه تحملق في كتاب عن الشرائح المصورة (سلايدز) عندما دخل مرتديا بدلة زرقاء داكنه وقميص وردي خفيف وربطه عنق زرقاء
وسألها "ماذا لو تناولنا مشروباً هنا قبل خروجنا لدى مجموعه طيبه"
أجابته "لا يهم أريد كأس حسن بالصودا من فضلك "
"أتريدين ثلج وليمون؟"
"لو كان لديك" وهي تنظر إليه محدقاً فيها، ضحكت
"أعرف لم تكن لتعرض لو لم يكن لديك!! لكنها عادة غبيه تقولها بدون تفكير".
"لا تفقدي اعصابك مني" أتجه ليفتح دولاب البار ويخرج الزجاجة والكؤوس "لست مؤذياً نسبياً"، شاهدته وهو يتجه إلى الثلاجه لإحضار الثلج؛ مأخوذه بجاذبيته الرجوليه، رغم أنها اول من تهزأ وتسخر من فكرة من أول نظرة لكن يجب عليها الاعتراف بتأثيره الخلاب عليها فهي تريد معرفة الكثير عنه _إقتحام رأسه السوداء ومعرفه جريج وايلد الحقيقي.
صب لنفسه ملأ كأسه ويسكي بعد أن صب لها كأسها، ومد يده لها
"سنأخذ تاكسي، ومع ذلك ستشربين زجاجه باكملها!"
♕ ♕ ♕ ♕ ♕ ♕ ♕ ♕ ♕ ♕
طيلة أسبوع ظلا يتقابلان كل ليله، بالنسبه لها كان اسبوع السماء الصافيه وإجتياح عاطفي لحياتها وجدت فيه كل ما كانت تتمنى أن تجده في الرجل وأكثر. وكان مستحيلا عليها الغوص في اعماقه وإكتفيت بأن تحتضنه بعقلها وقلبها وتسكنه عيونها وتجعل رموش عيناها غطاءه
عرفت كل ما أرادت أن تعرفه وقالت لنفسها عندما فكرت في الموضوع كله: عرفت خلفيته..طموحاته..إهتمامه.لقد إمضى الجانب الاكبر من شبابه في اليابان..حيث تعيش أسرته من خلال أعمالها هناك..وهناك بدأ عشقه للتصوير..وعمره إثنين وثلاثين عاماً بينما عمرها عشرين عاماً، ويتمتع بثقة بنفسه، ويتشابهان معاً في الحس الفكاهي المرح، وتذوق الموسيقى، حب المسرح وإحتقار كل مظاهر التفاخر والغرور، وماذا يريده المرء اكثر من ذلك؟
في تلك الليلة عندما إكتمل نسيج قفطان حبهما وتوحدت الأجساد وتواصلت الأرواح، وظلت هي محور احلامها فلقد عادا ليلتها من حفل موسيقي إلى شقته لتناول عشاء اعده هو بنفسه وسألها "كما تعرفين لم تذكري لي شيء عن أسرتك، هل تقابلينهم كثيراً؟؟".
كانت المدفأة الغازية موقده،وكانت تشاهد ألسنه لهبها
"توفوا جميعاً في حادثة موتوسيكل على الطريق وكان عمري الثالثة عشر..عشت وماتوا هم"
"أسف..أذن من كان يرعاك؟"
"جدي وجدتي حتى رحلا أيضاً، وآلان بالكاد أتذكر أمي وأبي..لذا لا تجعل الأسف والحزن يسيطر عليك بسببي..فلقد عشت طفولة سعيدة جداً".
"واثق من هذا وإلا لما كنت تتمتعين بكل هذا الأتزان".
ضحكت"هل هذا هو رأيك عني؟."
"معظم الوقت"
"والباقي؟"
"هناك لحظات أشعر وكأنك تبادليني نفس المشاعر فهل انا مخطىء!؟"
إضطربت أنفاسها فجأة "هذا يعتمد على نوعيه مشاعرك!!"
وضع فنجان قهوته فوق المائدة وإتجه إليها....يتبع......

أنت تقرأ
لن اخون حبــي
Romanceلـن أخون حبي منذ عامين تفرقت بها السبل بعد نهايه حزينه لقصه حبهما قصيرة العمر... بسبب شكوكها في إخلاصه لها.. الآن جمعت بينهما صاحبه الجلاله في مهمه صحفيه إلى اليابان، كان قرار عقلها ألا ترتكب حماقه الارتباط بمن لا يستحق قطرات قلبها.. لكنه الحب ي...