"في بِلادٍ غريبةَ،
وأنتِ تجتازين شارِعاً غريباً،
أتألّمْ،
وأنا أتخيل شخصاً سِواي،
يخافُ عليكِ من سيارة طائشة." -لقمان ديركي~~
-ديڤينا،سأسميها ديڤينا
ابتسمت ديانا بدهشة،متمتمة بالأسمِ ببطئ،مُستَشعِرةَ إياه:
-ديڤينا؟
تمتم ليونايدس محدِقاً في وجهِ الرضيعة بِشغَفْ:
-إلاهِّيةَ..
-ماذا؟ سألت اليسا
وضَّحَ ليونايدس مُبعِداً عينيه عن وجهها هذه المرّة،مُعيداً توازُنُه:
-مخُتارةَ من السماء،لها رائِحَةُ النَعيمْ،خلّابةَ،إلاهِيّة،هذا ما يعنيه إسمُها باللاتينية.
~~~~
بعد ساعة ونصف تقريباً وبعد أن شعرت اليسا أن ديانا تحتاج للراحة اكثر من إي شيئٍ الأن، عادت إلى المنزل هي وليونايدس برفقة حُراسها الشخصيين والذي قد عيّنَهُم زوجُها حِفاظاً على سلامَتِها،
عادت إلى المنزل غيرُ مدرِكة لقلب ليونايدس الذي بَقِيَ هُناك،بجانب سرير صغير الحجم،في غُرفة بالطابق الحادي عشر، في مشفى قرأتْ إسمُهُ على عجلْ،
عادت الى المنزل ولكن قلب طِفلها لم يَعُدْ.
بعد دخولهم الى القصر،هرَعَ ليونايدس الذي صمتَّ فجاءة بعد إخبارهم بمعنى اسم الطفلة والذي أثار اعجاب الجميع الى غرفتِهِ، إستحم سريعاً،بدّل ملابِسَه ثم ارتمى على تخته الواسِع، الذي ولِأولِ مرّة لم يستطع ان يسَع شعورُهُ حينها، حدّقَ في سقفِ غُرْفَته الْمُزركش بعِيناية فاخِرة، غير قادر على إستيعاب ما حدث، سكونْ الغرفة،المشاعر التي غمرَتُه،تحُركهُ إتجاهها،القشعريرة التي أصابته،سَكينَتُه عندما لمس يدها، وظهور إسمِها على طرفِ لسانه بلا سابِقِ إنذار.
حرك ليونايدس رأسَهُ بقوة، وكأنه بهذه الحركة يرمي افكارِه التي استولت على عقلِه إلى قاعِ الجحيم.
دفع نفسَه الى الأسفل،مُغطِياً نفسهُ بِهُدوء،مُتمنِياً أن يستيقظ صباحاً وقد تبخرتْ مشاعِره التي مَلَئتهُ حد الْتَخْمةَ.
~~~~
في الصباح أبى مُرافَقة والِدتِهِ إلى المَشفى ورغم انه يوم عطلة إلا أنه اختار ان يتمرن بِعُنفٍ بدلَ هٰذا، لعلّه يُزيل الشعور الذي راوَدهُ مجددا عِندما عرضت عليه والدته مرافقتها،بعد أن اقنع نفسَه صباحا بتخلُصِهِ منه وخمن أنه نتيجة إرهاقِه المستمر،
ولأنه تعلم بأن لا شُعور غير الفخر يجب ان يعتليك،لم يذهبْ،ليس لِشيْئٍ سوى لتهذيبِ نفسِه.
بعد ثلاث أيام سمِعَ عن عودةِ ديانا وطِفلتِها إلى المنزل، وتمنى حينها أن يهرع إلى منزلهم لِرؤيتها،
بعد أسبوع ألهى به نفسَهُ جيداً منتقلاً بين المدرسة،التدرب بجِّد،الأنغماس الكتب حتى يغفى ورؤية رفاقِه، قرر والدِيه الذهاب لزِيارة عائلة مورغان
وتمْ إجبارُه من قِبَلِ والِدَيْهْ على الحُضور،
ولِحُسن حظِه كانت ديڤينا الصغيرة نائمة عند موعِد زيارتهم، وبقي طوال السهرة صامِتاً كالعادة، مستخدماً الإيماءات كَسِلاحِه الوحيد،مُجيباً إجابة قصيرة عِنَ الحاجة.
أما لِبؤسِ حظّهِ، فَعِندَ خروجِهِ من الحمام ،سمِع صوتّ رضيعٍ ينتَحِبْ،لم يحتَج لِذكاءٍ خارق كي يستنتج أنَهُ بُكاءُها،
وللِمَرّة الثانية،وبطريقة مريبة،رأى جسده يتحرك متجهاً نحو مصدر الصوتْ، لم يستطِع إيقاف نفسِه حينَها كان وكأنَهُ تحت تأثير تعويذَةٍ ما،
بعد ثوانٍ تُعَدُّ على الأصابعِ ،وجَدَ نَفسَهُ أمام غرْفَتِها والتي كانت تشْبَهُ تماما غُرف الأميرات التي كان يرسُمها بِمخلتِه كلما قرأ أحدى القصص الخيالية عندما كانَ صغيراً (وبريئاً)،
وجدها مُمددة وسَطِ سريرِها الوَوردِي، تبكي بِقوةَ بعد إستيقاظِها من النوم،
أراد أن يحمِلُها لعلها تصمتْ، مدّ يديه نحوَها،إقتَرَبَ منها بِبُطئ ثُمَّ توقَفْ، عندما أدركَ ما يفعلَ،عندما ادرَك بأن المشاعِر ذاتَها قد راودَتهُ مُجدداً،إلتف ببطئ،تارِكاً إياها تبكي لِوَحدِها في الظلام، متمتِماً بأن ديانا ستأتي بعدَ قليل وتُهدِئها، مشى حتى مُنتَصَفِ الغُرفةَ ثم توقفت قدّمَيهِ عن العَملْ عِندما سمِعَ صوت بكاءِها يحتَدْ،كما لو أنَهُ عَويلْ ، أراد أن يُكمِلَ طرَيقَهُ إلى الخارِج،أقسمَ أنهُ أراد، لـكن قلبَهُ كأن يُؤلِم،بِشِدةَ كلما إزدات حِدّة بكائها آلَمَهُ قلبهُ أكثر،وكأنّه مُتَصِلاً بِها،
لم يستَطِع حينَها سِوى أن يعودَ إلَيها، لاعِناً كل ما يمنَعه عن ذٰلِك ،ضارِباً كلَ ما علموهُ اياه بِعرضِ الحائط،مُتناسياً كلامَه،قراراتهُ،تفكيرُه ،معتقداته ونفسُه،
حمَلَها بِبُطئ كما لو أنّهُ يحمِل تحفة فنِيّة ما، وضعَها على كِتفِه بخِفة،لامِساً شعْرَها بِبُطئ،هامِساً بِحنان بِكلمات لم يتوقع ان يتلَّفَظها يوماً:
-ششش أيَتُها الصغيرة، ديڤينا الصغيرة علَيكِ ان تهدئي، توقفي صغيرتي...
وبتلقائية غريبة وجَدَها قد هدئت كما لو أنها فهِمت حقاً ما قال.
بعد دقيقة من هُدوئها على كتفِه سمع صوت ديانا التي قالت وبدن نبرة الإعجاب في صوتِها ظاهِرةَ:
-هذا غريب، بوتير بنفسه لم يستَطِعْ فِعْلَ هٰذا!
وعندها شعَرَ ليونايدس وكأنَّهُ إستيقَظَ من غيبوبة، إستعاد شخصيتَه الحقيقية وحمحم بقوة،ثم أشار لديانا كي تحمِلها عنْهُ،إخذتها ديانا من بين يديه وكانت قد عادت للنوم مرةً أخرى،
-هذِهِ الفتاة تعشَقُ النوم. تمتمت ديانا بصوتٍ عالٍ.
-منذُ متى وانت واقفة هنا؟ سأل ليونايدس.
-منذُ أن عدت من منتصفِ الطريق.أجابت ديانا بإبتسامة اخفتها جيداً.
همهم ليونايدس مُسرِعاً بالنزولْ.
أنت تقرأ
LEONIDAS PROPERTY|ملكية ليونايدس
Romanceكل شيئ بدء منذ تلك الليلة،في تمام الساعة العاشرة مساءاً، كل شيئ بدء عند ولادتها، وعند قيامهِ بإعطائها اسماً، سقطت سهواً "مِلكيَّتَهُ" عليها. - جمعتهم المافيا وحب العائلة،الكتب والكلمات اللذيذة،جمعهم الحب والأسماء،وملكيتهُ عليها، ثم فرقهم القدر. - ⛔️...