الفصل الثاني

44 6 13
                                    


نظرت إلى الطعام وجدت الاطباق بها معلبات غير مفتوحة ورغيف خبز يابس ، فتحت الطعام واكلت ، مثل هذا الطعام في العادي ارفض اكله لكن الظرف الان يحكم لا يوجد بديل ، بعدما انهيت طعامي والرجل جالس في مكانه ينظر إلى ، قلت له لقد انتهيت من الطعام ، اريد ان اعرف قصة هذا القبر ، قال دائما الانسان متعجل ، قلت له انه الفضول ، تحرك على كرسيه وكانه يستعد لامر هام ، وقال اسمي "إبراهيم" منذ اكثر من أربعين عام ، احببت فتاة من بلدتي كانت تصغرني ببضع سنوات ، كنا نتبادل النظرات على استحياء عندما كنت اراها كان يرتخف قلبي وكنت اشعر بانه لا يوجد في الدنيا احد في مثل سعادتي ، بعدها تقدمت إلى إهلها طالبٍ يدها للزواج ، والحمد لله تمت الموافقة وتزوجنا ، كنا سعداء ومتفاهمين لدرجة انها كانت تفهمني وتعرف ما اريد من نظرة عيني ، كانت حقاً زوجة صالحة ، الرجل يحكي وانا استمع إليه وعلى وجهي ابتسامة عريضة لشدة صدق كلامه ونقاء مشاعره ، واكمل رزقنا الله ب"محمد "، وفي يوم حدث أمر قلب حياتنا وغير احوالناً ، تشاجر اخي الاكبر مني سناً مع اخيها لسبب لا يستحق القول فيه الا انه تافه ، ولكن اخي قتله ، وتم القبض عليه ، واصبحت مطلوب من اهلها ، وقتها قلت لها اذهبي الى بيت اهلك ان اردتي ، فقالت انت ومحمد اهلي ، تدبرت امري في الخفاء واشتريت هذا المنزل ، وعشنا هنا ، وبرغم صعوبة الحياة الجديدة ، وضيق العيش لم اراء منها يوم اعتراض او نظرة فيها لوم ، بل كانت تشعرني بانه قصر ، وانها والصغير لا ينقصهم شئ ، وبعد بضع سنوات مات اخي في سجنه نتيجة ازمة صحية ، وقتها ذاد اجتهادهم في طلبي ، توقف الرجل عن الحديث ، وساد الصمت بيننا ، قام من على الكرسي وقال تعالى اريك شئ قبل ان انسي ، اخذني إلى الغرفة وكان الضوء فيها خافت لانكاد نرى شئ ، وقال قرب هذا الكرسي من الدولاب واصعد فوقه وارفع هذه الشنطة ستجد تحتها مجموعة اوراق تحت هذه الاوراق توجد علبة صغيرة انزلها ولاني احب الفضول نفذت كلامه وقربت الكرسي من الدولاب وصعدت فوقه ، قمت برفع الشنطة وجدتها ثقيلة جداً وكانها بها احجار وليست ملابس ، وملأ وجهي التراب وكدت اختنق من شدة الغبار ، رفعت الاوراق ، وتحسست بكفي تحتها فعثرت اصابعي على العلبة في كيس قماش نزلت بها وبرغم انها عليها تراب كثيف الا انها مازالت جديدة ، قال لي بابتسامة هذه كانت اخر هدية لزوجتي ، كنت اتمنى ان اعطيها لها لكني لم استطع ، بسبب فضولي كنت اريد فتحها لانظر ما بداخلها لكنه رفض وهو يكاد يبكي ، قال لي نم انت هنا ، فقلت له اريدك ان تكمل لي قصتك ، نظر إلى وقال في الصباح لابد ان تنام الان فالوقت تأخر ، قلت في عقلي واين سينام هو لا يوجد غير سرير واحد ، فقلت له نم أنت هنا انا لن انام الان ، بصوت ابوي قال يا ولدي نم انت هنا وان سانتظر علي الكرسي لبعض الوقت ثم انام ، وبسبب شدة الإرهاق والتعب قبلت العرض ، مسحت الغبار من فوق السرير والقيت بجسدي فوقه ، قال لي خذ راحتك واغلق الباب وانصرف ، بعدما اخذت بعض الوقت افكر في يومي المرهق وكيف حال امي وشدة قلقها لعدم رجوعي وقصة الرجل وزوجته نمت ولم اشعر بنفسي حتى سمعت صوت رجل يقول يا استاذ ماذا تفعل هنا فتحت عيني فاذ به رجل اربعيني ينظر إلى باستغراب وتجهم ، قلت له ادخلني الرجل ، قال عن اي رجل تتحدث ، فاجبته عم إبراهيم ، فقال بدهشة ماذا!!!! ...


               للقصة بقية 

                             

(فضلاً اكتب رأيك في القصة ولو بكلمة)

    أحمد خضر العمراوي

إلى هذا الحد يحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن