الفصل الثالث

18 4 3
                                    


ماذا تقول ، أكدت قولي كما اقول لك عم إبراهيم أمس في المساء ، نظر الي الرجل في ذهول وقال أمجنون انت ، كيف يفتح لك وهو ميت ، وقعت عليا الكلمة كالصاعقة ، تجمدت اطرافي واقشعر جلدي وثقل لساني ، استدركت الموقف ، وقلت باستغراب ، كيف يكون ميت وقد فتح لي الباب واحضر لي طعام وتحدث معي كثيراً ، اجابني الرجل بعصبية شديدة ، انا ابنه وهو قتل في هذا المنزل منذ ما يقرب من 30 عام ، والقبر بالساحة مدفون به ، قمت من فوق السرير وانا واضع يدي فوق راسي ، صرخت بصوت مرتفع يالله ومن كان معى في المساء ، دخلت علينا الغرفة امراة مسنه وجسدها نحيل ولكنها ما تزال تحتفظ بجمال الصبى ، قالت يا محمد من هذا وهي تنظر إلي ، قال يا أمي لا أعرف من يكون ولكنه يقول كلام غريب عن ابي ، عقدت المراة حاجبيها ، وهي تنظر إلي باستغراب شديد من انت وماذا تقول ، قلت لها انا _ جاسر _ مهندس بترول اعمل في موقع بالقرب من هذا المنزل ، قاطعنى_ محمد _وقال لا يوجد موقع للبحث عن البترول قريب من هنا ، ثم اغمض عينيه وقال اتقصد ولكن هذا الموقع ليس قريب انه يبعد حوالي 8 كيلو متر من هنا ، ولاني رياضي واصرف جل مالي على الجيم والمكملات الغذائية ولدي كتلة عضلية تجعل اصدقائي يقولون لي دبابة ، كانت هذه ال 8 كيلو متر ليست بالكبيرة ولكنها مرهقة فالارض رملية ، قلت له هذا ما حدث وأكملت قصتي وبحثي عن مكان حتى ، وجدت هذا المنزل ، واني طرقت الباب ، وفتح لي رجل عجوز اسمه ابراهيم ، قالت المراة بصوت منخفض عجوز ، واشارت إلي لاكمل ، وانه قص علي قصته مع الفتاة التي احبها وتزوجها و المشكلة التي حدثت بين اخيه واخيها وقتل فيها اخيها ، وانا اتكلم المراة والرجل منصتين وينظروا لبعضهم ، سكت لاخذ نفسي ، لكن المراة قالت لي اكمل ثم جلست على السرير ، قلت لهم هذا فقط لم يقل لي شئ آخر ، تنهدت المراة وقالت ، كل ما قلته ينطبق عليا وعلى _ إبراهيم _ عدى انه عندما قتل كان في سن الشباب وانت تقل انه كان رجل عجوز دمعت المراة وقالت انه قتل في يوم ذكرى زواجنا ، وقتها تذكرت الهدية التي جعلني عم ابراهيم احضرها اخرجتها من تحت المخدة واعطيتها للمراة ، وقلت لها هذه هدية عم ابراهيم قال انه كان يريد ان يعطيها لك لكنه لم يستطيع ، اخرجت المراة العلبة من الكيس وفتحتها وجدت بها خاتم ذهبي تصميمه قديم وورقة صغيرة تغير لونها للاصفر فتحت الورقة وقرات ما بها فظهر على وجهها الاندهاش ، قرأت المراة الورقة بصوت عقلها ، حبيبتي كل عام وانتي بخير ، انتى بالنسبة لي لم تكوني حبيبة عادية فانتي غير ذلك كنتى لي الحب والامان وراحة البال ، لكن اشعر ان نهايتي اقتربت اظنهم عرفوا مكاني ، لذلك اريد ان اخبرك بسر لي اخ صغير من غير امي ، وهو سر ابي لي وامنني عليه قبل موته ، وانا انقل هذه الامانه اليكي ، اسمه _حافظ_عنوانه امبابة ، كوم الشوام شارع 6 ، ساترككم اغنياء ، انتهت السيدة من قراءة الورقة ووضعتها في شنطة يدها الصغيرة ولبسة الخاتم ، وقتها ظهرت على وجهها ابتسامة طفولية وظلت تنظر إلى الخاتم وقامت بتقبيله ، وقامت وقالت هيا يا محمد نغادر ، هما بالمغادرة وقال لي محمد ، بعد اذنك سوف نغادر ، قلت له وانا من ياخذني إلى البيت ، لقد قال لي عم إبراهيم أمس انه سياتي قريب له في الصبح وانه سوف ياخذك معه ، اعتقد انه كان يقصدك انت ، ضحك محمد وقال لي انت حكايتك حكاية يا بشمهندس ، إلى اين تريد ان تذهب قلت له امبابة ولكن لا عليك انزلني عند اقرب مكان وانا اخذ مواصلة للبيت ، تمام ركبت معه السيارة وهي في الاساس غير ذلك قديمة وعمرها الافتراضي منتهي ركبت في الكرسي الامامي وامه ركبة في الكرسي الخلفي ، وطوال الطريق الاثنين صامتين ، نزلت عند اقرب محطة باص بعد ان ودعتهم ، واستقليت الباص للذهاب الى البيت ، نزلت من الباص ومشيت في الشارع إلى البيت قابلني _ علي _ الذي يعمل بالقهوة وهو من سني وكان معي في المدرسة ونفس التختة لكنه كان مهمل ولا يهتم بالتعليم ، اول ما راني قال لي فينك يا دبابة ، والدتك قالبة عليك الدنيا ،قلت له بالليل احكيلك عجايب يا علي ، وتركته وصعدت إلى العمارة الدول الثالث شقتي ، اسكن فيها انا وامي ، بعد ان تركنا ابي منذ 15 سنة ولا نعلم عند شئ ، غير ان حتى 10 سنوات فاتت كان من وقت لاخر يرسل لنا اموال عن طريق حوالات بنكية كل مرة من بلد مختلفة كان يتصل بنا شخص مختلف كل مرة يخبرنا بالحوالة ، لكن منذ 5 سنوات حتى الحوالات انقطعت ، طرقت الباب فتحت لي امي وهي تصرخ في وجهي اين كنت يا فاشل ، قلت لها كيف فاشل يا امي وانا مهندس بترول اد الدنيا ، قالت بغضب ايوه فاشل انك تبات بره البيت وقافل تليفونك تبقى فاشل ومش متربي ، لا يا ست الحبايب بلاش تجريح ، انتي عارفة اني متربي ، دا انتي اللي مربياني ، طيب يا جاسر كنت فين ، انا دلوقتي يا حبيبتي ، محتاج اخد دش ، واكل أكلة حلوة من ايدك وانام ، ولما اصحى هحكيلك ، كانت الشقة صغيرة غرفتين وصالة ، ومطبخ وحمام ، هو له غرفة وامه غرفة ، دخل غرفتة التي غطة حوائطها صور لاعبي كمال الاجسام وارضيتها الدنابل ، والدولاب البني الصغير علب المكملات الفارغة اكثر من ملابسه فيه ، لا اعرف سبب احتفاظه بها فارغة ربما هوس التكديس والاحتفاظ ، اخرج ملابس وذهب للحمام ، بعد ان انتهاء ، وخرج وجد امه محضر له سفرة تاكل 20 ، هي تعلم عندما يقول لها اكله حلوه انه جائع جدا ، نزل على السفرة التهم كل الموجود فوقها ، وامه تقول له براحه على مهلك الاكل مش هيطير ، رد عليها يا ست الكل اكلك لا يقاوم ، بعد ان قضى على السفرة ذهب إلى غرفة للنوم تذكر الهاتف وان غاب اليوم عن العمل ، لم يفتح الموبايل ، قال انا عاوز انام مش عاوز صداع من الشركة ، وضع الهاتف على الشاحن بدون ان يفتحه وناااااااااااااام ......
للقصة بقية
أحمد خضر العمراوي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 08, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إلى هذا الحد يحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن