الوقت تاخر هل تفعلها سيارة الشركة وتنسى وجودي اليوم في الموقع وتتركني هنا في الصحراء وحدي ، لماذا لم اعتذر عن الحضور انها العطلة الاسبوعية ولم يكن الامر يستدعى حضوري اصلا هذا اكبر عيب في العمل الخاص انت ملك العمل في كل وقت واي وقت ، ماذا افعل الان وهذا الهاتف ايضا ضدي البطارية تنفذ بعد خروجي من المنزل بساعة او اثنين ولابد ان يربطنى بجانب الشاحن طوال الوقت ، السماء بدأ يكسوها الظلام والبرد قارص فكرت في عدم الاستسلام وقلت لنفسي ابحث عن مكان يحمينى من البرد والظلام اخذتني اقدامي بعد مسير طويل ارهقني الى منزل يخرج من بين اخشاب الباب المتهالك ضوء خافت اقتربت اكثر منه وجدت امامه مجموعة متداخلة من الحشائش والشجيرات معظمها يابس ربما لعدم توافر المياه او لعدم وجود من يرعاها ، نظرت الى المنزل عن قرب وجدته قديم جدا وصغير به نافذة صغيرة مغلقة منذ زمان ولا يزيد عن غرفتين طرقت الباب في تردد كبير وبعد ان اقتربت من اليأس بأن يوجد احد في هذا المنزل سمعت صوت لا يكاد يفارق حنجرته يقول من الطارق فقلت انا مار ضل الطريق فهل لي ان استريح عندك حتى الصباح فالجو شديد البرودة بعد بضع ثواني ربما اخذها الرجل في التفكير بان يفتح لي ام لا فتح الباب فإذا به رجل كبير طاعن في السن على وجهه تجاعيد منذ سنوات وعيناه يكادوا يختفون في جمجمة راسه يتوكا على عصا يظهر عليها الكبر وكانها عضو من اعضاء جسده ، قال تفضل يا بني دخل امامي وانا خلفه ، المنزل من الداخل عكس الخارج فهو مرتب ومنظم وكل شئ وضع في مكانه به اثاث قليل اجلسنى الرجل على كرسي وجلس امامي على كرسيه المعتاد الجلوس عليه فمقعد الكرسي يكاد يقترب من الارض بسبب كثرة الجلوس عليه سالنى عن حالي وعن سبب وجودي شرحت له الامر استمع الي بكل اهتمام وقال لا عليك استريح هنا وفي الصباح سوف يمر قريب لي ياخذك معه الى المكان الذي تريد سالنى هل انت جائع ؟ قلت له لا لكن ملامح وجهي فضحتني فان لم أكل منذ الصباح تركنى وتحرك ببطء الى الغرفة الوحيدة بالمنزل تفحصت المنزل مرة اخرى عندما تركني وحدي صالت وجالات عيناي في زوايا المنزل حتى وقع نظري على شئ ارعبني وادهشنى في ان واحد ووضع في راسي الف تسؤال !!! قلت لنفسي اخرج من هنا قسوة البرد والظلام بالخارج اهون عندي من هذا المنزل بما فيه عقدت العزم على النهوض للخروج واعصابي لا تطاوعني وقتها رأيت الرجل يخرج من الغرفة وفي يدة صينية بها طبقين ورغيف خبز رجعت في قراري واستقريت على الكرسي مرة اخرى فكرم الرجل اشعرنى بالطمأنينة اقترب ووضع الصينية على طاولة صغيرة امام الكرسي وقال تناول الطعام فانت بالتاكيد تشعر بالجوع وانا انظر اليه في شرود كبير احس الرجل باني اخفي شئ فلون وجهي ونبرة صوتي وحبات العرق تقول هذا سالني ماذا حل بك ؟! سؤال الرجل اعطاني الشجاعة على السؤال ولكنها لم تكن الشجاعة الكافية للتكلم فقط نظرت بعيني على هذا الشئ فضحك الرجل بشدة عندها رجع الي الخوف مرة اخرى ثم بكى اصبحت في حال لا يعلمه الا الله مسح الرجل دموعه بكم ثوبه وقال لي تناول الطعام اولاً ثم بعدها احكي لك قصة هذا القبر .... للقصة بقية أحمد خضر العمراوي
Facebook.com/ahmed.khderelamrawi
أنت تقرأ
إلى هذا الحد يحبك
Misterio / Suspensoعندما يصل الحب إلى ابعد ما يكون وتتجسد الرومانسية بكامل معانية ، تقف حائر وتقول في أي عالم نحن