لمعرفة أفضل الطرق المساعدة في تسريع عملية الكتابة لابد وأن نبدأ باستراتيجية التخطيط.
من المعلوم أن هناك نوعين من الكتّاب؛ الأول يكتب من دون تخطيط ويسير في القصة كيفما يشاء وسنسميه هنا: الارتجالي -يطلق عليه أحيانا بالمُزارع- أما الثاني فهو الذي يخطط قبل الشروع في القصة، يكتب الأفكار الرئيسية، يحدد البداية والنهاية أو يملك تصورا واضحا عنها وعن تسلسل الأحداث الموصل إليها، يعلم ماهي الشخصيات وما هي أدوارها، وما الحدث الرئيسي في كل فصل من فصول القصة، سنسمي هذا النوع بالمخطط –ستجد من يسميه بالمهندس-
الآن لدى كل كاتب الحرية في أن يكون ارتجاليا أو مخططا، ولكن عند الحديث عن السرعة فالمخطط يفوز بالتأكيد.
سيستغرق المخطط وقتا وهو يخطط لقصته، نعم بالطبع وخلال ذلك الوقت سيكون الارتجالي قد شرع في الكتابة، ولكن سرعان ما سيلحقه المخطط ويسبقه، لماذا؟ لأن المخطط قام بكل شيء، كل شيء ولم يتبق إلا الكتابة، إنه ليس بحاجة للتفكير في الحبكة مثلا أو الشخصيات والأحداث فكل شيء جاهز بالفعل، وإن احتاجت قصته إلى بعض البحوث لأجل معلومات تاريخية أو ثقافية أو ما شابه فهو أيضا سيكون جاهزا، والأهم لن يقلق من أنه أثناء الكتابة سيحيد عن فكرته الرئيسية أو يخلط الأفكار، أو يأتي بأحداث لا أهمية لها أو شخصيات لا دور حقيقي لها، بعكس الارتجالي الذي حتى لو انتهى بسرعة فسيكون عليه العودة منذ البداية ومراجعة كل شيء ليتأكد من أنه لم يرتكب خطأ هنا أو لم تناقض أحداث القصة نفسها هناك، سيتأكد من أن الشخصيات قد لعبت حقا الدور المطلوب منها وأنه لم يفلت البناء الداخلي أو الخارجي لأحدها، أو أخطأ بالأسماء والمواعيد، وماذا إن كانت روايته تندرج تحت الصنف الخيالي وتدور أحداثها في عالم آخر؟ سيكون عليه مراجعة بناء العالم وترقيع الفجوات التي ستحصل بكل تأكيد.
هل أسمع من يعارضني من الارتجاليين؟ يا رفاق من المستحيل ألا نخطئ في قصتنا حتى لو كّنا من النوع المخطط وكل شيء واضح ومحدد بشكل مسبق، فكيف عندما نرتجل القصة كلها؟
لقد كنت لفترة طويلة جدا من الارتجاليين، في الواقع أبدأ معظم قصصي بشكل ارتجالي وعندما أقطع شوطا طويلا فيها، أنتقل فورا لأصبح مخططا، لأنه من المستحيل أن أحافظ على حبكة جيدة وبناء شخصيات وعوالم منطقي وخالي من التناقضات إن تابعت الرواية بشكل ارتجالي، ونعم لقد جربت ذلك من قبل وفوجئت تماما بعد أن قرأت الرواية دفعة واحدة، لم أفاجئ لأنني وجدت أخطاء فهذا طبيعي تماما ولكن المفاجأة كانت بسبب العدد المهول منها والتناقضات المضحكة جدا وكأن عشرة كتّاب كانوا يألفون الرواية لا واحد فقط.
نقطة مهمة هنا هي أن عمل المخطط لن يكون الأسرع فحسب؛ بل سيكون الأكثر كفاءة، ولكن السرعة هي محور حديثنا لذا سنركز عليها فقط.
أنت تقرأ
معسكر الكتابة ▶نصائح للكتابة بسرعة◀
No Ficciónلديك قصة بدأتها منذ زمن وتأبى أن تنتهي؟ أم لديك موعد نهائي يلوح في الأفق وكلماتك لم تكتمل بعد؟ حسنا هنا معسكر الكتابة، حيث نكتب حتى لا يبقى في جوفنا من الحروف شيء، معسكر قصير، عمل مكثف، ونهاية مثمرة وسريعة. لدينا نصائح وإرشادات لتسريع عملية الكتابة،...