(Part10)
انتقلنا بعدها لقرية ريفيه نائية، كانت الحياة هناك بسيطه و مريحه جدا، كان ابي هادئ و نادرا ما يتحدث، يخرج للبحيره خلف المنزل اغلب الوقت، في احدى الايام ذهبت للمدينه، و عندما عدت نشب شجار بيننا نحن الثلاثة بسبب قصة شعري الصبيانيه و تغييري للونه ليصبح بندقي اللون و عدساتي اللاصقه العسلية، عارضا بشده في بادئ الامر و لكن مع مرور الوقت تقبلا الوضع، كانا يظنان ان سبب تغيري لشكلي هو كلام امي لي فتعاطفا معي، لم اخبرهما بما حصل لي و السبب الحقيقي وراء تغيري، و لا انوي اخبارهما ابدا.
اكملت دراستي الثانويه في مدرسه صغيره لا تضم العديد من الطلاب، لذا كان الوضع مريحا بالنسبه لي، و تأقلمت مع شكلي الجديد بسرعه، عملت بدوام جزئي في احد مصانع الاحذيه أساعد اخي في امور معيشتنا، كان يعمل نادل في احد المقاهي الصغيره و راتبه بالكاد يكفينا، بعد سنتين تحسن وضع ابي قليلا، تخرجت بمعدل ممتاز نسبيا، و صدفة كان اسمي في جامعه بمديتني القديمة، كنت انوي البحث عن عمل بدوام كامل هنا و الاستقرار و لكن اولي رفض و أصر على العوده للمدينه لأكمل دراستي، حزمنا امتعتنا وانطلقنا.
(End flashback)
_________________________________________
" ايها الفتى!! انهض!!"
" هففف، ماذا تريد اولي؟؟ اتركني انام! " قلت بصوت ناعس، " ايها الفتى ان الساعه تتجاوز الثانيه عشر، لا بد ان عائلتك قلقه عليك "، ياللهي ما الذي يقوله هذا الرجل انه مزعج، مهلا ماذا؟؟؟؟ الثانيه عشر!!! اذكر انني كنت نائمه على الشاطئ!!، قفزت امسك بحقيبتي و أجري صوب المنزل متجاهله الرجل ، انا اسفه لم استطع شكرك ولكنني في عجله من امري، " سأُحرم من العشاء بالتأكيد، اللهي ساعدني و هبني سرعه خارقه اعدك لن اخبر احد " ، اخي اولي متشدد بما يتعلق بمواعيد الطعام، فتحت هاتفي لاجد ثلاث مكالمات من ابي و خمسين من اخي اولي!!!! " تبا!!هل كنت في سبات؟؟؟كم ساعة مرت وانا نائمه بحق الإله!!! "
خففت سرعتي عندما وصلت لشارع حينا، الشارع مظلم و لا توجد الكثير من مصابيح الاناره هنا، وردني اتصال آخر من اولي، ترددت اولا هل اجيب ام لا؟؟، ولكن لا حيلة سأجعله يغضب و يقلق اكثر ان تجاهلت امر الاتصال، واحد، اثنان، ثلاثة " اين انتي ايتها الغبيه! "
