وِسوَاس قَهْرِي ¦¦¦ Obsessive-compulsive disorder

تصنُّع فاشل.

لا تركّزي ، فقط قومي بالتمثيل على نفسك ، تصنّعي بأنّكِ لستِ غريبة ، لا تُركّزي ، لا تنتبهي ، لا تُفكّري ، لا تنزعجي رجاءً لا تبكِ!
..
مُحاولاتٌ فاشلة في تحفيز نفسي و تشجيعها ، مُحاولاتٌ فاشلة في تجاهُل تِلك تعبيرات الإنزعاج الموجودة دائمًا على وجهي.
..

شهر..
شهرٌ بالكامِل وأنا لستُ بكامل راحتي ، لا أعلم لِما أشعر دائمًا بعدم الراحة و لِما رأسي تؤلمني لهذا الحدّ ، لا بأس لا بأس..
الآن ، شخصٌ ما على سريري ، أنا لا أُحب هذا حقًا لا أُحب هذا!
لا بأس لا بأس أنا إنزعجتُ قليلًا و عندما يقومُ ذاك الشخص سوف أقوم بتغيير الفراش.

إنزعاج ، تفكير ، إرهاق عقلي ، بُكاء داخلي لا أعلم متى سيظهر خارجيًا ، مُحاولة إشغال ذاتي عمّا يحدُث تأتي بـ صراعٌ داخليّ في عقلي!
سيرى البعض أنه أمرٌ طبيعي أن يجلس أحد على سريري أو ينامُ عليه لكن حقًا هُناك شيءٌ ما يقولُ لي هذا غير مُريح ، أو لأكون صريحة.. هذا.. مُقرف!
..

قُمتُ بتغيير سريري و وجهي مليئٌ بالدموع بعد أن ملأته علاماتُ الإنزعاج و الضيق ، بعد مُرور بعض الدقائق هديتُ قليلًا و غفوت على سريري.

.......

قُمتُ بعد بضع ساعات لأتناول غدائي مع عائلتي ، جلستُ على طاولة الطعام و بدأنا ، شعرتُ بأنني أريد أن أبعتد قليلًا عنهم ، لا أُريد أن يقترب مني أحد و لا أعرف لِما لا أُريد ذلك..

كحربٌ أُقيمت داخلي هكذا أعيش ، جنودي الخاصة تضعف قليلًا قليلًا ، يبدو و كأنني أصبحتُ ضعيفة الجسد! لكنّه ضعف نفسي وليس جسدي هكذا يبدو ، أصواتٌ تكثُر في عقلي لا أعلم مصدرها ، لماذا عقلي يتحدّث معي بصوتٍ عالٍ و مُزعج هكذا!
......

قمتُ بعد الطعام لأغسل يداي بعدما قام الجميع بذلك ، أُحب تِلك المياه على يدي و أُحب رائحة الصابون معها ، هذه هي راحتي و طمأنينتي.

شعرتُ بالنُعاس مُجددًا لأذهب للنوم و أتمنى أن لا أفيق ثانيةً.

...............................................................................................................

تظاهرتُ أمام ذاتي بأنني قوية و أستطيع تجاهُل الأمر لكنني فشلت ، حاولتُ و بأقصى جُهدي أن أُحارب عقلي و كلماته القاسية و لكنني أيضًا فشلت ، محاولة تتلو الأُخرى و أنا أُصبح أكثر ضعفًا وليس قُوةً ، حاولتُ التصنُّع بأنني بخير ولكن..

كان ذلك تصنُّع فاشل.