أتعايش مع نفسي و ذاتي وأنا لستُ سعيدة ، لا أجد الراحة الفعلية في كوني جالسة مكاني فقط ، أين و متى سأجد راحتي؟
بعد كابوسٍ مُرعب مُجددًا لا أتذكّر تفاصيله بالظبط قُمتُ أنا بالاستيقاظ ، أشعر بالكسل لأنهض من سريري ، لذا سأبقى قليلًا مُمسكة بهاتفي مُمددة قدماي..
بعد وقتٍ طويل عالهاتف بِلا هدف قررت النهوض و أخيرًا لأذهب للمرحاض ، أشعر بالإشمئزاز من الأرض لأضع قدمي عليها حتى..
ذهبتُ لأبحث عن إفطار أو وجبة خفيفة ، عادةً أُحب أكل الفطير مع المربى و القشدة ، هكذا كانت تفعل أمي كثيرًا و هي تحتسي كوبُ القهوة الغامقة مع الحليب..
غسلتُ وجهي و خرجتُ مُسرعة من المرحاض ذاك ، أنا لا أُحب هذا المكان قَط ، أخذتُ فطيرتي و طبق المربى مع القشدة و هممتُ لسريري ، وضعتُ كُلًّا من الفطير و المربى على طرف السرير ، و عزمتُ على أن أضع قدمي في آخر السرير و لن ألمس أي مكانٍ آخر بقدمي تلك ، فأنا حقًا لا أُحب الأرض و لا أعرف لما أفعل هذا..
صراخٌ صاخب الآن في جميع جسدي ، تحديدًا داخل عقلي ، يُشير لي بأنني لستُ طبيعية ، وأنني قد جُننت أو ما شابه ، المُهم في الأمر أنني مُشمئزة من كُل شيء الآن ، آلامٌ تحدث في رأسي وأنا أستسلمُ لها كالدمية التي لا بيدها حيلة ، ولكن حتى لهذا الوقت ، لا أعلم ماذا يحدث ، أو ما الذي قد يحدث بعد كُل تلك الأوامر التي قُمتُ بتنفيذها رغمًا عني و بالغصب من عقلي؟
...سآخُذ طبق المربى ذاك للمطبخ..
لا ، لا أُريد أن أتسخ من الأرض و المكان المُحيط بي ، أنا أيضًا لا أُحب المطبخ لأنه ضيّق المساحة و سأتخبّط بكُل شيءٍ هُناك..
سأظلّ مكاني حتى ينام الجميع ، و ربما سأغفو قليلًا أنا أيضًا ، ولكن هُناك وقتٌ كثير على معاد الغداء ، لذا هُم لم يناموا الآن ولا حتى بعد قليل..
لا بأس سأنامُ أنا..هل أنا بخير؟ أنا لا أعلم.
هل أنا طبيعية؟ أنا لا أعلم.
هل أنا قوية؟ أنا لا أظُن.
لِما يحدث هذا؟
كأنني في فيلم خيال علمي أو من هذا القبيل ، لا أريد أن أفعل أي شيء يجبرني على مُغادرة سريري ، لا أُريد أن أجلس في مكانٍ آخر سوى سريري ، لا أُريد أن أبقى هكذا أيضًا..
الكثير من التناقض النفسي يُسيطر عليّ ، أُريد ولا أُريد؟ ماذا يحدث؟ أنا لازلتُ حقًا لا أعلم..مع مرور الليل و ظُلمته ، فرض عقلي عليّ رغبته..
و حين حاولتُ المُجاهدة ، فشلت مُجددًا..
....الساعة التاسعة مساءً ، أُمسكُ بهاتفي و أتصفح المُحادثات ، لعلّ أحدًا قام بمُحادثتي..
تحدثتُ مع صديقة لي ، قالت أنها في طريقها إليّ!
يا إلهي أنا لا أُريد النهوض حقًا ولكنني سأنهض رغمًا عنّي!
لما كُل شيءٍ يحدث لي رغمًا عنّي؟
الأهمُّ من هذا أنني سأنفجر بكُل ما بداخلي لها ، سأحكي الكثير من مُعاناتي ، أتمنى أن أشعُر بالراحة بعد ذلك..نهضتُ من مكاني لأرتدي ملابسي و حجابي ، و إنتظرتُها حتى أرسلت لي أنها بالخارج ، و ذهبتُ لها..
..
:كيف حالكِ؟
-بخير ، ماذا عنكِ؟
:بخير ، أنا.. فقط مللتُ من تلك الحياة..
-ماذا حدث!
:كُل شيءٍ مُقرفٌ بالنسبة لي! أتُصدقين أن جسدي يؤلمني أحيانًا فقط لشعوري بالإشمئزاز! هذا أمرٌ غير طبيعيّ أبدًا ، أشعر و كأنني أُريد تنظيف كُل شيء رغم أنه حقًا نظيف ، لا أعلم هل هو بالفعل هكذا ولكن هذا هو شعوري..
-أعلم ذلك الشعور ، يُسمى بالوسواس القهري ، تريدين تنظيف و ترتيب كُل شيء كثيرًا و بالتكرار ، أنا هكذا قليلًا أُحب ترتيب كُل شيء فجأة و بدون سبب أقومُ بترتيب كُتبي و هي مُرتبة بالفعل ،و أقومُ بتنظيف سريري مرارًا و تكرارًا ، لكنني بدأتُ التعايُش مع الأمر و حاولتُ تجاهله و ها أنا ذا أعيشُ بطبيعية و راحة تامّة.
:كيف؟ أنا لا أستطيع التجاهُل بل حاولت! الحالُ يزداد سوءً ، لا أستطيع السيطرة ولا أستطيع الشعور بالراحة أنا فقط أصبحتُ مُرهقة جسديًا و نفسيًا ، كُل هذا بسبب موقف مُقرف ما أنا رأيته و علِقَ بذهني!
-حاولي التجاهُل مرة أُخرى ، مرّةً بعد مرّة ستتحسنين ، سأذهب الآن لأن الوقت تأخر ، إلى اللقاء~
:إلى اللقاء..
وسواس قهري؟ أهو مرضٌ نفسيّ! أنا أصبحتُ مريضة نفسية! لم أكُن أتوقع أن أُصبح هكذا أبدًا! ظننتُ أنها مُجرد أيّامًا مُرهقة وحسب ولكنّها كثيرة بعض الشيء ، لا أُريد ذلك ، لا أُريد أن أُصبح هكذا ، يا اللّٰه ساعدني..
...............................................................................................................
بُكاء تفكير نوم ، كلماتٌ بسيطة ولكنّها سامّة ، تُسيطر على كامل جسدك وأنت لا حول لك ولا قوة ، البُكاء يُذهبُك في عالم الإكتئاب ، حيثُ تبدأهُ وحيدًا في الظلام كأنك في دوّامة لا مخرج منها إلا بالمرور بباقي الأشياء السامّة ، التفكير يأتي في أي وقت ، أي شيء تفعله لا مفرّ منه ، حين تعزم أنك لن تُفكّر ثانيةً فهذا بذاته تفكير ، يُحدّثُك كأنه إنسانٌ مثلك تمامًا ، ولكن دوره في الإنسانية هي العدوانية ، فهو دائمًا عدوك مهما حدث ، بعد نوبتان من البُكاء و التفكير ، تذهب في الموت المُتمثّل في هيئة نوم ، تنام و تنام وأنت كالطفل الذي لم يحصل على لعبته فـ نام من كثرة البُكاء و التفكير في..
لماذا يفعلون بي هذا؟ لماذا أنا ضعيف؟ لماذا أنا بالتحديد؟
..
لماذا أنا أصبحتُ ضحية مرض نفسيّ..
وسواسٌ قهريّ..
YOU ARE READING
وِسوَاس قَهْرِي ¦¦¦ Obsessive-compulsive disorder
Short Storyتزايُد أفكارٍ مُؤذية ، تتكاثر مع بعضها البعض بُمُجرّد شرودك في أمرٍ ما ، و تركيزك مع أفعال الآخرين و عن ماذا يفعلون و كيف يفعلون ذاك الأمر ، و كثرة المشاكل هي النتائج المُترتبة عن ذاك المرض..