ما بعد البداية.

59 5 4
                                    

بشاعة الأمر تسود ذاتُك..
وكأنّك بلدة يتم حُكمها بشراهة..
بعد إنتخاب الرئيس الجاد وهو المرض..
ولكن خطوة بخطوة..
مرّة بـ مرّة..
فالأمر يأخُذ الكثير من الوقت لينجح بالفعل على الاستيلاء على مملكتك ، مملكة ذاتُك النفسيّة المريضة..

___________________

صباح اليوم التالي ، بعد تِلك الليلة المليئة بالبُكاء الذي يختبئ ورائه العديد من الأسئلة و الأفكار السودوية ، ما هذا الذي رأيته للتو؟ أقصد البارحة؟ و لِما قد يحدُث هذا من الأصل؟
يُمكن لبعض الناس أن يروا مُشكلتي تِلك بسيطة ، و لكنّها من الأصل جحيمٌ بالنسبة لي..

...
آسفة ، آسفة لعيناي على ما رأت ، آسفة لعيناي على تركيزهما رغمًا عنهما فيما لا يخصّهما بالأساس ، أم عليَّ أن أقول آسفة لنفسي التي تعرّضت للأذية بتلك الأشياء البلهاء؟
___

بعدما ذهبتُ للمرحاض فور استيقاظي ، أنا الآن في طريقي لسريري ، فقط لسريري القابع في تلك الغُرفة ، نعم هي ليست غُرفتي بمُفردي ولكن لم أكُن أشعُر بالحزن بشأن ذلك في ذاك الوقت ، لأن كان الأمر بسيطًا في البداية ، حيثُ لم أكُن أهتم بتاتًا إذا كان يدخُل تلك الغُرفة أشخاصًا غيري ، حتمًا.. فـ هُم عائلتي بالنهاية!
...

أفكارٌ تائهة ، ضائعة بين كُل ركنٍ مُظلم في عقلي ، في وسطها كلمة 'ساعدوني' ماذا عساي أن أفعل في مكاني هذا؟ كيف يُمكنني إدخالُ جسدي بداخل عقلي لآُبعد تِلك الأفكار و الـ.. المشاكل!
بمُجرّد رؤيتي لشخصٍ غيري لم يغسل يداه جيدًا أيقنتُ أنه في كُل الأحوال لا يهتمّ بالنظافة قَط!
هل أنا جُننت؟ ولكن لماذا الآن؟ لِما لم أكُن أهتم بالأشياء الصغيرة مُنذ زمن؟ لما ليس أوّل البارحة وليس البارحة؟ لما ليس من شهرٍ قد فات مثلًا؟ لما ليس من سنة أو إثنتين؟ لِما الآن و فجأة بالتحديد!
حسنًا.. الآن قد تكوّنت كلمة جديدة و هي 'لِماذا؟'
____

أفقتُ من عاصفة أفكاري على صوت أُمي التي قد كانت أيقظتني من نومي أيضًا! وليست أفكاري وحسب ، الأهمُّ من ذلك هو أنّه قد حان وقتُ الطعام ، فأنا إنسانٌ يعشق شيءٍ يُدعى بـ 'طعام'!
...

لا! لا لا و لا! شيءٌ ما يقول لي لا تجلسي بالقُرب منه! إبتعدي قليلًا فحسب بالكُرسي خاصتك!
حسنًا.. إبتعدتُ قليلًا و على وجهي علاماتُ قلق و خوف ولكن حمدًا للّٰه! لم يُلاحظ أحد تعابير وجهي..
___________

همَمتُ بتناول غدائي وإنتهيتُ سريعًا عن قصد لأذهب لغَسلِ يداي لأرتمي في أحضان سريري بعيدًا عن أي شيء يُذكّرني بتلك التفاهات الموجودة داخل عقلي..
بَل يا لسخافةِ الأمر ، فقدّ زادت تِلك الأفكار السوداء داخِل عقلي!
تسرّبت أخبار من عقلي لنفسي تقولُ لي أنه يجب عليّ النوم في الحال! في الحقيقة أنا تعبتُ كوني لازلتُ على قيد الحياة ، فقط سأرتمي نائمةً أفضل من أن أرتمي ميّتةً مُنتحرة و أيضًا.. كافرةً!

...............................................................................................................

يومًا بعد يوم ، مع تتالي عقاربُ الساعة و جريُها المُستمر في دائرةٍ لا نهايةَ لها ، ستبدأ أحبال جديدة تتراكم و تجتمع سويًا لتكوين كُرة كبيرة تُسمّى بـكُرةِ الخيط.، ولكنّها ليست كُرة خيطٍ للقطط ، هي كُرة بداخلها العديد من الأفكار الجارية في فضاءً لا نهايةَ له ، كحلقات نموّ الإنسان ، تنمو تِلك الأفكار ، لتُصبح حلقات نارية تسبح داخل ذاتي النفسيّة.

وِسوَاس قَهْرِي ¦¦¦ Obsessive-compulsive disorder Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora