❉ الفصل السَّادس ❉

1.6K 134 49
                                    

❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉❉ ❉❉❉

- جهاد !

إلتفت الآخر له بتلقائية فتابع شاهر 

- ما سبب كره سمر لَك ؟

أمعن جهاد في النظر إليه ثم جلس على ذلك المقعد الطويل الذي يفصل بين خزانيتين كبيرتي الحجم الخاصتين بوضع ملابس الرياضيين و سرد له ببرود و هو يتذكر التفاصيل يتذكر تلك الليلة

قبل خمسة سنوات :

- لا تكن واثقا كل الثقة بأنك ستجعلني اخضع  لاوامرك السخيفة و انفذها بكل هدوء و طواعية يا ابن فريال  فأنا لست احدى ممتلكاتك لتتحكم بي كما تشاء فهذه حياتي انا و افعل فيها كما يحلو لي هل فهمت !

كان صوتها الغاضب يدوي في ارجاء غرفتها التي تضمها هي و ذلك الرجل الوسيم الواقف أمامها يبعدها ببضعة امتار فقط بملامح رجولية غاضبة اكتست وجهه من كلامها الفظ معه و رغبة جامحة تدفعه ليدق عنقها كي تكف من وقاحتها التي تجعل دمه يثور من شدة الغيظ فبعده لسنوات عنها جعلها تزداد فقط تمردا و سلاطة لسان لكنه هو الاحمق الذي اوقع نفسه في وضع لعين كهذا فلولا والدته فريال التي كانت سببا رئيسي في جعله يأتي الى البيت غصبا تاركا عمله المهم حين تلقى مكالمة منها تخبره بالمكوث.مع سمر في المنزل لأنها وحدها معللة بأنها ستخرج في مشوار مع خالته و أنس في سفر مهم من اجل عمله و لا يوجد احد ليبقى معها لما كان سيظطر على تلبية طلبها و يعود الى البيت الذي أصبح يهجره و يفر منه بسبب تلك الصغيرة الوقحة ذات التاسعة عشر عمرا و لا يعود الا ليلا كي يتفاذى وجودها امام انظاره فلقد أصبحت كناقوس خطر يدق على باب قلبه مجرد وقوع عينيه عليها فبات حضورها معه في نفس المكان كتهديد بالنسبة لمشاعر قلبه و هو في غنى عن هذه الأمور التافهة التي ستؤذي حياته الى الجحيم لهذا قرر ان يلعب لعبة الإبتعاد و فضل اعطاء اكبر مسافة بينه و بينها ليكون في آمان من اشياء خطيرة ستحدث لو بقي مستمرا في سماع صوت قلبه اللعين , شتم في سره فقد كان اليوم أول مرة يتصادف معها في مكان واحد و بمفردهما فقط مما يجعل امر تعامله معها صعب بعض الشيئ بالنسبة له و لكن اليوم امر تعامله معها بات مستحيلا حين جعلت اعصابه تتلف و يتفاجأ بخروجها السري اللعين دون اعلام احد و مع من ! مع آخر شخص يودها ان تتواجد معه بمفردها لكنه لن يكون جهاد ان جعلها تخرج من المنزل بهذه الملابس و مظهرها المزين رفقة ابن خالته يوسف , لا يعلم لما حين يأتي هذا الاسم الي تفكيره او يذكر امامه نار حارقة تشتعل بداخله و يصبح اكثر وحشية من اي قبل لكن كل هذا ليس مهم بقدر اهمية ان لو انطبقت السماء عن الارض لن يجعلها ابدا تضع حتي و لو اصبعا واحد من قدميها خارج باب المنزل , ثبث انظاره عليها و هو يرى ذلك الانزعاج و الغضب ينفجر من مقلتيها ليغمره شعور لم يستطع تفسيره الا انه كان احساسا زاد في اشعال فتيل سخطه و دفعه ليتسائل بحيرة كبيرة فهل هي حقا تحب يوسف كل هذا الحب لتتحول الى لبؤة شرسة بمجرد انه منعها من الخروج برفقته ؟ هل هو مهم بالنسبة اليها الخروج لرؤيته و التزين من اجله الي كل هذه الدرجة ؟ لتزداد قتامة عيناه المظلمة و تزداد معها وتيرة تنفسه من كثرة الانفعال و هو يقول بصوت حاد موجها الكلام لها
- اسمعي ايتها الغبية ! انا لم آتي الي هنا كي اسمع سخافاتك اللعينة و كلامك الطفولي فإما ان تذهبي الان و تخلعي تلك الملابس و الزينة التي تجعلك تبدين كإحدى العاهرات او سترين ما لا تحمدي عقباه

قلوب خافقة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن