١٠-لأنهُ يجعلُكِ فاتِنة

136 20 75
                                    

..

الجُو كانَ صاخِباً منذُ هُنيهنات ، كان هُناكَ رِفاقُه الكُثر الذين تَعرفت عليهِم و كادَّ يهلكُها الصُداع من صعُوبةِ حفظِهم و وسامتِهم المُفرِطة في آنٍ واحِد.

لكِنهُ باتَ هادِئاً فجأة ،كما أنهُم تهربُوا واحِداً تِلو الآخر و بطرِيقة بلهَاء للغاية واضِحَة.

حتى والِديها اللذانِ كانَا يُفجرانِ رأسها بالتوقُعات حولَ مِثالية المواعدِ التي ستحظَى بِها برفقتِه.

ما الذي يحدُث؟!

هُما بالباحَة الخلفية الآن ،يدَاها تتشبثُ بأطرافِ فُستانِها النيلي الراقِي لطُولِه بينما تتأملُ السماء حالِكة الدُكنة و المكسُوة بمطرٍ من النجُوم.

بينما هُو بجانِبها يُخفي يديه بجيُوبه و يتأملُ العُشب الرطِب بإبتسامةٍ هادِئة.

تقربَّ مِنها هفوتاً و شابك أناملهُ الرفِيعة بخاصِتها جاذِباً إهتمامها إليه.

" هل تستطِيعين قِراءة قلبِي أو الإصغاءَ إليه؟،لأنني لا أُجيدُ البوح يا سُكريتِي ،لا أجيدُ المُغازلة كأي رجُلٍ يُثني على أُنثاه الا أنكِ جعلتِ الأزرقَ يتألقُ معكِ و يبرُق "

طأطأت رأسَها بخَجل ،و للحَق هُو لم يقِل وسامةً عن رِفاقِه بهذِه البذلَة الرمادِية الفارِهة.

" أترينَ تِلك النجُوم الجميلة بالأعلى؟،أحبُكِ على عدِدها يا سُكريتِي "

زمتْ شفتيها بخَجل و إستِنكار ،فالنجومُ لا تُحصى هي بلا بدايةٍ أو نِهاية ،قلبُها هاوٍ بالفِعل من نبرتِه العميقة و الرجُوليةِ تِلك.

و ذلِك اللقبُ اللطيف الذي يستمرُ بنعتِها بِه.

" ليس للنجُوم عددٌ يا سيهُون ،إنها بِلا نِهاية "

"بالضبط يا سُكريتي ،حُبي لكِ سرمدِي "

قَهقهت بخجلٍ تحاولُ إبعادَّ ذلِك الإرتِباك عنها ،لم تجرُؤ حتى على رفعِ حدقتيها لتأمُل مثالِيتِه و بتأتِةٍ خجلة غمغمت بخفُوت.

" أحبُك "

لكِن عندمَا رفعت نظَراتها عن العُشب الرطِب لتأمُل ردةِ فعله التي هيَّ بمثابةِ التشويق لم يكُن أمامها.

إقشعَرَ سائِرُ جسدها حالما شعرت بتِلك اليدين التِي تسللت على خصرِها النحِيل و رأسهُ الذي تموضَع على كتِفها الأيمن بجانِب أنفاسِه الدافِئة التِي تهدرُ على جلدِ عُنقِها.

جائر حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن