...

8 0 0
                                    

تعودَ الحياة مجدداً لقلبه ، بعد ان لحفَ بفجره وتوَّسدَ سريره ارضاً ، يناظر الغرفة ، يطير بها ، يتحسس جدرانها ويحدجَ سقفه بوثاق صبره ، يقومَ بائساً ويتمشى نحو اللاشي. يريد احتساء الشاي والماء ورمي القهوى من النافدة ، يدنو بقرب الستارة ، العابرين دمى متحركة ، الشوارع فياضة بتفاصيلها والسيارات تمضي بسرعتها مخلفةً خلفها دُخان وتلوث ، الطبيعة مُتربة . ثقيلةً على صدره الربوّْ ، يردم سماءه ويركض ، بين مذكرته وقلمه مئات من السنين . وسنين من الوحدة ، من يستمع الى روحه او ينظر اليه ؟ من يدُق بابه او يرمي نافذته بحجر ، لا يوجد ، يرمي بمزهريةَ الزنابقَ ارضاً ويتناثر كتناثر افكاره ، يغطس نظراً لما خلفه هذا الانكسار فيرى الجذور متلاشية المنظر ، والطين لا حول له ولا تُربةً تحتويه ، من خلفَ الانسان بطينه وجوهره . خالقه يخلقه ليخلق طينته لا يكررها ، من بين الجراح العليلةَ زجاجهُ مُهشم ، مُتعب النتوئات ، لا وجود لاحتكاك...

وحدهم يثملون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن