الجزء الرابع

5 0 0
                                    

هل ينتمي هذا الرجل الى جذره ؟ ام انه وسيلةً ضائعة وجافة ، متى تهدئ عتمته وتروى صحرائه ؟ هل كُتِب له قدراً ان يكون قوياً مهشماً ام مهشماً لا يشتري القوى ، منذ متى وهو يصارع ، متى سقطَ سقطتهُ الاولى وانتبه لها ولكنها بعيدةً عن ذاكرته فبعد ولادتهُ سقطَ في العمر ، احترقت غاباته وامطرت حتى تبقى الرماد ، من ذرةَ املاً في داخله انبثقَ حُلم . لو كان بيده ان يغرد له او ان يسحقه ، لكنه يمشي دون وعي ، يمشي حاملاً حصاله ونبته ، يمضى بطفولته كالعادة ، في المكان نفسه .. الظلام ذاته ؟! لا فرصة للهروب ، لقد توَّغل في العمر وتزوج طاقته ، تركها شريدةً فطلبت منه الطلاق وظلَ اعزب الوجدان شارد ، اين حبه الابدي الضائع ؟ يبحثَ عن جنتهُ فيموت باحثاً ولاهثاً بنار جحيمه ، لا بد من وجود طريق !...
ولكن ؟... انه منهك وهذا ما اكتشفه وآمن به شخصه الضعيف بانه ليس له القدرة على مواجهة آلامه ، ليس بامكانه دفنَ بذرةَ يأسٍ وحصاد موسم امل ، لان الامل موسم لا تدوم فعاليته واليأس غيمةً في كل ليلةً ونهار ، لانه تعلم بان العمر لا ينتهي لامل او يأس بل الموازنة بينهما ، اي ان ميزانه قد اخترب ، وهذا ما يزعجه ، مريضَ المواجهة ومتعوبَ الحياة ، متى يجدها اذاً ؟
"اريد النوم في عتمةً اشفيَّ بها ما ترمدَ من طيفي" هذا ما اراده..

يتبع ...

وحدهم يثملون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن